أسماء الله الحسنى

"العظيم" القاهرة - أحمد مراد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكرب يدعو ربه فيقول ''لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم'' ويقول د محمد داود -استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس-: العظيم من اسماء الله الحسنى نص عليه القرآن الكريم بقوله تعالى: ''له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم'' وكذلك قوله تعالى: ''فسبح باسم ربك العظيم'' ولذلك امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في ركوعنا -ثلاث مرات- سبحان ربي العظيم، والعظيم عز وجل هو الذي تسجد العقول على اعتاب عظمته، وتصعق الارواح عند تجلي عزته، وتتلاشى الموجودات عند ظهور كبريائه وتتضاءل الكائنات عن ظهور آلائه وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي المروي عن رب العزة وفيه يقول الحق عز وجل ''الكبرياء ردائي والعظمة ازاري، فمن نازعني فيهما قصمته ولا ابالي'' والعظمة لها معان لغوية ومراتب معنوية منها ما تعلق برب العزة ومنها ما تعلق بالمخلوقات ومنها ما تعلق بالاماكن وأضاف: لفظ العظيم لرب العزة معناه الذي جل عن ادراك العقول فلا تحيط بكنه ذاته، ولا تدرك حقائق صفاته، ولا تقف على اسرار افعاله، ومن آيات عظمته سبحانه وتعالى ان الاحاطة بحقيقة ذاته ليست في متناول عقول البشر ومن اجل ذلك نهانا الحق تعالى عن التفكير فيها فقال: ''ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد'' ومن آيات عظمته ايضا ان الانسان يرى افعاله في نفسه وفي الآفاق ثم يحار في الاحاطة باسرارها فلا يدري كيف اودع في عينه البصر وفي اذنه السمع وفي لسانه الكلام وقد ورد اسم الله العظيم في القرآن الكريم في خمسة مواضع، والعظيم هو الجدير بان تعظم شعائره ويطاع امره ويرجى فضله ورحمته ويخشى بطشه وانتقامه لانه وحده الذي يملك القوة الغيبية التي لا يدرك كنهها والتي تحار في تصورها العقول وتعجز عن ادراكها الافكار والتي يكون بها الضرر والنفع والتصرف في الملك والملكوت· وقال: إذا رجعنا الى القرآن الكريم وجدنا كلمة العظيم كما جاءت وصفا لرب العالمين جاءت ايضا وصفا لغيره تعالى امدادا من تجلي اسمه العظيم، فجاءت وصفا ليوم القيامة في قوله تعالى: ''ألا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين'' ووصف به العذاب في قوله: ''ولهم عذاب عظيم'' ووصف بها الفوز في قوله تعالى: ''ذلك الفوز العظيم'' ومن الامكنة المعظمة الكعبة الشريفة وجميع المساجد ومن التعظيم شعائر الله قال تعالى: ''ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب'' كما وصف الله الجبل العظيم في قوله ''فكان كل فرق كالطود العظيم'' ووصف بها عرش ملكة سبأ في قوله تعالى: ''ولها عرش عظيم'' ووصف به عرش الله في قوله تعالى: ''رب العرش العظيم''·