الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمسة أعوام على «آبينوميكس»: الجيد والسيئ والبطيء

3 يناير 2018 22:26
مرت خمس سنوات على وصول رئيس وزراء اليابان «شينزو آبي» إلى السلطة، حيث أصبح اقتصاد بلاده أكثر قوة، لكنه لم يرق إلى الثورة التي تعهد بتنفيذها. فقد تغلبت السياسة النقدية العدوانية على الانكماش الذي حدث في العقود السابقة وأصبح «الين» الياباني الضعيف يعزز الصادرات ويزيد من وأرباح الشركات ويحقق ازدهاراً في سوق الأوراق المالية. ومع ذلك، فإن الكثير من وعود برنامج «آبينوميكس»، التي قطعها رئيس الوزراء لم يتحقق بعد، فالاستهلاك المحلي يشوبه الفتور، والشركات مترددة في رفع أجور العاملين، وتخشى المشاريع التجارية والأسر بشأن المستقبل فيما يتقدم السكان في العمر. ولا يزال الدين الضخم للبلاد يلقي بظلاله على المستقبل. وفيما يلي تقييم التقدم الذي تم إحرازه في بعض المؤشرات الاقتصادية: اقتصاد أكبر في حين أن مسار الاقتصاد قد يبدو متواضعاً، ويحتاج إلى تسريعه لكي يلبي هدف «آبي»، إلا أن الاقتصاد الذي تبلغ قيمته 494 مليار دولار (56 ترليون ين) يبدو أكبر مما كان عليه عندما تولى السلطة في ديسمبر 2012. وهذه الزيادة وحدها أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لبلجيكا. ومن المشجع أن النفقات الرأسمالية آخذة في الارتفاع، ما يشير إلى مزيد من النمو. والمشكلة هي أن اليابان بإمكانها أن تؤدي أداء أفضل، وفي حين أن الاقتصاد في أطول فترة نمو له منذ منتصف التسعينات، إلا أن العديد من نظرائه يبدون أقوى والتوسع ليس مفاجئاً في المناخ العالمي الحالي، وقد تباطأت الإصلاحات الهيكلية وتدين اليابان بالكثير للطلب الخارجي على منتجات الدولة. وهذا يتجلى شهراً بعد شهر في مكاسب الصادرات، التي لا تتوافق بالأرقام المحلية مع استهلاك الأسر. فخ الديون استقر الدين الوطني عند نحو 240% من الناتج المحلي الإجمالي في عهد «آبي»، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وهذا يعد إنجازاً في حد ذاته، لكن العبء لا يزال أثقل بكثير في العديد من الاقتصادات الرئيسية الأخرى واحتمالات خفضه تبدو قاتمة في الوقت الحالي. ومما يبعث على مزيد من القلق أنه مع انخفاض عدد السكان، فإن الدين الذي يقاس بالنسبة للفرد مستمر في الزيادة. والنجاح الملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية كان في ارتفاع عدد العاملين، الذي قفز بنحو 2.7 مليون، بينما تقلصت صفوف العاطلين بنحو 1.1 مليون، ومعظم هذه الزيادة جاءت من النساء اللائي عدن إلى سوق العمل، والفضل يرجع في ذلك إلى زيادة الرعاية التي توفرها الدولة للأطفال، ومع ذلك، فإن هدف آبي المبكر بأن تحتل المرأة 30% من المناصب الإدارية في جميع المجالات بحلول عام 2020 قد تم تجاهله، وتراجعت نسبة النساء في البرلمان بشكل طفيف لتبلغ 10.1%، ولا توجد سوى امرأتين في حكومته التي يبلغ عدد أعضائها 20 عضوا. على الرغم من ارتفاع الأجور، إلا أنها لا تزال تمثل حجر عثرة بالنسبة لبرنامج أبينوميكس. وكما هو الحال في العديد من الدول الأخرى، فإن سوق العمل المحدود للغاية في اليابان لا يترجم إلى ارتفاعات كبيرة في الأجور بالنسبة للعمال. وقد أظهر مسح بلومبيرج للاقتصاديين أن الموظفين اليابانيين ربما يشهدون زيادة نسبتها 1% في إجمالي إيراداتهم خلال العام القادم، ورغم ذلك، فإن هناك حاجة إلى المزيد من أجل زيادة إنفاق الأسر ولكي تشعر الشركات بالثقة بشأن زيادة الأسعار، وبدون أي منهما، فإن بنك اليابان سيواصل النضال من أجل الوصول بنسبة التضخم إلى 2%، على الرغم من أنه أنهى الانكماش في الوقت الحالي. الإنتاجية والإصلاح يمثل توقف النمو في إنتاجية العمل فشلاً رئيسياً في برنامج «آبينوميكس»، صحيح أن الإنتاجية قد ارتفعت في قطاع التصنيع، في حين أنها تراجعت بأكثر من 10% في قطاع الخدمات، الذي يضم 70% من قوة العمل، وذلك خلال الفترة من 2003 – 2016، وفي حين أن تباطؤ الإنتاجية يعد اتجاهاً عالمياً، إلا أن «السهم الثالث» من الإصلاحات الهيكلية كان يهدف إلى معالجة هذه المشكلة في اليابان، وهناك تقييم يُسلط الضوء على بعض مجالات الإنجاز، مثل حوكمة الشركات، وتزايد حركة السياحة الوافدة، ومجالات من الضعف المستمر، كما هو الحال في الزراعة والابتكار. خفض الحواجز كان قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة والتجارة الإقليمية عبر المحيط الهادئ (تي. بي. بي)، والتي تضم 12 دولة، بمثابة ضربة لليابان، لكن «آبي» تشبث بالإبقاء على المحادثات حية بالنسبة للاتفاقية، كما أبرم اتفاقاً مع أستراليا وأنهى المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي في شهر ديسمبر بشأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية. *كاتبان متخصصان في الشؤون الاقتصادية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©