السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبيب غلوم.. ساعي بريد

حبيب غلوم.. ساعي بريد
17 أغسطس 2011 23:13
قال المخرج والممثل الدكتور حبيب غلوم “لم أتأخر يوماً عن المشاركة في أعمال الشباب من المخرجين السينمائيين الإماراتيين لقناعتي بأهمية هذا الفن وتأثيرة في ساحة الثقافة الإماراتية المتجددة، وبمعرفتي بمدى معاناة هؤلاء الشباب بالحصول على الدعم الكافي، لذا فإنني ودون أي شروط أشارك في هذه التجارب الجديدة، حيث كان لي نصيب الأسد في مهرجان الخليج السينمائي حين أديت أدواراً مختلفة في ثلاثة أعمال فيلمية وهي “ثوب الشمس” من اخراج سعيد سالمين و”غافة عوشة” من اخراج هناء الزرعوني وطارق غطاس و”عتمة” من إخراج أحمد الزين وتأليف سعيد سالمين المري”. ويسرد فيلم “عتمة” حكاية صغيرة عن الحنين إلى الماضي، حيث نتابع فيها قصة ساعي بريد من الحقبة الماضية في الإمارات الناشئة، حيث جعل هذا الرجل حياته تتمحور حول أمرين مهمين هما عمله وابنه، فيستمد منهما ويعطيهما المساندة والحب، في الوقت الذي بدأ فيه ساعي البريد يفقد بريق عينيه . وفي إطار الحديث عن “عتمة” واستعادة آلية شخصية اختفت من واقعنا الاجتماعي بفعل وسائل كثيرة للاتصال الحديثة، وإعادة بناء هذه الشخصية وصياغتها من جديد كونها تذكرنا بشخصية أثرت في واقع العلاقات الاجتماعية وهي شخصية “ساعي البريد” التي لم تعد موجودة على مستوى الواقع وكون الشخصية في النص تمتلك أهميتها اجتماعياً باعتبارها شبيهة بشخصية “الساقي” التي اختفت هي أيضاً قال الدكتور حبيب غلوم “كان معظم الرجال قديماً يبتعدون عن أوطانهم في أسفار دائمة، حيث ترى الناس تنتظر رسائل هؤلاء الأحبة الغائبين، ولهذا تشكل هذه الرسائل لهم ديمومة حياتهم مع الآخر البعيد، وربما اكون غير مغال في تشبيهها بالماء والطعام، حيث الأحبة قد ارتحلوا في الأماكن البعيدة التي من الشوق أن يصل خبر منهم” واضاف” كان الرجال يبعثون رسائلهم من الهند والكويت والبحرين، وتلك أماكن تعد بعيدة بحسابات ذاك الزمان، هنا أقول: تتجلى أهمية ساعي البريد فيما يحمله معه من فرح طاغ وحزن أليم، وعليه تبدو استعادة بناء هذه الشخصية في السينما أمراً مهماً وممتعاً، لأنه يمتلك استذكارا شفيفا وشعرية عالية، ولنتخيل أن شخصية ساعي البريد تعتمد على قراءتها للرسالة “عنوانها” لإيصالها إلى الشخص المقصود، ولنتخيل أيضاً معاناة هذا الإنسان الذي بدأ بصره في الأفول والضعف وهو يواجه مشكلة في إيصال الرسائل إلى أصحابها، حيث يشكل هذا صراعاً ثقافياً بين الفقدان والاكتساب، فقدان البصر واكتساب الفرح عند متسلم الرسالة”. وعن حساسية الممثل في اختيار دوره قال غلوم “أنا لا أملك من التجربة السينمائية غير أدائي للشخصية، فتركيزي كله ينصب على الاختيار الصحيح، والسينما كما أفهم تعتمد على التقنية والتكنولوجيا أيضاً، وبالرغم من كونها جزءاً من عملي اليومي، إلا أنني محدد بالأداء، الذي هو وسيلتي الأولى في تمثيل الشخصية حيث تبهرني الشخصية عندما أقرأها وقد أثرت في الأحداث وشكَّلتها بغض النظر عن دورها طولاً وقصراً، بل المهم ما تقدمه من رسالة اجتماعية. وقال “إن الممثلين كُثر في الإمارات، لكن هناك ممثلاً يؤدي أداء طبيعياً فلا يحسسك بأنك تمثل وهذا مهم بالنسبة للسينما، فلا مبالغة في الأداء والحركة والإيماءة، حيث العمل في السينما حساس جداً، فالممثل لابد له أن يكون ذكياً، فأدواته تساعده بأن يكون أقرب إلى هذه الشخصية دون غيرها”. وأضاف “باعتبارنا رعيلاً أول، لابد أن نقف مع الشباب باعتبارهم بناة ثقافة جديدة في مجتمع الإمارات وهذه مسؤوليتنا جميعاً. وعن أقرب الأدوار له قال حبيب غلوم “لا أستطيع أن أقارن بين هذه التجارب الصغيرة نوعاً ما مع التجربة الكبيرة في فيلم “دار الحي” فالوضع كان مختلفاً تماماً من حيث الانتاج وفريق العمل الفني واختلاف وجود نجوم من السينما الأميركية والهندية والإماراتية حيث كان الوضع مختلفاً إذ لا وجود للمقارنة بكل أوجهها، والشيء الثاني في “دار الحي” أننا كنا نعمل ونحن نعرف بأن هذا الفيلم تجاري وسوف يعرض في دور السينما وليس مُعداً للمهرجانات، وهذا يختلف بالنسبة لاستعدادك لأداء دور يدخلك إلى سينما تراها شريحة كبيرة من المشاهدين تصل إلى مليون ونصف شخص شاهدوا الفيلم في الإمارات، وهذا رقم ليس سهلاً في حين أن الأفلام الأخرى التي نشتغلها هي أفلام مهرجانات ونحن نشعر أنه لن يتعدى عدد مشاهدي هذه الأفلام رقماً بسيطاً، فالاستعداد مختلف والتجربة كان لها رونقها الخاص”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©