السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آمال عبد العظيم: الفنان التشكيلي يمكنه أن يبدأ بتقليد التراث أو النقل منه

آمال عبد العظيم: الفنان التشكيلي يمكنه أن يبدأ بتقليد التراث أو النقل منه
17 أغسطس 2011 22:30
أرجعت الفنانة التشكيلية أمال عبد العظيم الفضل في انحيازها للخط العربي كعنصر أساسي في لوحاتها إلى والدها، حافظ القرآن، الذي غرس فيها منذ الصغر كتابة اللغة العربية بشكل جيد، حيث كان يجيد كتابة الخط من دون أن يتعلم قواعده، إضافة إلى صوته الرخيم في أداء التواشيح والاذكار ، مما جعل أذنها تسمع الترتيل بشكل صحيح، قبل أن تتعلم كتابة الحروف موضحة أن الموسيقى لا تنفصل عن الفن التشكيلي، كما كان التأمل في المظاهر الكونية عاملاً آخر في ارتباطها الوثيق بالخط العربي، وتأكيد الاتجاه الفني لديها. فدائماً ينطق المتأمل عبارة «سبحان الله» عندما نقف أمام مشاهد تفوق قدراتنا، وقد ظهرت تلك الكلمة إضافة إلى بعض ألفاظ ذكر الله في أعمال معارضها المختلفة، ودخلت معها الدلالة الخاصة بالمعنى، فتكرار التعبير في حد ذاته جزء أساسي من الفنون الإسلامية يتضح في الزخارف والخط العربي، كما أنه موجود في تقنيات الطباعة والجرافيك، لذلك استطاعت الربط بين الإحساس والتقنية، وكان المزج بينهما من خلال الكلمات والحروف ذات الدلالة الروحانية مثل حرفي «ن» و»ق» ودلالتهما في القرآن الكريم. دلالة دينية كما استخدمت في بعض لوحاتها كلمة» اقرأ» من خلال عدة حروف تتحرك داخل إطار اللوحة، كدلالة دينية، أما الدلالة التراثية والتاريخية فهي موجودة في الخط العربي، الذي يدخل في الفنون الإسلامية باختلاف أشكالها وخاماتها، وهو ما يجعل التواصل بين المتلقي والفنان مباشراً. كما أن الخط العربي هوية أمة وليس مجرد فن تشكيلي. وأوضحت أن الفنان التشكيلي يمكنه أن يبدأ مشواره الفني بتقليد التراث أو النقل منه، حتى يستطيع تذوق القيم التشكيلية في الفنون الإسلامية والإلمام الواعي بجمالياتها، وأنها ضد التحريف في أشكال التراث، ولكن يمكن «اللعب» على فكرة الحذف والإضافة أو استلهام قيم تشكيلية معينة منه، حيث أن الزخرفة الإسلامية معروفة بتكرارها اللانهائي وتداخلاتها وإيقاعاتها وتقسيماتها، ثم يأتي الإبداع كمرحلة لاحقة بعد الفهم الجيد للتراث. وقالت إن الخط العربي بماله من دلالة تراثية دينية وتاريخية عبر العصور، واحتلاله مكانة رفيعة في مجال الفن التشكيلي أصبح أحد الخيارات المهمة، ومدخلاً رئيسياً أمام الفنان العربي المعاصر لتأكيد الهوية الحضارية علي المستوى القومي والعربي لما يتميز به من سمات بارزة، وقيم خالدة على مر الزمن تحتضن جذور الإبداع للحضارة العربية والإسلامية، كما وجدت في الحروف العربية طاقات تعبيرية، إضافة إلى المرونة والطواعية في التشكيل بها، وهو ما حث الفنانين عبر العصور على استثمار هذه المجالات وتوظيفها في الأعمال الفنية. ايقاع حركي وأضافت أن الخط العربي يجمع بين القدم والمعاصرة، وأيضاً المستقبلية، حيث أن قيمه التشكيلية ليست لها حدود، فالمعروف في العناصر البنائية للتصميم وجود خط رأسي وآخر افقي، وبتكرار الرأسي تظهر معان تعطي الإحساس بالصمود والاتزان في العمل الفني، أما الخط الأفقي فيعمل على الاستقرار والاستمرار، كما أن الخطوط العشوائية تصيب المتلقي بالارتباك، وبالعودة إلى الخط العربي نجد أن حرف «أ» خط رأسي وبتكراره يحدث نفس الجماليات، حتى أن الخطوط العربية في بداياتها كانت غير منقوطة، وجاء جمالها من خلال إيقاعها الحركي. ومن منطلق أن فنون طباعة المنسوجات تخصصها الذي تُدرسه في كلية التربية الفنية، تتضمن طرق وأساليب طباعية تحمل جماليات عديدة بالإضافة إلى المرونة والتجديد الدائم والمستمر في تناول هذه الأساليب فكرياً وتقنياً، فقد تمكنت من تناول الحروف والخطوط العربية بمعالجات متنوعة ورؤى مختلفة في التصميمات الطباعية. جماليات الخط وأكدت أهمية استثمار وتوظيف جماليات الخط العربي بأنواعه المتعددة وسماته البارزة، ونظمه البنائية والإنشائية، وحركة خطوطه، وصياغة حروفه في إثراء التصميمات الطباعية عند تدريس بعض الأساليب الطباعية لما له من أهمية في ترغيب الفنانين استخدام الخطوط العربية كعناصر تشكيلية، والتعرف علي أنواعها وسماتها، وأن تكون مصدر جذب لهم عند معالجة الأعمال الفنية الطباعية سواء في العمل الفني الجمالي فقط، أو العمل الوظيفي النفعي كمكملات الأزياء، باعتبار أن الخط العربي جزء ضروري ومهم في نسيج المجتمع العربي، ولبنة أساسية في الحفاظ على هوية الفرد والمجتمع. وقالت إن استخدامها قليل للخط الكوفي لقوة وصرامة خطوطه، وأنها تميل إلى استخدام الخطوط اللينة ذات الإيقاع الحركي المتعدد، مثل خطي الثلث والديواني، مؤكدة أنها حروف متوالدة، حيث أن التكبيرات والتصغيرات مع التداخل اللوني تجعل الحرف غير محدود التشكيل، وذلك من خلال إمكانات وتقنيات الطباعة والجرافيك، والتي تحقق الدرجات والتداخلات اللونية التي تعطي الخط العربي نوعاً من الروحانية والامتداد اللانهائي، وهي سمة من سمات الفن الإسلامي. وأوضحت انه عند دراسة بعض المدارس الحديثة تجد أن الخط العربي يسير متوازياً معها من حيث الحداثة والتجدد والاستمرار، وأنه للوصول إلى العالم الخارجي وفي إطار ظاهرة العولمة يجب أن يتميز الفنان العربي المعاصر من خلال موروثاته الفنية المحلية، وأنه عند الأخذ من الأصول يجب التمعن في قيمها وعناصرها، وهو ما يستحيل معه انتاج عمل مقلد للتراث، حيث أن تراث الفن الإسلامي بحور تمتد بلا نهاية. ضد التغريب وتحلم بأن يكون الخط العربي مستخدماً في حياتنا اليومية بدلاً من الحروف اللاتينية، وظاهرة التغريب التي زاد انتشارها مع العولمة، مؤكدة على القيم الجمالية والتشكيلية الكبرى للحرف العربي، والتي لا ينتهي البحث فيها، وأنها ليست ضد التعايش مع المدارس الحديثة، إلا أن ذلك من دون أن يكون لدى الفنان التشكيلي الدراية أو التذوق للحروف العربية بقواعدها المتعارف عليها وجمالياتها، وتطبيقها من خلال الأعمال الموجودة يتحول إلى أشكال ممسوخة من الفن الغربي. وعن معرضها «روحانيات» قالت إنها كانت مشحونة بجماليات الخط العربي، وأفرغت تلك الشحنة من خلال تقنيات الطباعة والجرافيك، والبحث عن طرق جديدة ومختلفة، لذلك اشتغلت على التقنية اللونية في الطباعة اليدوية، وهى تقنية العقد والربط، كأسلوب صباغي متطور كان يعتمد على تربيط القماش، وبه نسبة كبيرة من الصدفة في الخطوط والبنائيات بداخله، ولا يمكن التحكم فيها، وأن العقد والربط يعطيان تأثيرات لونية للون الواحد أو المجموعة اللونية، متدرجة إلى مالا نهاية، ولذلك اعتمدت في ذلك المعرض على الفن الإسلامي وأخذت شكل القباب وأشكال المقرنصات، وساعدتها طواعية وليونة الخط العربي في عملية التكرار لتحقيق البعدين ذوي الدلالة التشكيلية والروحانية في العمل الفني ولذلك جاءت تسمية المعرض كحالة من الاندماج أو التوحد مع لفظ سبحان الله بكل حروفه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©