الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اجعلوا السنة كلها رمضان

اجعلوا السنة كلها رمضان
20 أكتوبر 2006 22:54
عبدالمعطي عمران: أوشك شهر رمضان على الانتهاء بنسماته العطرة وبركاته الطيبة، بعد أن حل على الأمة الإسلامية ضيفا عزيزا وساهم في تصفية النفوس من أدرانها، وتطهير القلوب من خبائثها، وإنارة العقول بأنوار الإيمان والخير ومن هنا كان رمضان مدرسة حياتية يلتحق المسلم بها ليكتسب قوام السلوك وفضائل الاخلاق، ولتكون له شعلة تضيء حياته بأكملها وكما جاء رمضان بفرحة فإنه ينتهي أيضا بفرحة وعيد وسعادة تغمر القلوب والنفوس ولكن قبل أن يغادرنا رمضان ويهل علينا هلال العيد نسأل: ماهي زكاة الفطر؟ وما حكمتها؟ وما معنى العيد في الإسلام؟ وماذا يجب على المسلم بعد رمضان حتى تتحقق فيه غاية الصوم ومقصده؟ هذه الاسئلة طرحناها على د محمد المسير -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر-: وقد سميت زكاة الفطر لأن وجوبها يتحقق بالفطر في آخر يوم من رمضان، وقد تسمى زكاة الفطرة -أي الخلقة- والمعنى أنها وجبت على الخلقة تزكية للنفس وتنمية لعملها، كما تسمى أيضا زكاة الأبدان، لأنها تجب على الأشخاص بأعيانهم في مقابل زكاة الأموال التي تتعلق بالمال الذي يبلغ نصابا وللزكاة حكمتان بالغتان، الأولى ان شأن المسلم أن يشكر نعمة الله عليه، وأن يعيش مع الناس يحس بإحساسهم ويتجاوب مع مشاعرهم، والزكاة لون من شكر النعمة والمساهمة في إشاعة البسمة والسرور في قلوب المحرومين والبؤساء، ومناسبة شهر رمضان وعيد الفطر أدعى لأن يتعاون المسلمون ويتكافلوا ويظهروا جميعا بمظهر المؤاخاة الدينية العامة، والحكمة الثانية هي أن زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدة السهو للصلاة تجبر نقصان الصوم، كما يجبر السجود نقصان الصلاة، والعبادات التي يطول أداؤها، يشق التحرز فيها من أمور تفوت كمالها، فربما غفل الصائم عن حكمة الصوم أو زل لسانه بكلمة فكانت زكاة الفطر كفارة لمثل هذه الحالات وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هاتين الحكمتين في قوله الذي رواه أبوداود وابن ماجه وصححه الحاكم ''زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين'' وقد أوصى الرسول الكريم بإخراج هذه الزكاة قبل صلاة العيد حتى يتهيأ الناس جميعا لاستقبال العيد في فرح وغبطة وسرور وقد أقر العلماء أنه يمكن تقديم إخراج زكاة الفطر عن يوم العيد، بما يسمح للناس بقضاء مصالحهم وما يحتاجون إليه، وكلما كانت أقرب إلى يوم العيد كانت أدعى لاستراحة الفقراء والتوسعة عليهم أيام العيد، وهدوء أحوالهم، واستقرار أمورهم المالية في هذه الأيام المباركة معنى العيد وقال د· المسير ارتبطت الأعياد في الإسلام بمواقف مشهودة وعبادات جليلة، فهناك عيدان سنويان، هما عيد الفطر ويرتبط بشهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى ويرتبط بمناسك الحج المقدسة وهناك يوم أسبوعي يشبه العيد، يلتقي فيه المسلمون على صلاة جامعة وتوجيه راشد، هو يوم الجمعة، وقد أخرج أبوداود والنسائي بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: ''قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله بهما خيرا فهما يوم الأضحى ويوم الفطر''وهكذا يتسامى المسلمون بالأعياد، ويربطونها بأمجادهم ويتحقق فيها البعد الروحي العميق، ويكون لها من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعا يشاركون في تحقيقها، ويستشعرون آثارها المباركة ويعيشون احداثها كلما دار الزمن وتجدد العيد، فليست الأعياد في الاسلام ذكريات مضت او مواقف خاصة لكبراء أو زعماء، بل كل مسلم له بالعيد صلة ودافع متجدد على مدى الحياة وأكد أن المسلم مطالب بأن يستصحب بعد رمضان مجموعة دروس يستمد منها الزاد على مدى العام كله، وأولها المراقبة الذاتية واستشعار أن الله معنا ويرانا، وهي قضية أساسية في مدرسة الصوم، وقد عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث القدسي ''يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي'' أي من اجل الله عز وجل، وثانيها استقامة السلوك وتتبع أعمال الخير، لأن شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة، وهذا يعني أن المسلم يكثر من الاعمال الصالحة التي تقربه الى الله وتجعله يفوز بالجنة، وثالثها مدارسة القرآن الكريم، فحياة المسلم مرتبطة بالمصحف الشريف قراءة وسماعا وحكما وتطبيقا، ومعلوم أن شهر رمضان هو شهر القرآن، ورابعها هو استمرار روح المواساة والإيثار والكرم وهذا المعنى يتجلى كثيرا في رمضان فاستصحاب هذا الجانب مهم جدا بعد رمضان لاستقامة حياة الأمم واستقرار احوال المجتمع، ولا ننسى الجو الإيماني الذي يشيعه رمضان في الأسرة المسلمة من حب وتعاون على الطاعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©