السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
20 أكتوبر 2006 22:59
الشريعة والمشكلات المعاصرة لقد ذكر أهل العلم أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو الذي أرسى لنا قواعد التغيير، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه قوله صلوات الله عليه (إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذ أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر) وقوله عليه الصلاة والسلام (أنتم أعلم بأمر دنياكم) وهذا يبين لنا الفرق بين العبادات والمعاملات، ويسلط لنا الضوء على الجوانب المتعددة لشخصية سيد البشر صلى الله عليه وسلم كمتلق للوحي من ربه سبحانه وكرئيس للدولة وكقاض وكمجتهد· إن الشريعة الإسلامية من خلال ما ذكرناه في الحلقات الأربع المتقدمة قادرة على التحرك في أي وقت وطبيعتها استقلالية تستطيع حماية نفسها من أي طوفان أو طغيان باعتمادها كما رأينا وبشكل واضح على المصلحة كمصدر من مصادر التشريع، ولابد أن تنهض هممنا وتتوحد غاياتنا، وينبغي أن يتفرغ علماؤنا في جلسات تخصص للبحث في مواضيع تهمنا في هذا العصر مثل موضوع دور الفرد ودور الجماعة في التشريع الإسلامي وما يلزم عنه من واجبات وخصائص وبما يشتمل عليه من حقوق وواجبات لكل منهما، والملكية الفردية ووظيفتها الاجتماعية وفكرة الحق والواجب ووجوب تقدم الواجب على الحق· وموضوع التوازن بين الحقوق السياسية والحقوق المعاشية وما تتضمنه من كفالة للحرية بكافة أشكالها كحرية الرأي وحكمها الواجب في الإسلام، والحرية الشخصية، وحرية التعليم وغير ذلك، وما يشتمل عليه هذا التوازن من ضمان اجتماعي وكيفية تمويله· وموضوع حقوق الإنسان في الإسلام وما يتضمنه من مبادئ إسلامية متعددة كالشورى والمساواة بين الحاكم والمحكوم ومسؤولية كل واحد منهما ومعاملتهما كَمَحْكومَيْن بشريعة واحدة، والتكافل والعدالة ومقارنة ذلك بالمبادئ الحديثة· وموضوع حق المرأة في الإسلام وشهادتها وولايتها وحقها في الميراث وتعليمها وعملها وحياتها الاجتماعية بشكل عام· وموضوع الشبه والاختلاف بين الإسلام والديمقراطية من خلال المواطنة الحقة· وموضوع الدور الحقيقي للمسجد في الإسلام وأنه مكان العبادة ومجلس الشورى (البرلمان) ومنارة العلم· وموضوع كيفية النهوض بواقع المسلمين وتخريب المخططات الرامية لإخراج الإسلام من العصر، وتحرير إخواننا المسلمين من الضعف والذل الذي أصابهم في مشارق الأرض ومغاربها ـ رغم كثرتنا ـ حتى يعود المسلمون لسابق عهدهم من القوة والمنعة· وموضوع المال والاقتصاد الإسلامي بشكل عام· وموضوع اختلاف المطالع وولادة الأهلة· وموضوع التلوث النفسي وما يصاحبه من جشع وتقديم لمصلحة النفس على الغير وكبح شهواتها· وموضوع العولمة وما تتضمنه من نظام دولي جديد ومستقبل اقتصادي مختلف ربما خسرناه بجهلنا وربما نخسره بإرادتنا وعدم توحدنا، وكيف نصحح أخطاءنا وكيف تربح رؤوس أموالنا· وموضوع وسائل الاتصال الحديثة من شبكات عنكبوتية وبريد إلكتروني وتوظيفها في خدمة الشريعة· وموضوع التشدد والتزمت الذي أصاب البعض منا وكيف أن الدين يسر سهل، وغير ذلك من مواضيع يفرضها علينا واقع اليوم· ونحن بدورنا سنسمع لعلمائنا ومجامعهم وما نسمعه منهم سوف نعقله وما عقلناه سوف نطبقه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©