لم يعد للشعر الشعبي ذلك الزخم الذي كان يحظى به في دول الخليج.. كان الشعر الشعبي أو النبطي على كل لسان في الخليج.. وكان زينة المجالس والمنتديات والديوانيات.. والحق أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهوداً جبارة للحفاظ على هذا التراث الجميل من خلال مسابقات كبرى عدة، منها مسابقة شاعر المليون وغيرها.. لكن الزخم الشعبي العام للشعر لم يعد كما كان.. كان الشعر الشعبي يجري على ألسنة أهل الخليج جريان الماء في النهر.. حتى الصبية الصغار كانوا يلقون الأشعار وينالون استحسان وتشجيع الجميع.. وكان الشعر أيضاً على ألسنة النساء مثل الرجال تماماً.. لكن الأمر لم يعد بنفس الانتشار الذي كان في الماضي.. ولعل انتشار التكنولوجيا والإعلام الفضائي ومواقع التواصل الاجتماعي قد أزاح الشعر الشعبي قليلاً أو كثيراً عن موقع صدارة المشهد الثقافي.. كما أن تعقيدات الحياة ومطالبها واللهاث خلف هذه المطالب لا يتيح لأحد سماع أو تأليف أو إلقاء الشعر.. فالشعر يحتاج إلى هدوء وراحة وخيال واسع ضاق كثيراً هذه الأيام بسبب ثقافة الصورة والتكنولوجيا التي أزالت بيوت الشَّعر وتوشك أن تزيل أبيات الشِّعر.
علي سالم - عجمان
عدد اليوم
