الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مناصرون لـ «العراقية» يتعهدون بمقاطعة أي انتخابات

12 نوفمبر 2010 23:47
أبدى ناخبون في مناطق نفوذ “القائمة العراقية” غضبهم بسبب تكليف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بتشكيل الحكومة العراقية وتعهدوا بعدم التصويت في الانتخابات، فيما رأى محللون وخبراء سياسيون أن الاتفاق الهش بين قادة العراق على تقاسم السلطة وإنهاء أزمة سياسية استمر 8 أشهر يعكس توازن القوى في المنطقة. واحتج أنصار “القائمة العراقية” بزعامة أياد علاوي بأنه كان يجب منحها الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة لأنها حصلت على أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب العراقي، من عدم تمتعها بالأغلبية البرلمانية المطلقة. وقال معلم في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار غربي العراق يُدعى علي محمود عمره 39 عاماً “لن أشارك في أي انتخابات في المستقبل لأن العراقية كانت الفائزة لكن رئاسة الوزراء ذهبت الى المالكي من خلال التدخل الإيراني وهذا يعني أن الطائفية لن تنتهي”. وأضاف، مستهجناً منح القائمة منصب رئيس مجلس النواب، “ما الفائدة من رئاسة البرلمان. ان رئيس البرلمان مجرد موظف يسجل أسماء الحاضرين ولا يفعل شيئا”.وقال طالب جامعي يدعى أسامة محمد عمره 20 عاماً “إنني ألوم العراقية لأنها لم تصمد في مواجهة الضغوط. إنهم لم يحصلوا حتى على الرئاسة”. وأيد عاطل عن العمل في الكرادة وسط بغداد يُدعى طالب العجيلي (48 عاما) انسحاب “القائمة العراقية” من العملية السياسية على الرغم من أنه أحد أنصار المالكي. وقال “بصفتي شيعياً، أقول إنها خيانة لكل سني في البلاد”. ورأى قائد قوات “مجلس الصحوة” العشائرية في الرضوانية غربي بغداد الشيخ أياد الجبوري أن منح “القائمة العراقية” منصبي رئيس البرلمان ورئيس “مجلس السياسات الاستراتيجية” لم يكن عادلاً. وقال إن هناك مشاعر إحباط لدى الناس الذين صوتوا لها. واستبعد زعيم قوات “الصحوة” في ضاحية الدورة جنوبي بغداد سيف خضر العودة إلى المذابح الطائفية بسبب الإحباط من الاتفاق السياسي . وقال “إن الناس ضاقوا ذرعا ويريدون أن يروا تشكيل حكومة فحسب وستشهد الانتخابات التالية المفاجآت”. وأضاف اعتقد أن العراقيين لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لأنه سواء صوتوا أم لا فالحكومة تفعل ما تريد طبقاً لنفوذ الدول المجاورة”. في غضون ذلك، قال المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي “إن التنازلات المتبادلة للتوصل الى اتفاق تعكس موازين القوى الخارجية فقد حصلت بشكل سريع نظراً إلى التحديات الخارجية التي تضغط على الجميع”. وأضاف “سيؤدي تشكيل حكومة لا تتمتع بقاعدة عريضة الى فشلها حتماً، فالمحور الأميركي التركي بالمرصاد للمحور الإيراني وحلفائه في الشرق الأوسط”. وأوضح “كان التأخر في تشكيل الحكومة بسبب التنازع الإقليمي والدولي ويبدو أن لعبة عض الأصابع طالت كثيراً. فالجميع تعب في لحظة واحدة من إيران إلى تركيا إلى واشنطن وغيرها”. وقال الخبير في الشؤون العراقية إحسان الشمري “لا يمكن الفصل بين الوضعين الداخلي والخارجي، ففي الداخل بلغ الاستياء الشعبي مداه كما شعرت النخب السياسية بأنها مهددة باحتمال إعادة الانتخابات، فضلاً عن الخشية من انهيار العملية السياسية برمتها. أما خارجياً، فقد لعبت واشنطن دوراً مهماً في تقاسم السلطات أو توزيعها لكنها عجزت عن الدفع في هذا الاتجاه”. وأضاف “كان الاتفاق نتيجة تزامن العاملين الدولي والإقليمي، فإيران التي تصدت لواشنطن وعرقلت جهودها في تشكيل حكومة طوال هذه المدة تظهر حالياً مرونة بدرجة كبيرة لأنها بحاجة إلى إنهاء المسألة تمهيداً لمعالجة ملفها النووي عبر مفاوضات قريبة”. وختم قائلاً “إن الولايات المتحدة هي ايضاً بحاجة إلى تأكيد عدم فشل تجربتها الوليدة في العراق ويجب عدم نسيان أن استقرار هذا البلد يعكس استقرار المنطقة والعكس صحيح”. وقال سياسي عراقي “إن الاتفاق يؤكد المحاصصة الطائفية لكن الجميع يريدون الخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه”. وأضاف “هناك بشكل أساسي دولتان تتجاذبان العراق هما الولايات المتحدة وإيران وما حدث يعكس رغبتهما في الحفاظ على نفوذهما بأقل كلفة ممكنة تمهيداً لأمور أخرى”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©