الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين المنطق والحظ

21 يناير 2011 20:58
(1) لنفترض- بلا جدل- بأنك عزيزي العربي تسير على خشبة طويلة بعرض 10 سم، موضوعة على الأرض. غالبا ما تستطيع قطع طول الخشبة بشكل عادي ومريح دون أن تقع او تنزلق عن الخشبة. ولنفترض أننا وضعنا هذه الخشبة بين عمارتين وثبتناها جيدا، وطلبنا منك ان تفعل كما فعلت قبل قليل وتقطعها سيرا على الأقدام!! حتى لو كنت لاعب سيرك محترف، فإنك لن تستطيع قطعها، لأنك ببساطة تصبح مأسورا لمخيلتك، التي تصورك تسقط في هذا الفراغ. إنه الخيال الذي يسيطر عليك، رغم انك قطعتها قبل قليل، لكن بدون تخيل بالسقوط المروع. ببساطة نحن جميعا – العرب العاربة والمستعربة والمستغربة- أسرى المخيلة سياسيا واجتماعيا وعاطفيا!! (2) وعلى ذمة المخيلة التي هجرناها قبل قليل، فإن المنطق والحظ كانا معا في مركبة على طريق سريع وطويل. بدون مقدمات ولا مؤخرات ولا تسألوني لماذا ولا كيف ولا أين، فقد انحنى مؤشر البنزين إلى اليسار معلنا خلو السيارة من الوقود، حصل هذا في الهزيع الأخير من الليل. قال المنطق لزميله الحظ بأن عليهما أن يناما حتى الصباح، إلى أن يمر من يقلهما أو يمنحهما القليل من الوقود للوصول إلى أول محطة، وانتقى المنطق شجرة بعيدة عن الطريق ونام تحتها. أما الحظ، فنام في وسط الشارع، زجره المنطق، لكن الحظ قال ان هذه هي الطريقة الوحيدة لتراهما سيارة مقبلة، ونام غير آبه بتحذيرات زميله المنطق. قبل الفجر بقليل، جاءت سيارة مسرعة، فتفاجأت بالحظ النائم وسط الطريق، حاول السائق تفاديه، فانحرفت السيارة، وخرجت عن الطريق، ودهست المنطق فمات!. (3) أما العلمنة، فالمقصود بها هنا، اعتماد العلم وسيلة للنهوض والترقي، واعتماد الدولة المدنية التي توزع العدالة على المواطنين بالتساوي بديلا للدولة البطريركية التي توزع الفقر على المواطنين حسب مدى تذللهم للحاكمين. واعتماد الديمقراطية بديلا للديكتاتورية، الشفافية بديلا للغمغمة والنزاهة بديلا للبعبشة في جيوب المواطنين. يا أخوان.... مالنا وما للعلمنة؟؟؟ أليس من الأفضل أن نتفرغ للعيش الهنيّ المريح، بدل ان نقضي العمر كله بين بطون الكتب أو في المختبرات ؟؟ وما حاجتنا لذلك ما دام الفرنجة ينهكون عقولهم ويفتكون بحياتهم في سبيل تطوير المخترعات والمكتشفان، فنحصل عليها، نحن، ع البارد المستريح؟؟؟ إنهم يسخرون حياتهم لخدمتنا وراحتنا ورفاهيتنا، فهل نرفض هذا الكرم الحاتمي إكس إكس إكس لارج؟؟؟؟ لا وألف ألف لا!! صحيح أن النوم لا يطيل عمرا، على رأي الشاعر الفيلسوف عمر الخيام، هذا الرأي الذي صاغه احمد رامي شعرا، وصاغته الحجة أم كلثوم صوتا، صحيح تماما، لكن النوم الهني يريح القلب والعصب والنفس وكامل الجسد، فلا نصاب بالجلطات جراء الإرهاق، ولا تحيط الهالات السوداء بمحاجرنا جراء السهر الطويل، ونحن نبحلق بالالات والأجهزة كالبلهاء والمجاذيب!!. ما دامت مشاكل العلم يحلها المال، فلنشتر ما نريد ونبتغي، ولنبذل المال في سبيل متعتنا وراحتنا، حتى لا نصير من الأثرياء الذين يصعب دخولهم للجنة. بدل العلمنة (من الجذر الثلاثي علم)...فلنعتمد نظام الغلمنة (من الجذر الرباعي غلام)، وهو نظام توارثناه عن الإمبرطوريات السابقة، لكننا قمنا بتطويره على أفضل ما يكون ليصبح نبراسا ومرشدا لنا في جميع مجالات الحياة. إنه نظام: (يا غلام ...إعطه ألف الف دينار)!! بدل وجع الرأس القلب في العلمنة والعلم والعقل والدماغ، اعتمدوا نظام: (يا غلام.....) وأريحوا نفوسكم وأجسادكم وأدمغتكم، حتى تقطعوا المسافة بين الولادة وحشو المؤخرة بالقطن، بكل بلاهة وراحة بال ...و(انسجام)!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©