السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعاميص الجنة

17 أغسطس 2011 22:31
الأطفال زينة الحياة الدنيا، وعالمهم عالم قريب من عالم الجنة، وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بدعاميص الجنة، «صِغَارُكُمْ دَعَامِيصُ الجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ فَلاَ يَنْتَهِي حَتَّى يُدْخِلَهُ الله وَأَبَاهُ الجَنَّةَ «(الأدب المفرد)، والدعموص الصغير وأصله دويبة صغيرة تكون في الماء لا تفارقها، شبه الطفل بها في الجنة لصغره وسرعة حركته وكثرة دخوله وخروجه، وقيل هي سمكة صغيرة كثيرة الاضطراب في الماء، فاستعيرت هنا للطفل، (يعني هم سياحون في الجنة دخالون في منازلها). وإن تربية الأطفال والقيام على شؤونهم وإعدادهم لخلافة الحاضر أمانة في أعناقنا ونحن مسؤولون عنها، وعطاء لا بد للجيل الحاضر أن يمد به الجيل النامي كما وقع من قبل إمداد الجيل الحاضر من أسلافه، وهكذا تسير سلسلة الزمن في حلقاتها المتصلة، كل حلقة تجذب التي تليها لتخلفها في مكانها. والقيام على تربية الأطفال، تربية متزنة تهيئهم لحياتهم المستقبلية، ولا مطمع لمجتمع أن ينهض أن يتقدم إذا لم يحسن القيام على شؤون أطفاله ولم يصلح في تربية ناشئته: أولاً: تربية جسمية، وهي أخفها وأيسرها، وذلك بتوفير الغذاء الصحي للطفل في أوقات منتظمة حتى يكتمل للجسم الوحدات الحرارية اللازمة للنمو. ويلتحق بالتربية الجسمية تعويد الطفل على تجديد خلايا جسمه وتحويل طاقاته بالحركات الرياضية التي تكسب الجسم الرشاقة والجمال والصحة. وهذه التربية الجسمية قد وعد الله الآباء بالعون إن هم أخلصوا نيتهم وصدقوا في توكلهم، فقد تكفل بالرزق، ووعد بالخير. ثانياً: تربية عقلية تتميز بصوغ عقل المربي صياغة تجعله يألف الحق ويحب الخير ويسلك الطريق السوي في سيره، وفي حكمه على الأشياء التي يباشرها في حياته. فالولد يولد على الفطرة، ودور الأبوين أن يغرسا في نفسه منذ صباه الباكر المبادئ والأصول الدينية، وأن يثبتا في نفسه الإيمان بالله، إذا لم نساعد أبناءنا في مدارج حياتهم الأولى بهذه القوة الإيمانية سينشأ شبابنا مذبذباً تأخذه التيارات ذات اليمين وذات الشمال، فالوالد يفرح بنجاح ابنه في التعليم ويزهو بولده بين أصدقائه إن هو نجح برتبة ممتازة، وقد لا يسأل ابنه عن واجباته الدينية. وبجانب كل ذلك التربية الخلقية والتربية الذوقية، متى فرط الآباء في شيء منها نما أبناؤهم على نقص واعوجاج، فواجب الآباء أن الحب والتعاون، والتسامح والرحمة والحياء والصدق والوفاء... لقد تراخى البعض في تربية الأبناء، وأوكل الأمر كله إلى المدرسة، وانصب همه على النجاح العلمي، إلا أنه يحتاج إلى دعم أسري، وإن هذه النظرة المقدرة للعلم والمعرفة هي نظرة إسلامية من دون شك، فديننا دين علم، ولكن الاقتصار على العناية بالمعرفة وإهمال الجانب الخلقي في التربية يحطم في النهاية كل قوة مهما بلغت، وكل بناء لم يقم على بناء خلقي بناء منهار، وإن دعاء كل مسلم في كل ركعة وهو قائم بين يدي ربه اهدنا الصراط المستقيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©