الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في غزة .. تحدي «دلو الركام»!

2 سبتمبر 2014 23:41
سيوبهان أوجرادي واشنطن في الأسبوع الأول من وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، وجد الفلسطينيون استخداماً للركام الذي خلفه القصف على مدار سبعة أسابيع في شوارعهم ألا وهو: سكبه فوق رؤوسهم! وتشجع فكرة «تحدي دلو الركام»، على غرار «تحدي دلو الثلج» الذي جمع ما يربو على 80 مليون دولار لصالح أبحاث «مرض التصلب العضلي الجانبي» في غضون شهر، هؤلاء الذين يؤيدون قضية الدولة الفلسطينية في إظهار تضامنهم عن طريق نشر مقطع فيديو لهم يسكبون على رؤوسهم الرمال والغبار بدلاً من الماء المثلج. وفكر الممثل الكوميدي الأردني «محمود دروزة» في هذا الأمر عندما شارك زميله نيكولاس خوري في «تحدي دلو الثلج» بداية الصيف الجاري. وكتب «دروزة» في رسالة عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء الماضي، «عندما نشرت فيديو تحدي دلو الركام الخاص بي، كانت فيديوهات تحدي دلو الثلج هي فقط المنتشرة»، مضيفاً: «جلست وسألت نفسي عن طريقة يمكنني بها لفت الانتباه إلى ما يحدث لأطفال غزة بطريقة ملائمة توضح حقيقة ما يحدث لهم، ومن ثم خرجت الفكرة من صميم قلبي». وعلمت الطالبة الجامعية ميسم يوسف، من قطاع غزة، عن الفيديو، وفكرت في تحويل الفكرة إلى حركة، ومن ثم اتصلت بـ»دروزة» كي تطلب منه إذناً لإنشاء صفحة على «فيسبوك» باسم «تحدي دلو الركام»، وجمعت أكثر من سبعة آلاف «إعجاب» في خمسة أيام فقط. وفي تحدي «دلو الثلج» يُطلب من المشاركين التبرع بعشرة دولارات وسكب دلو الماء المثلج على رؤوسهم أو التبرع بمائة دولار من دون خوض التحدي، بهدف إجراء أبحاث على علاج مرض «التصلب العضلي الجانبي»، وقد أصبحت فيديوهات الأميركيين والمشاهير المشاركين في التحدي ظاهرة وجمعت مبالغ قياسية لصالح جمعية «إيه. إل. إس» المعنية بأبحاث المرض. ولكن مع استمرار حب الخير، هناك طرق أخرى أكثر فعالية لإحداث اختلاف أكثر من تمويل أبحاث على مرض نادر مع وجود أمل ضئيل في حدوث تطور طبي خلال المستقبل المنظور. وتوجد آلاف المنظمات الخيرية يمكنها حقيقة استخدام الأموال التي تذهب إلى جمعية «إيه. إل. إس» في جعل العالم مكاناً أفضل اليوم، حسبما أفاد الكاتب «فليكس سالمون» في مقال منشور الأسبوع الماضي. وأضاف: «هناك بعض المنظمات التي توفر الدواء وتتعامل مع المرضى في أنحاء العالم، ومنظمات أخرى في مجالات مثل التعليم أو المياه النظيفة أو إنقاذ الحيوانات أو الفنون أو حتى إعطاء المال للفقراء». وهناك مشكلات أخرى في العالم تؤثر على أعداد أكبر بكثير من المصابين بمرض «التصلب العضلي الجانبي»، إذ يتم تشخيص اثنين فقط من بين كل مائة ألف أميركي بهذا المرض. ومن الصعب تحديد أي الأشياء ستلقى انتشاراً ومتابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، فقضايا مثل المياه الصالحة للشرب لم تجد ميزانيات تسويق كي تنتشر. ومن ثم قرر كثير من النشطاء اقتفاء أثر بعض الحملات إن لم يتمكنوا من ابتكارها، وقد تبنوا فكرة «تحدي دلو الثلج» مثلما فعل «دروزة». وفي الهند يستخدمون «دلو الأرز»، ويشجعون الهنود الذين يقبلون التحدي على التبرع بدلو من الأرز للمحتاجين. وفي الولايات المتحدة، يلقي سكان كاليفورنيا دلو الرمال على رؤوسهم لجذب الانتباه إلى موجة الجفاف المستمرة منذ ثلاثة أعوام هناك. وحسب برنامج الغذاء العالمي، تعتبر الهند موطناً لربع سكان العالم الذين يعانون نقصاً في الغذاء. وأعلنت كاليفورنيا حالة الطوارئ نتيجة الجفاف في يناير، وفي غزة، خلفت الحرب التي استمرت خمسين يوماً أكثر من 2200 قتيل. ولا يطلب من المشاركين في تحدي «دلو الركام» أية تبرعات. وذكرت يوسف في رسالة عبر البريد الإلكتروني «إن حملتنا لا تهدف إلى جمع التبرعات لأن الأموال لن تعيد كثيراً من الضحايا الأبرياء إلى الحياة، ولا يمكننا بدء إعمار غزة ما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية». وأضافت: «إن حملتنا عبارة عن ثورة في وسائل الإعلام الاجتماعي حيث يظهر الناس تضامنهم مع غزة، ويرفضون علانية قتل المدنيين». وعندما خضع الصحفي الفلسطيني «أيمن علول» للتحدي الأسبوع الماضي، وقف أمام مبنى مهدم ويتناثر الغبار من حوله. وقال: «بحثنا عن دلو الماء، لكن استخدام الماء أكثر أهمية بالنسبة لنا من سكبه على رؤوسنا»، مضيفاً: «ليس لدينا ماء، والركام هو المتوفر لدينا». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©