هبنقة
هبنقة واسمه يزيد بن ثروان ويقال: ابن مروان أحد بني قيس بن ثعلبة، ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به· فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا؟ وأضل بعيراً فجعل ينادي من وجده فهو له، فقيل له: فلم تنشده؟ قال: فأين حلاوة الوجدان؟ وفي رواية: من وجده فله عشرة، فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: للوجدان حلاوة في القلب·
واختصمت عشيرتا طفاوة وبني راسب في رجل ادعى كل فريق أنه في عرافتهم، فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب· فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان· وكان إذا رعى غنماً جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل، ويقول: لا أصلح ما أفسده الله·
عجل بن لجيم
عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل· من حمقه أنه قيل له: ما سميت فرسك؟ فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور·
قال العنزي:
رمتني بنو عجلٍ بداء أبيهم
وأي امرئٍ في الناس أحمق من عجل
ألبس أبوهم عار عين جواده
فصارت به الأمثال تضرب بالجهل
جحا
(1)
اشترى جحا يوماً دقيقاً وحمله على حمال فهرب بالدقيق، فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه، فقيل له: ما لك فعلت كذا؟ فقال: أخاف أن يطلب مني كراه·
(2)
وسمع قائلاً يقول ما أحسن القمر، فقال: أي والله خاصة في الليل·
(3)
وقال له رجل: أتحسن الحساب بإصبعك؟ قال: نعم، قال: خذ جريبين حنطة، فعقد الخنصر والبنصر، فقال له: خذ جريبين شعيراً فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى فقال الرجل لم أقمت الوسطى، قال: لئلا يختلط الحنطة بالشعير·
(4)
وحكي: أن جحا دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها·
ادعى الجنون
خرج الحجاج مرة فلقي رجلاً· فقال: كيف سيرة الحجاج فيكم ؟ فشتمه أقبح من شتم الأول حتى أغضبه، فقال: أتدري من أنا ؟ قال: ومن عسيت أن تكون ؟ قال: أنا الحجاج، قال: أو تدري من أنا ؟ قال: ومن أنت ؟ قال: أنا مولى بني عامر، أجن في الشهر مرتين هذه إحداهما· فضحك وتركه·
عدد اليوم
