مثير للاستغراب ومحرض على القلق، ومدعاة للضحك، هذا الذي يختلق في كل آن وحين من حكايات، حول مونديال قطر 2022، حتى إننا ما عدنا نصدق، هل كل ما يقال كلمة حق أريد به باطل، أم هو في الأصل باطل أريد به حق؟ متاجرة رخيصة في الكلام وحرب مواقع، ونحن بين كل هؤلاء أشبه ما نكون بالأخرس في الزفة.
يوم اجتمع المفوض لهم بحسب النظم اتخاذ القرارات الحاسمة والملزمة، وأقروا بصفتهم أعضاء لتنفيذية «الفيفا»، منح قطر تنظيم كأس العالم لكرة القدم، كأول دول عربية وشرق أوسطية، تحظى بهذا الشرف، كان هناك اقتناع كامل على أن قطر تستجيب ضمنياً لكل الشروط، بما فيها المناخية لتنظيم الحدث الرياضي الأكثر كونية ودراً للأرباح، ولأنه ما كان لزاماً الالتفات للتراهات التي أطلقها من خسروا الرهان، والتي ادعت أن رائحة منفعة مالية محصورة في أشخاص بعينهم، تشتم من إسناد تنظيم المونديال لقطر، فقد ظل أكثرنا يترقب الصورة الهلامية والمستحدثة التي سيبدعها القطريون لتنظيم كأس عالمية في توقيت استثنائي، اعتباراً لموجة الحرارة التي تجتاح قطر في فصل الصيف، والتي تجعل من إجراء مباريات لكرة القدم أمرا مستحيلا، وقد قدم القطريون ملمحاً لتلك الصورة التي سيتحدون بها قساوة الطبيعة عندما تحدثوا عن مونديال مكيف، وعن توظيف لأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التبريد.
وبشكل متواتر يقول بوجود تربيطات، قفز إلى الواجهة الحديث عن استحالة تنظيم كأس العالم صيفاً، رغم ما قدمته قطر من وعود صريحة في شكل التزامات، وطالبت أصوات بتنظيمه استثناء شتاء في نهاية العام، عندما تعتدل نسبياً درجات الحرارة، وبعد طول تلكؤ قال بلاتر الناهي والآمر في مملكة «الفيفا» بإمكانية فتح النقاش، ولكنه ربط كل تعديل على التوقيت، بضرورة حصول موافقة عليه من «كونجرس الفيفا»، وفي غمرة اشتداد الجدل جاء مرتد، جرى هو الآخر تصميمه بدقة يخبر بأن خمسة اتحادات أوروبية تدير خمسة من كبريات الدوريات العالمية ترفض رفضاً باتاً أي تعديل على تاريخ تنظيم كأس العالم لسنة 2022، لأنه يمثل تهديداً صريحاً لمصالح الاتحادات والأندية على حد سواء.
ويكون لزاماً أن نأخذ كل هذه التهديدات محمل الجد لنعلن منها السؤال الساخن، سؤال الاستغراب والاستنكار أيضاً.
هل كل هذا الذي يرمى به في صحن مونديال 2022 من زيت ساخنه في صورة تهديدات وتلميحات وتربيطات يراد به إحراق الصحن وتجريد قطر من حقها المكتسب قانونا في تنظيم كأس العالم؟.
لا أريد أن أكون متشائماً، ولكن ما يروج له بين الحين والحين يفرض فرض عين أن يتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم بمعزل عن كل غزل للمواقف في الغرف السرية ليقرر نهائياً بشأن مونديال قطر، هل يقام صيفاً أم شتاءً؟
أما غير ذلك فهو مرفوض، مرفوض.
drissi44@yahoo.fr
عدد اليوم
