الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رنات» بديلة تحاكي الأجواء الرمضانية

«رنات» بديلة تحاكي الأجواء الرمضانية
17 أغسطس 2011 22:24
يعمد الكثير من الناس خلال شهر رمضان إلى تبديل رنات هواتفهم النقالة وتغييرها من النغمات على اختلافها، إلى مجموعة من الأناشيد الدينية والتواشيح والأذكار. ويكثر الطلب هذه الأيام على محال بيع الأجهزة لجهة اختيار النغمات الأكثر جذبا للسمع والتي تحمل في معانيها قيماً وجدانية تحاكي روحانية الشهر الفضيل. النغمات الإسلامية التي يتم تحميلها على “الموبايل” مفضلة في شهر الصيام عن سواها من النغمات. ولاسيما تلك الصاخبة التي تتعارض مع أجواء السكينة التي ينشدها الصائم سواء كان في مقر عمله أو في مركز تجاري أو حتى في مكان عام. ومنعا للإحراج من أن تخرج فجأة للعلن، رنة لأغنية طربية أو موسيقى جاز وما إلى هنالك من الأصوات غير المستحبة، تلجأ فئة من الشباب، وهم أكثر المعنيين في الأمر، إلى ترويض هواتفهم النقالة وجعلها أكثر مواءمة مع المحيط العام. عند القيام بزيارة محال بيع أجهزة الهواتف النقالة، تظهر في عدد كبير منها يافطات إعلانية مكتوب عليها “تتوفر لدينا نغمات رمضانية”. وكأن الشهر الفضيل بات مناسبة لصحوة اجتماعية ترفض الرنات المزعجة أثناء الصيام، وتفضل استبدالها بما لا يتعارض مع ما تألفه الأذن من سماع لآيات الحمد والشكر والتهليل والتسبيح. ويورد علي عبدالحق، مسؤول مبيعات في أحد مراكز بيع الهواتف النقالة، أن الطلب يزيد في شهر رمضان على تبديل النغمات وكأن الأمر يصبح فيه شيء من التباهي. ويقول “الجميع يسألون عن الرنات المميزة وغير المألوفة للانفراد بها أمام الأقارب والأصدقاء في رمضان. حتى أن عددا من الشباب يأتون وفي بالهم أفكار معينة عن نغمات يقترحون إمكانية تنزيلها من الإنترنت ودمجها ببعضها البعض على طريقة المونتاج”. ويذكر أنه بحسب الإمكانية يتم فعل ذلك، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت، خصوصا أن فبركة النغمات الخاصة ليست سهلة. وتتطلب نوعاً من الإبداع والقدرة على ترتيب الأجزاء من دون أي خلل يظهر. ويشير عبدالحق إلى أنه خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان قام بتغيير النغمات لأكثر من 150 جهازاً، فيما تضاعف العدد خلال الأسبوع الثاني من الشهر. ويضيف “الأمر نفسه يتكرر عند زملائي الباعة في المحال الأخرى التي تلبي هذه الخدمة. فمن النادر جدا أن يطلب أحدهم أن يضع على جهازه نغمة لأغنية ما، كما يحدث خارج رمضان. وكلما اقترحت على زبون نغمة جديدة وسمعها أحد من المقربين إليه وأعجبته، يزورني طالبا النغمة نفسها، وهكذا”. من جهته، يذكر أحمد باطوق، وهو عامل متخصص في تصليح الأجهزة النقالة، أن عمله زاد خلال شهر رمضان نظرا للإقبال الشديد من الشباب على تغيير رنات “الموبايل”. ويقول “الجميع يرغبون بالتجديد ومواكبة الموضة السائدة. وأنا أمضي أكثر من 5 ساعات في اليوم أبحث عن أذكار وتهليلات بتسجيلات مختلفة تنفع لتنزيلها على شكل رنات. والسبب أن زبائننا يبحثون دوما عن التميز ويفضلون النغمات غير المستهلكة في السوق”. وتلبية لرغباتهم، يتحول جزء من عمله إلى إيجاد أفكار فريدة تصلح لأن تتحول إلى رنات للـ”موبايل” سواء عبر الإنترنت أو من خلال التسجيلات التي تنقل عبر “البلوتوث”. أسماء الله الحسنى بالانتقال إلى فئة الشباب، يقول حسين الدبسي إنه في كل سنة ما أن يحل شهر رمضان حتى يلجأ إلى تعديل رنة “موبايله”بحسب الموجود في السوق. لكن هذه السنة، كسر القاعدة وقام بابتكار رنته الخاصة. يقول “أهوى التغيير وأكره أن أقيد نفسي في رنة واحدة طوال الوقت. وأنا من أصحاب الرنات الغريبة التي تواكب تطور العصر، غير أن لشهر الصيام أجواء روحانية لابد من احترامها”. وهو حاليا يضع رنة تذكر أسماء الله الحسنى، يوضح “هذه فكرة جديدة لا أعتقد أن أحدا سبقني إليها. وقد أعجبت كل المحيطين بي حتى أني أنوي الإبقاء عليها إلى ما بعد عيد الفطر بأسابيع”. كما أن الدبسي ينتقد بشدة أولئك الذين لا يأبهون بحرمة شهر رمضان ولا يكترثون لتعديل رنات أجهزتهم التي تخدش السمع خلال شهر الصوم. ويضيف “أرى أنه، إن لم تكن موضة الرنات الرمضانية قد وصلت إليهم، فعلى الأقل، يمكنهم البحث داخل أجهزتهم عن نغمات أقل إزعاجا”. أما مروان البدوي، الذي يضع على جهازه النقال نغمة لنشيد ديني بصوت الفنان حسين الجسمي، فيعلق قائلاً “الأمر مسألة شخصية، وأنا أفضل عدم تعميمه وعدم انتقاد أحد”. وهو يعتبر أن مسألة اختيار نغمة رمضانية، لا يمكن أن تكون عامة، وأن يحاسب من لم يسر في هذا التيار. ويوضح “هنالك شريحة كبيرة من المجتمع، لا تنتبه إلى أن رنة جهازها قد لا تكون مناسبة خلال شهر رمضان، فيما فئة أخرى تبدل رنتها من باب اللحاق بالموضة وحسب”. وعن نفسه فتعجبه فكرة الدخول في الأجواء الروحانية للشهر الفضيل بكل التفاصيل اليومية التي من شأنها أن تذكره بخصوصية أيام الصوم. ويقول “هنالك الكثير من الأذكار والتواشيح التي تنفع أن تكون رنات بديلة، لكن من المستحيل أن يسري هذا الخيار على جميع مستخدمي الشبكة”. مشاعر الصائم لا تقتصر موضة الرنات الإسلامية على الذكور، وإنما تشمل الإناث اللاتي يواكبن التطورات التقنية أولا بأول. وتذكر الطالبة نورة عيسى أنها تتفاءل جدا بالنغمة التي اختارتها وهي “حبيبي يا رسول الله”، مشيرة إلى أنه كلما رن جهازها تشعر بذبذبات إيمانية تصلها والمحيطين بها. وتضيف “أمر جميل أن نذكر أنفسنا من وقت لآخر بالأذكار والأدعية، لأن الحياة اليومية تشغلنا أحيانا عن أمور الدين. والرنات الرمضانية جزء بسيط مما يمكن أن نقوم به لهذه الغاية”. وتعتبر أنه من غير اللائق أن يكون الشخص في أيام الصيام مستغرقاً في التسبيح أو الذكر، وفجأة يسمع جهاز أحدهم يرن بموسيقى “الهيب هوب” أو “الراب”. وتضيف “قد تكون المسألة عابرة باقي أيام السنة، لأن الناس أذواق. لكنه أكر غير مقبول اجتماعياً في رمضان. وأنا شخصياً أنزعج جدا من هذا الأمر، وأعتبره استهتاراً بمشاعر الصائم ولاسيما عندما يكون صوت الرنة عاليا”. وتؤكد أن الآخرين ليسوا مضطرين لتحمل أي نوع من أنواع التلوث السمعي الذي لا يهتم له أصحاب العلاقة. وتشير عيسى إلى أنها في إحدى المرات اعترضت على رنة مؤذية للسمع، كانت تضعها زميلة لها وطلبت منها بأسلوب لائق أن تعمد إلى تبديلها أو على الأقل أن تقوم بوضع جهازها على خاصية الصمت. وتوضح “كان لي ما طلبت، إذ اعتذرت مني الفتاة، وذكرت أنها لم تنتبه للأمر”. بالطريقة نفسها تتحدث مهى مروة الذي تنفرد بين زميلاتها بوضع “سورة الصمد” كرنة لجهازها النقال. تقول “قد يكون انتشار النغمات الرمضانية موضة عابرة بنظر البعض، ومع ذلك فهي مسألة محببة ومريحة للسمع. وأنا لم أتردد لحظة بتغيير رنتي مع دخول الأيام الأولى من الشهر الفضيل”. وهذا ما تنصح به إخوانها وأخواتها وحتى صديقاتها. وهي لم تتوجه إلى محال بيع الأجهزة النقالة لتتطلب تغيير نغمتها، وإنما عملت بنفسها عبر الإنترنت إلى تحميل النغمة. تقول “هنالك مواقع خاصة تتضمن مجموعة من الآيات الصغيرة والأدعية والأناشيد التي تصلح لأن تتحول إلى رنات لـ”الموبايل” خلال رمضان. وقد قمت بهذه العملية بمساعدة ابنة خالتي ونجحنا في الأمر عبر إرسال النغمة على شكل رسالة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©