الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصان صغير يرافق أردنية ضريرة إلى جامعتها

حصان صغير يرافق أردنية ضريرة إلى جامعتها
12 نوفمبر 2010 23:05
كانت منى راموني الأردنية الأصل تنكب على تدوين دروسها بواسطة تقنية “برايل” عندما صهل الفرس الصغير كالي الذي يرافقها إلى الجامعة. ويحضر كالي مع منى صفوفها الجامعية، وتسأله شيلي سميثسون مدرسة تقنيات العلاج النفسي مازحة “ما رأيك يا كالي؟”. وكالي واحد من حفنة خيول صغيرة تستخدم في الولايات المتحدة لمرافقة فاقدي البصر، لكنه الأول على الأرجح الذي يحظى بدراسة جامعية. ومضى على وجود منى وكالي في الجامعة 3 أشهر، وما زالت قرقعة الحوافر في أروقة جامعة ميتشجان تثير فضول الطلاب. ويقوم بعض زملاء منى بالتقاط صور للحصان الصغير بواسطة كاميرات هواتفهم المحمولة، ويسأل البعض الآخر منى “هل هذا حصان فعلاً؟”. وتقول منى “أحياناً أجيب: كلا إنه لعبة مبتكرة”. ولا يزيد وزن الواحد من هذه الخيول الصغيرة عن 45 كيلوجراماً، لكن بنيتها الجسدية تتيح لها القيام بأمور أكثر لمساعدة ذوي الحاجات الخاصة على التحرك. وهي تتمتع بمتوسط عمر طويل، إذ يمكن أن تعمل 30 سنة، فيما لا تصاحب الكلاب التي يستخدما فاقدو البصر أكثر من 6 إلى 8 أعوام. وتضم الجامعة مركزاً معروفا على المستوى العالم يساعد الطلاب والموظفين ذوي الحاجات الخاصة على تحقيق طموحاتهم. وأثار وجود هذا الفرس البني الصغير في بدء الأمر استغرابا وأسئلة حول مدى الفوضى التي سيثيرها، لكن سلوكه المثالي بدد المخاوف، ويتناغم كالي مع الكلب هاربر، الذي يرشد هو الآخر طالباً ضريراً من زملاء منى. وترى شيلي سميثسون أن وجود حيوانات في قاعة الدرس “يشكل مثالاً قوياً على قدرة الطلاب على التكيف، وإصرارهم على بلوغ ما يريدون من هذه الحياة”. ولولا كالي لم يكن بمقدور منى البالغة من العمر 30 عاما الخروج من بيت ذويها أو متابعة دراستها على أمل أن تعمل يوما ما في مجال مساعدة الأطفال المعوقين. وتقول منى “تغيرت حياتي بشكل كامل، فالأهل يعاملونك في البيت على أنك طفل مهما تقدمت بك السن”. وقد وقع الاختيار على الحصان الصغير لأن ذوي منى، وهما أردنيان مسلمان متدينان، يعتبران أن الكلاب نجسة، ويرفضان إدخالها إلى البيت. ودرجت منى على استخدام عصا للتنقل، أو على الاستعانة بأحد إخوتها الستة، لكنها عانت من هذا الاعتماد على الآخرين، فاشترت كالي في عام 2008 وبعد 7 أشهر، انتهى التدريب اللازم، وأصبح كالي قادرا على القيام بمهامه، فسكن في حديقة منزل العائلة في ديربورن في ميتشيجان، واعتاد الجميع على التعامل مع أكياس الطعام والتنظيف والاعتناء بحوافره. وكانت منى وأهلها متخوفين من الانتقال إلى لنزينج، لكن الأمور جرت على ما يرام. وتمكنت هي والفرس كالي من التأقلم مع ظروف حياتها الجديدة بعد عدد من العثرات. فعندما نسيت منى مثلاً إحضار زجاجة المياه، اضطر الفرس إلى الشرب من صنبور حمامات الجامعة.
المصدر: لنزينج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©