الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان ينعش الأكلات الشعبية في عمان

رمضان ينعش الأكلات الشعبية في عمان
17 أغسطس 2011 22:36
يعتبر شهر رمضان ذا طابع مختلف، إذ تفضل الأسر العمانية تناول الإفطار ووجبات الأطعمة والسحور من طبخ البيت والمنزل تحديداً، وتسعى ربات المنازل إلى الاعتماد على ذاتهن في طبخ مختلف الأطعمة العمانية دون تدخل من الخادمات، ودون جلب الأطعمة من خارج المنزل. يعتبر شهر رمضان ضيفاً عزيزاً ينتظره العمانيون بلهفة وحفاوة، حيث يستحوذ عليهم الجانب الديني والثقافي لما لهذا الشهر المبارك من عظمة تستدعي أن تليق بروحانيته، وتناسب أجواءه الروحية من خلال التواصل الديني.? وفي أول أيام شهر رمضان تقوم كل أسرة بطبخ «العرسية» وتسمى أيضاً «الدرنة»، ومنهم من يطبخ أكلة «القبولي». وتتضمن المائدة العمانية على الإفطار صحناً من الرطب واللبن ولا تخلو من السمبوسة والبقلاوة ولقمة القاضي، وبعد صلاة المغرب تتناول الأسرة طبخ العرسية ومنهم من يشرب «الشربة»، وتبقى هذه العادة حتى آخر يوم من رمضان. وجبات رمضانية يقول بدر مراد، من ولاية المصنعة «غالباً يبدأ الأهالي إفطارهم على حبات التمر واللبن سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يتناولون الأنواع الأخرى من الأطعمة، ونفضل أن يكون الإفطار من أيدي ربات المنازل لأن له مذاقاً مختلفاً ومهارة بصنعة متقنة لأنه يأتي من إحساس بحاجة إلى تعويض الجسم للطعام». ويضيف «من العادات العمانية في رمضان في ولاية المصنعة دوي المدفع عند رؤية الهلال ووقت الإفطار ووجود شخصية المسحراتي وهو الشخص الذي يطوف على البيوت بأعلام أهل الحلة، ليوقظ الناس بصوت عالٍ لتناول وجبة السحور ويصحب معه دائماً الضرب بالطبل ويردد عبارة «سحور سحور.. انهضوا تسحروا يا نائمين». ومن العادات العمانية الموروثة في رمضان، توضح عائشة الحجرية «عندما يهل هلال شهر رمضان نرى البسمة ترتسم على شفاه الأطفال والكبار الذين استعدوا لاستقباله من خلال توفير المال اللازم لشراء احتياجات الأسرة خلال الشهر الكريم. ويغتنم العمانيون فرصة حلول شهر رمضان لتبادل التهاني والتزاور وصلة الأرحام والجيران وغرس المحبة والعمل على إكرام الأيتام وإطعام الفقراء وإدخال السرور والبهجة». وتضيف «تتنافس النساء على صنع وتقديم مختلف الوجبات ومنها العرسية، وهي عبارة عن لحم يؤخذ من أطيب لحم الذبيحة ومن غير عظام فيسلق حتى النضج ثم يضاف إليه الأرز ويستمر سلقه حتى يصبح متماسكاً كالعصيدة». ويتابع «المائدة العمانية نادراً ما تخلو من السلطة أو المخللات ومن أشهر الأطباق الموجودة في كثير من أنحاء عمان ما يسمى بـ»قبولي السمك»، وهو عبارة عن أرز مفلفل وبداخله سمك مسلوق بالبهارات، ويقدم هذا الطبق كوجبة رئيسية على المائدة العمانية. وهناك «الصالونة» وهي عبارة عن خضراوات ولحوم مطبوخة بالطماطم والصلصة مع البهارات، وتصب «(الصالونة» على الأرز ويأكل الجميع من إناء واحد مملوء بالأرز المفلفل». بين الأمس واليوم يقول محمد الشكري من ولاية إبراء «صيام رمضان لا يختلف من حيث التشريع بين الأمس واليوم، فالأحكام الشرعية لا تتغير ولا تتبدل، ولكن ما تغير هي الحياة الاجتماعية خلال شهر رمضان، حيث يمكن القول إن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأفراد تعود بالتأثير على حياتهم الاجتماعية خلال شهر رمضان، فبينما كان الناس في الأمس يجتهدون في العبادة ويلازمون المساجد، خصوصاً صلاة التراويح، نجد اليوم بعض الناس يعانون الفتور في العبادة متعللين بالارتباطات العملية والاجتماعية». ويضيف «كما نجد في الأمس أن المائدة الرمضانية كانت تمتلئ بكل ما هو مفيد، أما اليوم فتمتلئ بالحلويات والمعجنات وغيرها من المأكولات، التي يؤدى الإكثار منها إلى الأمراض؛ وبالتالي لا يجد المصلي الراحة من أثر التخمة». ويتابع الشكري «رمضان بالأمس كان مجالاً للقاءات العائلية والمجتمعية، حيث تلتقي الأسر في البيوت لغرس المحبة في القلوب وتعويد النشء على الألفة والمحبة، ولكننا نجد بعض الناس في رمضان اليوم يبتعدون عن هذه اللقاءات بسبب خلافات عائلية يرضعها الصغير، وكان رمضان الأمس موطناً للصفاء والألفة والمحبة والتخلص من الخلافات والأحقاد، أما رمضان عند بعض الناس اليوم فهو موسم الراحة والابتعاد عن الآخرين». ويوضح الشكري «عاهدنا أنفسنا في ولاية إبراء على أن نثقف مجتمعنا ونبادر مع الشباب الناشئ بإقامة برامج ثقافية ورياضية ونكمل برنامجنا الناجح برنامج إفطار صائم، القائم في جامع الولاية». الخير والمحبة يوضح حمد الهنائي «لشهر رمضان عادات وتقاليد تختلف عن رمضان سابقاً، رغم انتشار التكنولوجيا ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ففي السابق كان من واجب أبناء القرية كافة وأهلها محاولة رؤية الهلال للمناسبات الدينية كحلول شهر رمضان، فتراهم جميعاً، خاصة الفتية منهم في أسطح المنازل أو التلال، وبمجرد أن يرى أي منهم الهلال يخبر الآخرين بذلك ليشاركوه ويؤكدوا الرؤية معه، ثم يطلق المدفع في ساحة القرية وبذلك ينتشر الخبر في جميع أنحاء القرية والقرى المجاورة». ويقول «لا تزال هناك عادات وتقاليد يتمسك بها المجتمع العماني ولا يستطيع الاستغناء عنها أبداً، وما زالت أواصر المحبة والروابط الأسرية والتواصل الاجتماعي موجودة إلى وقتنا هذا، هو ذلك التواصل الرائع الذي يتجسد في المناسبات الدينية والرسمية وفي مناسبات الفرح والعزاء فنجدهم يداً واحدة». ويضيف الهنائي «من العادات التي يحرص عليها العمانيون، خاصة في شهر رمضان التزاور في الأمسيات وتبادل الأطعمة الرمضانية والتجمع في «السبل» التي يأتي إليها كل واحد بقهوته و»تقدومه»؛ والتقدوم عبارة عن الحلوى أو التمر الذي يؤكل قبل شرب القهوة، وتتم في جلسات السبلة قراءة كتب السيرة والتاريخ والأدب والشعر، إضافة إلى مداومة الأطفال على الصيام والصلاة منذ الصغر وحفظ القرآن الكريم، واحتفالاً بالشهر الفضيل تقام المسابقات الدينية في حفظ القرآن الكريم وتمنح الجوائز لمن يجيد القراءة وحفظ كتاب الله». أواصر التقارب يقول خالد الكلباني، من ولاية عبري «تستقبل الأسرة العمانية شهر رمضان بمشاعر روحانية عميقة من خلال الشهر الفضيل شهر العبادة والرحمة والمودة، تتنزل فيه الخيرات، وتعم فيه البركات والنعم، وتسود فيه المحبة بين أفراد الأسرة والمجتمع، ومنذ اليوم الأول من رمضان وبعد صلاة العصر تكثر قراءة القرآن الكريم في المساجد، وقبل موعد الإفطار يذهب الناس لإحضار ما رزقهم الله من فطور ليتناولوه في صحن المسجد مع الجماعة، ونفطر بالتمر واللبن والماء فقط. وبعد صلاة المغرب نقوم بتكملة بقية الفطور، ومن أشهر أكلات المائدة العمانية الثريد والمعجنات والهريس والسمبوسة وخبز الرقاق والخبيص والشوربة، وبعد الإفطار نأتي بعد ذلك إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وبعد ذلك نقوم بزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء والسهر في تلاوة وحفظ القرآن الكريم حتى قبل منتصف الليل». ويضيف «لا تزال هناك مساجد تعقد فيها حلقات الدراسة والتفقه في العلوم الإسلامية في شهر رمضان، إضافة إلى أنها تستضيف الخطباء والوعاظ الذين يقدمون الكثير من الدراسات المتعلقة بالمناسبات الدينية والوعظ، كما نجد أن بعض المساجد قد ألحقت بها استراحات لإيواء المسافرين وتقديم بعض الوجبات لهم وأن كثيراً من المساجد تقدم وجبة الإفطار للمصلين في رمضان بصورة جماعية لتعميق أواصر التقارب بينهم». أجواء ساحرة يقول خالد العامري إن «للشهر الفضيل نكهته الخاصة وأجواءه الساحرة التي تمتزج فيها نفحات الإيمان وطاعة الله بعادات وتقاليد شعبية راسخة ينغمس فيها الكبار والصغار باحتفالية تمتد ثلاثين يوماً على مدار الشهر، وما يلفت الأنظار المقاهي والخيام الرمضانية، حيث يقوم التجار بعرض بضائعهم بشكل مرتب خاصة في الأسواق الشعبية. أما المطاعم والمقاهي فتضع طاولات خاصة تعرض فيها أنواع الحلويات المقلية بالزيت كلقمة القاضي والبقلاوة والطعمية، حيث يكون الإقبال عليها كبيراً في رمضان وتزدحم المحال والأسواق بأنواع الفواكه والعصائر والتمور». ويضيف «يقبل الناس في هذا الشهر على تناول الحلويات والمأكولات والمشروبات الشعبية التي يتميز بها رمضان، إضافة لعزائم صلة الرحم التي يحرص عليها الأهالي ويتميز رمضان أيضاً بأجوائه العائلية، حيث لقاء الأقارب في بيت واحد لتناول الفطور والسهر الحميم، كما تحرص كل أسرة على تقديم الزكاة للفقراء والمحتاجين وكذلك تكثر رياضة المشي خلال شهر رمضان بالعديد من الأسر لحرق الدهون التي تناولوها خلال الإفطار، إضافة إلى ذلك نجد الكثير من الشباب يمارسون رياضة الجري على أرصفة الشارع الداخلي بالولاية أو في داخل ملعب النادي». ويشير إسماعيل المعولي إلى أن من أهم العادات والتقاليد في رمضان إحياء العديد من أعمال الخير والبر، فالأسرة العمانية تعيش أجواء احتفالية كبرى بحلول هذا الشهر الكريم من خلال تجمع الأهالي على مائدة الإفطار، وهي عادة حميدة لا تزال مستمرة حتى الآن. ويزيد إقبال المصلين على المساجد ليحضروا حلقات القرآن والدروس الدينية، وهناك حلقات قرآنية للشباب، كما يقبل الناس على أداء صلاة التراويح بعد صلاة العشاء.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©