الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الريس خلف: المزمار يعبر عن الشجن والبهجة في الافراح

الريس خلف: المزمار يعبر عن الشجن والبهجة في الافراح
21 يناير 2011 21:04
خلف درويش أو الريس خلف، ليس مجرد عازف على المزمار البلدي بل إنه عاشق لهذه الآلة الموسيقية الشعبية، بدأ رحلته معها منذ نعومة أظفاره وصال وجال بمزماره في معظم أنحاء مصر، وتعدت شهرته نطاق المحلية إلى العالمية بعد أن طاف معظم دول العالم وقدم بحنجرته وأنامله أجمل وأعذب الألحان والمعزوفات لعشاق هذا الفن الفلكلوري الذي ارتبط بالوجدان المصري. قبل نحو ربع قرن شد عازف المزمار خلف درويش «الريس خلف» رحاله إلى القاهرة واستقر بها بحثا عن الشهرة وتحسين ظروفه المادية، ونجح في مسعاه حيث شارك في العديد من الأعمال الفنية والكليبات الغنائية مع مشاهير الفنانين والمطربين، وتتم الاستعانة به ليكون في استقبال كبار القادة والرؤساء احتفاء بزياراتهم لمصر. ألحان ارتجالية يقول الريس خلف «أنا من مواليد 1960 بمركز المراغة في محافظة سوهاج بصعيد مصر وبدأت المهنة في الثامنة من عمري وورثتها عن والدي وأعمامي الذين توارثوها عن أجدادي الذين كانوا يحيون الموالد والأفراح الشعبية بمصاحبة رقصة التحطيب ورقصة الخيل، ووصلت شهرتهم إلى كل أنحاء الصعيد والقاهرة وكانوا يصحبونني معهم وأسهر حتى انتهاء الفرح وفي بعض الأحيان كان يغلبني النوم وأغط في سبات عميق بجوارهم». ويضيف «قبل العزف على المزمار بدأت بالضرب على آلة النقرزان «الطبلة»، وبعد فترة عشقت المزمار البلدي رغم صعوبته وبدأت أتابع الطريقة التي يعزف بها والدي وأعمامي على المزمار وبمرور الوقت اكتسبت خبرة وبدأوا يعتمدون عليَّ في إحياء الأفراح والموالد»، موضحا أنه في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي قرر الرحيل إلى القاهرة بحثا عن الشهرة وتحسين ظروفه المادية بناء على نصيحة زملائه في المهنة بمنطقته، وانضم إلى فرقة الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة المصرية. ويتابع السيد خلف «في كثير من الأحيان أقدم ألحانا ارتجالية من تأليفي مستوحاة من الفلكلور، كما أقدم ألحان بعض الأغاني القديمة والحديثة لأساير كل الأذواق وأختار بعض كلمات هذه الأغاني، وأعزفها بالمزمار ومن أشهر هذه الأغاني «الأقصر بلدنا» و«جريد النخل العالي» و«يا نخلتين في العلالي» و«تاكسي الغرام» وأغاني الريس متقال مثل «أتفرج على الحلاوة» و«الفراولة» و«البنت بيضة» و«‏يا حلوه يا شايله البلاص» كما أقدم أيضا بعض أغاني أم كلثوم ووردة وعبد الحليم حافظ بإيقاع عصري. أعمال درامية عن أبرز عازفي المزمار البلدي الذين تأثر بهم، يقول الريس خلف «تأثرت وتعلمت الكثير من أباطرة المهنة مثل الريس حنفي البنجاوي والريس علي عبدالهادي والريس محمد أحمد، كما تأثرت بعمي الراحل محمد السيد الذي كان ينصحني دائما بالالتزام وعدم الاستهتار بالجمهور أثناء العزف على المزمار حتى لو كان هذا الجمهور لا يزيد على فرد واحد وسواء كان رجلا أو سيدة». ويضيف «شاركت بالعزف على المزمار البلدي خلال استقبال بعض القادة والشخصيات العربية كما شاركت في العديد من الأعمال الدرامية منها مسلسل «ذئاب الجبل» بطولة الراحل عبدالله غيث، و«نحن لا نزرع الشوك» و«الوردة البيضاء»، و«اتنين اتنين» وفيلم «يا مهلبيه ليه» مع ليلى علوي، كما شاركت في عدد من «الكليبات» الغنائية منها كليب «عايزاك كده» لسمية الخشاب، و»جوزني بنتك يا معلم» لسعد الصغير كما شاركت مع المطرب حمدي الجنايني في حفل أضواء المدينة بمحافظة البحيرة، وأعتز بهذه التجارب خصوصا أنها نالت نجاحا كبيرا». ويقول الريس خلف «زرت معظم دول العالم ضمن فرقة المزمار البلدي التابعة لوزارة الثقافة المصرية التي أحيت العديد من المهرجانات الدولية في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمجر وبلجيكا واليونان والبرتغال وسويسرا وكندا والهند واندونيسيا وجنوب أفريقيا والإمارات والسعودية والبحرين ولبنان وتونس والمغرب واليمن، وأعتز برحلتي إلى الإمارات وإيطاليا وفرنسا بسبب الحفاوة الكبيرة التي قابلني بها الجمهور هناك كما حصلت على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من هذه الدول». فن أصيل عن الفرق بين المهنة في الماضي واليوم، يقول «في الماضي كان صاحب الفرح أو المناسبة في الصعيد يمنح أعضاء فرقة الطبل البلدي كمية من الحبوب مثل الذرة أو القمح بدلا من النقود أما اليوم فقد انتهى هذا الأمر، وأصبح عازفو المزمار يتقاضون أموالا كما طغت اليوم بعض الآلات الحديثة على حساب الطبل والمزمار البلدي رغم وجود شريحة لا بأس بها في المجتمع لا تزال تعشق هذا الفن الأصيل». ويضيف «خلال زيارتي لإيطاليا طلبوا مني المشاركة بالعزف على المزمار في مسرحية أوبرالية هناك رغم صعوبة الأمر، خصوصا أنه لم يسبق لي ذلك، إلا أنني نجحت في المهمة بعد أن أدخلت على المزمار البلدي آلات وموسيقى غربية، وكانت فكرة جديدة من حيث المزج بين التراث الشعبي الشرقي والغربي في الموسيقى، وهي فكرة لم يقدمها أحد من قبل». وعن الشروط الواجب توافرها في عازف المزمار، يقول الريس خلف «عازف المزمار يجب أن يتمتع بمهارة كبيرة وحنجرة قوية لأن قوة النفخ و«قلبة النفس» تشكل العنصر الأساسي في العزف فكل عازف مزمار له صوت معين وطريقة في العزف، لدرجة أن الجمهور يعرف عازف المزمار من قبل أن يظهر من خلال صوته في المزمار ولابد للعازف أن يشعر بالموسيقى التي يقدمها ويستلهم منها كيف يقوم بالعزف ولابد أيضا أن يحبها لكي يخرجها بأسلوب جيد»، مشيرا إلى أنه في استطاعته العزف بالمزمار بشكل مستمر لمدة ساعة كاملة من دون توقف وهي موهبة لا يجيدها معظم العازفين. أنواع المزمار يلفت الريس خلف إلى إن قدماء المصريين ينسب إليهم الفضل في ابتكار المزمار البلدي الذي كان في الماضي الآلة التي يستقبلون بها الأبطال وأحياناً كانت تصاحبه أغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية كما كان المزمار الآلة التي تقام بها الأفراح، كما كانت قادرة على دفع الناس إلى البكاء فالمزمار آلة تتجاوب نغماتها مع الإحساس العميق بالشجن وفي بعض قري صعيد مصر تحكى قصص عن هيبة عازف المزمار فقد كان قادرا على صرف الغول والعفاريت بأنغامه السحرية، وصرف الأفاعي والثعابين بعيدا عن البيوت والحقول وللمزمار سحر على أبناء الريف أما اليوم فقد بات مجرد آلة طربية ملتصقة بالمناسبات الفلكلورية والاجتماعية. وعن مكونات آلة المزمار، يقول «المزمار البلدي عبارة عن أنبوب اسطواني مصنوع من خشب المشمش، ويتدرج في الاتساع من أحد طرفيه لينتهي على شكل بوق أو جرس وفي الطرف الآخر من الأنبوب ريشة مزدوجة أما ثقوب العزف فعددها 7 ثقوب مفتوحة على جدار الأنبوب في خط مستقيم». ويضيف «في مصـر يوجـد المزمـار بأحجـام عـدة أكثرها انتشارا «السبس» ويصل طوله إلى 35 سنتيمترا وطول قطر أنبوبه من الخارج قبل الاتساع 1.7 سنتيمتر، ويصل طول قطر بوقه من الخارج إلى 5.5 سنتيمتر تقريبا أما أكبر أحجام المزمار فيعرف باسم «الأبأ» ويصل طوله إلى 55 سم تقريباً. وطول قطر أنبوبه من الخارج قبل الاتساع حوالي 2.5 سنتيمتر تقريباً، كما يصل طول قطر بوقه من الخارج إلى 8 سنتيمترات تقريباً. وهذان الحجمان يشكلان ثنائياً رئيسياً في مجال تكوين فرق المزمار بمصر».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©