اختتمت أمس الأول في صالة ''جاليري وان'' بقصر الإمارات في أبوظبي فعاليات برنامج ''حوار الفنون'' الذي استمر ثلاثة أيام، ونظمته شركة التطوير والاستثمار السياحي بالتعاون مع الأكاديمية الملكية البريطانية في لندن تحت رعاية هيئة أبوظبي للسياحة، حيث قدمت شهادات وتجارب لأربعة فنانين إماراتيين وبريطانيين، وحلقة نقاشية تحت عنوان ''الفنون الحديثة·· رؤى الفنان في المشهد الفني العالمي''·
قدم الفنانون التشكيليون جلال لقمان وابتسام عبدالعزيز من الإمارات، وجاري هيوم ولويز ويلسون من بريطانيا تجاربهم الإبداعية من خلال عرض أعمالهم للجمهور على شاشة سينمائية وضعت وسط قاعة المحاضرات·
استهلت الفنانة لويز ويلسون الفعالية الختامية بعرض فيلم استغرق 5 دقائق تناول المباني القديمة ومعماريتها، حيث بدا واضحاً اهتمامها وأختها جين ويلسون، التي اشتركت معها في تنفيذ تلك الأعمال، باسقاطات الفيديو والصور الفوتغرافية التي تلتقط أثناء عملية تصوير الأفلام واهتمامها بقضايا السلطة والمراقبة وجنون الارتياب ''البارانويا''·
وثقت الفنانتان المباني البيروقراطية والسجون بالسرد الصامت لهيئتهما الخالية من أي محتوى بشري في إشارة للحضور الشبحي للأشخاص الذين سكنوها يوماً، وقد صور الفيلم في سجن الماني شرق برلين وتم فيه دمج عدة شاشات في آن واحد· كما عرضت أعمالا تصويرية في مصنع ومنصات لحفر نفطي وصالة رقص ''جمناستك'' وقاعات كبرى·
وعرضت لويس فيلماً آخر عنوانه ''وقت الحلم'' تم انتاجه عام 2003 وكانت مدته 7 دقائق صورت من خلاله إحدى رحلات الفضاء التي قام بها الروس·
من جانبها عرضت الفنانة والكاتبة الإماراتية ابتسام عبدالعزيز أعمالها الفنية الطبيعية وقالت: وجدت أن الرسم وسيلة فنية أعبر بها عن نفسي· إن معظم أعمالي لها علاقة بالرياضيات والعلوم فهي معارف لا تنسلخ عن السينما والموسيقى والمسرح·
ثم تحدثت عن المفهوم واستخدام الكمبيوتر في أعمالها التي عرضتها وهي ''أيادٍ ترمز إلى الإنسان وبعض الأعمال التي تعبر عن سرعة الوقت وتغيير البيئة''، كما عرضت قطعة لها صلة بالعلوم والحساب والمثلثات· ونوهت بأن تلك القطعة سبق أن عرضتها في سنغافورة مما جعل المشاهدين يظنونها من الزخرفة الإسلامية وقد استخدمت فيها الأبيض والأسود والأشكال المربعة، ثم عرضت خطاً على الحائط، وصورة مائية ثم قدمت لوحة الفرضيات الأربع وأخرى عن المرئيات بالايهام والخداع من خلال شاشة طبيب العيون وعرضت أيضاً لوحتين اسمتهما بـ ''السيرة الذاتية'' وأخرى باسم ''مكعب الحياة'' وثالثة باسم ''أشكال خيالية'' ولوحات باسم ''ضوء في الظلال'' و''بلا عنوان''·
أما جيري هيوز فعرض لوحات من البرونز جسد فيها رجل الثلج بأشكال مختلفة وألوان متعددة عبر وضع كرتين، صغيرة فوق أخرى كبيرة، وأسماها ''الكرة البريطانية''، وأخرى بثلاث كرات فوق بعضها أيضاً وأسماها ''الكرات الأميركية''· كما عرض الفنان أيضاً لوحات كثيرة وصلت إلى مايقرب من 30 لوحة استخدم فيها البرونز والبلاستيك·
من جهة أخرى قدم الفنان جلال لقمان تجربته الحياتية في الفن مفترضاً أن ''مشاكلنا تبدأ عندما نولد حتى نصبح بالغين''·
وروى للجمهور حكاية الطفل في الرابع الابتدائي الذي قرر أن يصير فناناً، وقدم أعماله: ''لحظة ولادة الفنان'' و''لوحة المقاتل'' ''الحرية'' وشكر شركة التطوير والاستثمار السياحي، وهيئة أبوظبي للسياحة، على ما قدمتاه له من دعم· وتحدث عن معارضه في ردهات الفنادق والصالات منفرداً أو مع فنانين آخرين، وتطلع إلى وجود متاحف إماراتية يرى فيها الفنانون الإماراتيون أعمالهم تحتل قاعاتها وبخاصة ما سينجز على جزيرة السعديات، ووصف ذلك بالتحدي القادم الذي على الفنان الإماراتي أن يثبت فيه نفسه بجدارة·
عدد اليوم
