الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة الفنزويلية ترزح تحت وطأة التشرذم

المعارضة الفنزويلية ترزح تحت وطأة التشرذم
13 أغسطس 2015 23:01
كاراكاس (بلومبيرج) تعاني فنزويلا، في ظل حكم الحزب الواحد منذ 16 عاماً، من أعلى مستويات التضخم في العالم، وزيادة جرائم القتل إلى معدلات أسوأ من العراق، ونقص مزمن في الاحتياجات الأساسية يؤدي إلى طوابير تستمر ساعات لشراء الدواجن أو الإسبرين. ورغم ذلك، مع ترقب الانتخابات التشريعية في ديسمبر المقبل، يبدو من المستبعد أن تحظى المعارضة هناك بأغلبية كبيرة تمكنها من تولي السلطة. ومن المتوقع أن يؤدي تشرذم أحزاب المعارضة البالغ عددها 27 حزباً، والمحسوبية والإهمال الشديد للظهير الشعبي إلى إبقائها بعيداً عن العتبة المطلوبة لخلع الاشتراكيين من السلطة بعد أن قادهم إليها هوجو تشافيز في عام 1999. وفي ضوء الحملة القوية للرئيس الحالي «نيكولا مادورو» ضد وسائل الإعلام والمنتقدين والتحذير الشديد من أي عصيان، إضافة إلى الطبيعة الصارمة للنظام الانتخابي، وتراجع معدلات مشاركة الناخبين يتجه تحالف «مادورو» إلى الحصول على أصوات كافية تجعله ينجو من أكبر تحدياته على الإطلاق. ويقول أستاذ علم الاجتماع «ديفيد سميلد»، المتخصص في الشؤون الفنزويلية: «إن المعارضة أمامها فرصة جيدة للنجاح، ولكن وضعها سيئ جداً»، مضيفاً: «إنها عجزت عن تحويل الاستياء من النظام إلى تعريف لحركتها». وبدا الإخفاق الحكومي واضحاً أثناء الأمطار الاستوائية الأخيرة في ولاية «بوليفار» شرق فنزويلا. وحاول الناشط المعارض «ويلسون كاسترو» الاستفادة من الموقف، مبللاً قدميه من منزل إلى منزل عبر الشوارع التي تغمرها المياه في قرية «سان فليكس»، واندفع السكان، الذين عادة ما يكونون موالين للحكومة، إلى الترحيب به، مشتكين من نقص الخدمات والجريمة وانهيار الخدمات العامة. وشعر «كاسترو» بهذا التحول الذي توشك المعارضة على تضييعه، قائلاً: «إن المزاج العام في الشوارع يتغير، بينما يفقد الناس ثقتهم بهذه الحكومة، وعلينا بذل المزيد من أجل تحويل هذا الاستياء إلى أصوات». وعلى مدار 11 عاماً، عكف «كاسترو»، وهو ابن مهاجرين كولومبيين وميكانيكي سابق، على حشد التأييد في مثل هذه الأحياء، التي أبقت الاشتراكيين في السلطة، لكنه قوبل بنكران للجميل، ففي يونيو، تجاوز حزب «العدالة أولاً»، ترشيحه لـ«اللجنة القومية في بوليفار» لمصلحة «أنجيل مادينا»، وهو أستاذ للعلوم السياسية من كاراكاس لم يعش في الولاية منذ 20 عاماً. ومثل كثيرين من زعماء المعارضة، بما في ذلك المرشح الرئاسي السابق «هنريك كابريلز»، انضم «مادينا» للحزب كطالب جامعي ولم يشتغل بأي وظيفة خلاف عمله السياسي. ويمثل هذا النهج لقيادة الحزب قلقاً متزايداً، لاسيما بعد أن عزل القيادات الإقليمية لحزب الديمقراطيين المسيحيين إدارتهم الوطنية لتجاوز مواطنين محليين لمصلحة سياسيين يتخذون من كاراكاس مقراً لهم، وكثير منهم في السبعينات من العمر، كي يترشحوا للكونجرس. وقال «بيدرو يوريتا» الرئيس الجديد لـ «الديمقراطيين المسيحيين»: «إننا نرفض الصفقات الداخلية»، مشيراً إلى أن المنافسين في الانتخابات ليست الأحزاب، وإنما هم نشطاء المجتمع الذين يسافرون بالمراكب أو على الأقدام لنقل رسالة التغيير. ويرى زعماء المعارضة أن مشكلاتهم الحقيقية خارجة عن نطاق السيطرة. ويؤكد «جيسز توريلابا»، رئيس تحالف المعارضة المعروف باسم «مائدة الاتحاد الديمقراطي» أن فنزويلا ليست ديمقراطية فعلية، مضيفاً: «إننا لا نذهب إلى إقليم سويسري، حيث يفوز من يتم التصويت له أياً كان، ومن ثم لا تحتاج المعارضة إلى الانتصار فحسب، ولكن إلى أغلبية ساحقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©