رمضان فرصة لعلاج الاكتئاب

يعد الاكتئاب مرضا مقلقا وخطيرا، ويعتبر من الأمراض التي يصعب معالجتها بالأدوية والعقاقير في غالب الأحيان، وينشأ المرض عن أسباب عدة، وله أعراض منها عضوية كفقدان الشهية للطعام والصداع واضطراب الجهاز الهضمي والإمساك، ونقص الوزن بشكل ملحوظ، وخفقان القلب. وأعراض نفسية كالعزلة. أعراض المرض عن الاكتئاب، يقول الدكتور سمير سامي أخصائي علاج السمنة “بالنسبة للأعراض النفسية تظهر أعراض المزاج الاكتئابي والأرق والقلق والبكاء والعويل والنحيب والشعور بالوحدة والشعور بالذنب والشتائم واليأس، وهو ينعكس على المريض بشكل سلبي في سلوكه وانضباطه، وهذا يعني بأن حالته أصبحت خطيرة جدا ولا يمكن علاجها إلا بنسب بسيطة جدا”. ومع شهر رمضان ونفحاته وعاداته الإسلامية، واتباع وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم فرصة عظيمة لعلاج الاكتئاب. إلى ذلك، يقول سامي “في شهر رمضان يتقارب الناس، ويتواصلون فيما بينهم في الأيام الفضيلة، وصلة الأرحام وتنظيم الطعام بشكل صحي في صورة اللمة على مائدة الإفطار وقت المغرب تلعب دورا في علاج المكتئب”. ويضيف “لابد للصائم المصاب بالاكتئاب أن يحرص على تناول وجبة الإفطار دون تأخير ويبدأ بـ 7 تمرات مع شرب اللبن وتناول وجبة السحور لما فيها من خير وبركة حيث أنها تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد، وتمنع الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، كما تمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم”.? وينصح سامي مريض الاكتئاب الصائم بأن يتناول طعاماً يحتوي على كمية كبيرة من الفواكه غير المطهية والخضراوات مع فول الصويا ومنتجاتها والأرز البني والبقول أنها تساعد على التخفيف من حدة الاكتئاب عند الصائم. ويضيف “بالنسبة للشخص المكتئب العصبي فتناول كربوهيدرات مركبة يساعده على أن يكون أكثر هدوء، ولزيادة اليقظة لابد من تناول وجبات بروتين تحتوي على أحماض دهنية أساسية، كما أن السلمون والسمك الأبيض تعد اختيارات موفقة لأنها غنية بالأوميجا 3 التي لها علاقة بالمزاج والاكتئاب والراحة النفسية وسلامة القلب والعديد من الفوائد”. مأكولات محظورة يقول سامي، مدير مركز الرجيم الإماراتي الياباني بأبوظبي، إن “التقليل من منتجات القمح في طعام المصاب بالاكتئاب مهم لأنه اكتشفت صلة بين جلوتين القمح والاكتئاب لدى بعض الناس، ولابد من تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة حيث أن تناول اللحم أو الأطعمة المقلية مثل الهمبرجر يسبب الكسل وبطء التفكير والإجهاد، لأنها تتعارض مع تدفق الدم عن طريق أغلاق الشرايين والأوعية الدموية الصغيرة، فتجعل خلايا الدم لزجة وتميل للتكتل مع بعضها مؤدية إلى ضعف الدورة الدموية خاصة في المخ”. ويشير إلى أن “لابد للصائم المكتئب تجنب كل أنواع السكر؛ فالجسم يتفاعل بسرعة أكبر مع السكر عنه مع الكربوهيدرات المركبة وزيادة الطاقة الناتجة عن الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر سرعان ما تزول ويليها الإجهاد والاكتئاب، أيضا لابد من تجنب الكحول والكافيين والغذاء المعلب مع الاهتمام بالفحوصات الاحتمالية. وجعل الذهن نشطاً دائماً مع أخذ كما وافراً من الراحة والتدريب المنتظم، هذا ما تؤكده الدراسات التي ترى أن التدريبات مثل المشي والسباحة مهمة جداً لكل أنواع الاكتئاب. ويتابع “أيضا لابد من إعادة توجيه الأفكار السلبية، فالتعامل مع متخصص كفؤ لتغيير العادات المتأصلة في النفس قد يكون نافعاً مع الاحتفاظ بسجل أداء يومي قد يساعد في معرفة الأفكار الخاطئة وتنمية طريقة أكثر إيجابية للتفكير”.