الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمال الشحي: «كتّاب» وجدت لتحتضن إبداع المؤلفين الجدد

جمال الشحي: «كتّاب» وجدت لتحتضن إبداع المؤلفين الجدد
12 نوفمبر 2010 23:07
في كل التظاهرات أو الفعاليات الثقافية ثمة ما يختفي وراء بريق الحدث المباشر الذي تلهث خلفه كاميرات المصورين وعدساتهم، ودائماً خلف كل نشاط يكمن شيء ما يمكن للمرء أن يتحدث عنه بعد انتهاء التظاهرة، ومعرض الكتاب ليس استثناء عن هكذا قاعدة، فقد قدم بعض هذه الخفايا الجميلة والظواهر الإيجابية التي يقع عليها المرء هنا وهناك. واحدة من هذه الظواهر تلك المتمثلة في اقتحام شبان إماراتيين متحمسين عالم الطباعة والنشر والتعامل مع الكتاب من جانبه الأهم، وهو استقطاب المؤلف الجديد، وتوفير المناخ المشجع لنشر كتابه والترويج له في المعارض الكبرى وفي المناسبات الثقافية المختلفة داخل وخارج الإمارات. وما جمال الشحي، الكاتب والناشر الذي يدير دار نشر صغيرة في حجمها، ولكنها كبيرة في طموحها، وفي رغبتها بتطوير صناعة النشر في الدولة، سوى نموذج على هؤلاء الشباب. وما الدار التي حملت عنوانا لافتا وهو (كتّاب)، والتي طرحت نفسها في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي اختتم مؤخراً في الشارقة، على الرغم من هيمنة دور النشر العريقة على هالات وأضواء المعرض، سوى أنموذج لمشروع يملك القدر الكافي من الحماس والإصرار، والذي يجعلها تنظر إلى خططها المستقبلية وإلى حلمها المتوهج بأمل وتفاؤل، رغم كل العقبات الملموسة والافتراضية أيضا. في الحوار التالي مع مؤسس الدار جمال الشحي، نلقي الضوء على الخطط والنوايا المبشرة لهذه الدار الواعدة. يقول الشحي عن منطلقات وطبيعة الدار وأهدافها: «أسست الدار بعد معاناتي الشخصية الكبيرة التي رافقت رغبتي في نشر كتابي الأول، ونظرا لخبرتي السابقة في معرض الكتب وتواصلي واحتكاكي بدور النشر العربية والأجنبية، فكرت في إنشاء دار مستقلة، أتجاوز من خلالها كل الأخطاء والمخاوف والعثرات التي خبرتها في تجربتي الأولى مع عالم النشر». وعن الأهداف التي تتوخاها الدار يضيف:» تهدف دار (كتّاب) لشراء واقتناء إبداع المؤلفين الجدد الموهوبين، لأنه من المعيب أن يدفع المبدع من جيبه الخاص لترويج بضاعته الثقافية النادرة والثمينة، خصوصا إذا فسّرنا الموضوع من خلال بعده الحضاري والإنساني الشامل والمستقبلي». ويتابع: «تهدف الدار أيضا إلى إثراء عملية النشر في عموم الوطن العربي، وإبراز الأقلام الإماراتية الشابة والمبدعة، واستقطاب الكتاب المخضرمين من خلال تقديمنا لتسهيلات كبيرة للكاتب الذي دائما ما يشعر بالتوجس والتردد عندما يتعلق الأمر بالنشر الذي ينظر إليه بأنه عمل شائك وذو إجراءات معقدة، بينما ننظر إليه نحن على أنه عمل بسيط ويحتاج فقط لنوع من المتابعة الفنية والمعالجة النصية والاهتمام كذلك بمخرجات عملية النشر، مثل الموافقة الرسمية وضمان حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى الإخراج الفني وعمليات ما بعد الطباعة من إعلان وترويج وتسويق، وضمان الحقوق المادية والمعنوية للمؤلف». ورداً على سؤال حول نوعية الإصدارات التي تهتم بها الدار أشار الشحي إلى أن دار (كتّاب) «تركز حاليا على نشر القصص والروايات دون غيرها، وخصوصا القصص التي تخاطب شريحة الأطفال والمراهقين، وذلك لأن هذه النوعية من الإصدارات ــ حسب الدراسات التي أجرتها الدار - باتت مطلوبة ورائجة وسط شريحة واسعة من القراء». وعن الأسلوب المختلف الذي تتبعه الدار لتحظى بهوية خاصة ومستقلة قال الشحي: «بالنسبة لنا فإننا نتبع أسلوبا قد لا تجده في الدور الأخرى، فنحن ننظر لكل مطبوعة أو كتاب قادم على أنه مشروع مستقل بذاته، ومن خلال التعاون مع شركة تسويق متخصصة نقوم بالترويج لكل كتاب على حده، كي نعطي هذا المنتج الثقافي أهميته وقيمته التي يستحقها». وعن طرق الترويج التي تتبعها الدار قال الشحي: «نحاول من خلال الوسائط الإلكترونية والميديا الحديثة ومواقع الفيس البوك والتويتر أن نضع منشوراتنا في مجال تفاعلي مع القراء، كما أننا نقوم بوضع لقطات فيديو مصورة يمكن من خلالها للقارئ أن يتعرف على المؤلف، وعلى الجوانب الإخراجية للكتاب وعلى مضمونه ومحتواه العام». وفي لقاء مواز شرحت سمر عبدو المسئولة عن الأمور التنفيذية والإخراجية للدار عن تفاصيل طباعة الكتاب، حيث أشارت إلى أن النواحي الإخراجية تراعي طبيعة ومحتوى الكتاب، فالكتب الموجهة للأطفال تحتاج لمعالجة فنية خاصة ومختلفة عن المعالجة الخاصة بكتب الكبار. وأضافت عبدو أن دار كتاب تقرأ الواقع التسويقي لحركة النشر، ومن خلال هذه القراءة تضع استراتيجياتها المتعلقة بخطة النشر، ونوعية الكتب المستهدفة، وكذلك نوعية القراء الذين تتوجه لهم الدار.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©