الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسالخ أبوظبي تستعد لذبح الأضاحي وسط احتياطات صحية قصوى

مسالخ أبوظبي تستعد لذبح الأضاحي وسط احتياطات صحية قصوى
13 نوفمبر 2010 19:25
تشتد حركة البيع والشراء هذه الأيام في سوق المواشي الواقع بالقرب من ميناء أبوظبي قبيل حلول عيد الأضحى الكريم، حيث يشهد السوق إقبالاً لافتاً من قبل العامة على شراء الأضاحي لذبحها خلال أيام العيد السعيد، وبقدر إقبال “المضحّين” على السوق فإن الطلب يتزايد على مسلخ الجمهور والمسلخ الآلي واللذين تتم فيهما عمليات الذبح والسلخ. بدأ العدّ التنازلي لانطلاق العيد، وأخذ الناس يستعدون لإنجاز فروضه وسننه وأهمها الذبح الذي يستمر طيلة أيام العيد الأربعة، حيث قاموا بشراء المواشي من أغنام وخراف وبقر أو جمال، منتظرين حلول العيد لذبحها وتوزيعها على الفقراء لكسب الأجر والثواب. فكيف تجري الأمور في سوق المواشي، وكيف تتم عملية الذبح في المسالخ؟ وما الشروط الواجب اتباعها في هذه المسائل من أجل تنظيم عملية الذبح وجعلها أكثر حضارية لتتناسب مع ما وصلت إليه الإمارات من تطور وتقدم في جميع المجالات؟ سوق المواشي المشهد في سوق المواشي يبدو مكرراً عن العام الماضي والعام الذي سبقه وهكذا، فالسوق يعجّ بأنواع الماشية مختلفة الأسعار، والمشترون كلّ منهم يبحث عن أضحية كاملة المواصفات معتدلة السعر. يقول فضل العبادي، وهو بائع في سوق المواشي بأبوظبي، إن الأسعار ارتفعت هذا العام قياساً بالعام الماضي، إذ وصل سعر الذبيحة إلى حوالي 1000 درهم، لكن ارتفاع الأسعار لم يمنع الناس من الشراء حيث يشهد السوق حركة شراء نشطة. وتأتي غالبية الخراف التي تباع في السوق، بحسب العبادي، من إيران، وتعرف باسم “الجزيري”، وهو الأكثر طلباً للشراء، ويقسّم بحسب المناطق التي يأتي منها فهنالك “الهرفي”، والخروف “المكراني”، و”القمي”، أما أفضلها وأغلاها فهو “الهرفي”، في حين تستورد بعض الأصناف من الهند والصومال، ومن أستراليا، فضلاً عن الخراف المحلية، والتي تقسّم بدورها إلى أنواع فمنها “النجدي” و”النعيمي”، لكن أسعارها مرتفعة الثمن. ويشير العبادي إلى أن الأضحية عادة ما تكون كبيرة الحجم تزن حوالي 20 كيلوجراماً، ومن شروطها أن تكون كاملة الأوصاف، وخالية من العيوب، لا تعرج ولا يوجد كسور في الأسنان، ويتم فحصها لضمان عدم وجود عيب شرعي فيها، موضحاً أن أغلب الناس تأخذ الخراف قبل العيد بيوم أو يومين، ثم يأخذونه إلى المسلخ للذبح صبيحة العيد، وهنالك مجموعة كبيرة من الناس بدأت الشراء مبكراً، قبيل العيد بعشرة أيام أو أكثر، وذلك لتحصيل ذبائح جيدة بأسعار مناسبة. ومن بين المشترين الموجودين في السوق تحدّث حمد الزعابي، الذي كان يتجول بين محال بيع المواشي متفحصاً الخراف ليختار منها خمسة مناسبة.، قائلاً “الأسعار مرتفعة هذا العام فقد كنت أنوي شراء عجل، لكنني فوجئت بارتفاع أسعاره، والآن أبحث عن نوع جيد من الخراف لأشتري منها خمسة لي ولعائلتي”. مسلخ الجمهور يعجّ مسلخ الجمهور صبيحة يوم العيد بأعداد كبيرة من الناس الذين يفدون إليه لذبح الأضاحي، كلّ منهم يريد أن يكون الأول لكي ينتهي من توزيع الذبيحة ويكمل سنن العيد بالحلاقة وغيره ما يؤدي إلى ازدحام لا يحتمله المسلخ رغم كبر مساحته ورغم وجود أعداد كبيرة من القصابين. ولهذه الأسباب ينصح خليفة الرميثي، مدير إدارة الصحة العامة، الجمهور بعدم الاستعجال على الذبح في العيد خاصة وأنه مباح خلال أيام العيد كلّها، فضلاً عن توخي النظام والانتظام في الطابور حتى يحصل المضحي على الأجر والثواب الذي يطلبه من هذه الذبيحة. ويشير الرميثي إلى أن مسلخ الجمهور، والذي تأسس عام 1971، كان في بداياته يذبح أعداد لا تتجاوز أصابع اليد يومياً، غير أنه دخل في طور تعديلات حتى وصل إلى شكله الحالي اليوم، بحيث تصل طاقته الإنتاجية 3500 ذبيحة في اليوم الواحد، مضيفاً أنه مجهز بكل ما يلزم من أجل أداء الذبائح بطريقة جيدة ونظيفة، فهنالك حوالي 150 قصاباً في المسلخ يقومون بأعمال الذبح والسلخ، وذلك لأن كافة العمليات تتم بالطريقة اليدوية، هذا فضلاً عن توافر الأطباء البيطريين الذين يتولون مهمة فحص الذبيحة قبل وبعد الذبح، وذلك لتلافي وجود الأمراض أو انتقالها وتفشيها بين الجمهور. ويوضح الرميثي أنه يتم توفير مواقف إضافية للجمهور خلال أيام العيد، بالإضافة لوجود مساحات مخصصة للمواطنين الذين يملكون مزارع ويقومون بالبيع مباشرة. الذبح الآلي بالنسبة للمسلخ الآلي، الذي يعتبر من أفضل المسالخ الآلية في المنطقة، يقول الرميثي إنه حصل مؤخراً على شهادة من قبل هيئة اللحوم والماشية الأسترالية كأفضل مسلخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويقول الرميثي لـ”الاتحاد” إن مهمة المسلخ الآلي، والذي تأسس عام 1989، تقتصر على ذبح الكميات التجارية التي تطلبها المؤسسات والشركات بكميات كبيرة، حيث تتم فيه جميع ذبائح الشرطة والدفاع المدني والهلال الأحمر والتي تصل أعدادها إلى 100 ذبيحة في اليوم الواحد، مؤكداً أن الجهة القائمة على المسلخ تقوم بزيارات دائمة للعديد من الدول المتقدمة في الذبح وهي أستراليا نيوزيلندا وإسبانيا، وذلك لمطابقة المسلخ الآلي في أبوظبي مع مسالخهم الحديثة، وبناءً عليها تم وضع تطويرات وتعديلات كبيرة عليه أهلته ليصبح أفضل مسلخ في المنطقة، فضلاً عن حصوله على شهادة “الهاسب” وهو نظام رقابة لجودة اللحوم أو المصانع الغذائية يعتمد على تحديد النقاط الحرجة على خط الإنتاج، ومراقبتها من حيث غسيل اللحوم وتخزينها في البرادات. وتتركز معدات المسلخ الآلي، بحسب الرميثي على خط آلي للذبح والسلخ ومعدات التعقيم السكاكين وأجهزة خاصة بها وأجهزة وأدوات للتعقيم سواء بالنسبة لأيدي القصابين أو أحذيتهم، لافتاً إلى أنه لتشغيل الخط يحتاج إلى أربعين قصاباً بطاقة إنتاجية تبلغ 250 ذبيحة غنم في الساعة، و20 بقرة أو جمل في الساعة الواحدة. الشريعة الإسلامية من جانبه، يقول الدكتور مجدت نور، رئيس شعبة الرقابة البيطرية في إدارة الصحة ببلدية أبوظبي، إن المسالخ تقدم قصابين مفحوصين طبياً، بحيث لا توجد احتمالات لنقل أمراض من القصاب للذبيحة أو العكس، كما أن جميع القصابين حاصلون على دورات في النظافة الشخصية، وكيفية التعقيم السليم وحماية أنفسهم من الأمراض، حتى بعد الإصابات لا يعود للعمل إلا بعد الشفاء التام والتأكد أنه يصلح للعمل لأن الذبيحة ممكن أن تكون مصدر عدوى للذبيحة، فضلاً عن أن عملية الذبح تتم وفق الشريعة الإسلامية، وهو أمر مضمون في المسلخ فالسكين يجب أن تمرّ على الوريدين “الودجيين” مع مجرى الهواء القصبة الهوائية والمريء والمنطقة السفلى “الجوزة” مرّة واحدة، وهي سكين حادّة جداً، بحيث تذبح من ضربة واحدة فقط، لافتاً إلى أن كلّ قصاب لديه سكينين واحدة للذبح والسلخ وواحدة لإزالة الأحشاء من التجويف، والثالث وجود الفحص الدوري قبل وبعد الذبح. ويؤكد نور أن وجود الطبيب البيطري في المسلخ أمر ضروري للغاية إذ يكشف عن وجود الأمراض قبل انتشارها في الدولة ويحدّ منها عن طريق تبليغ الجهات المعنية، وذلك حفاظاً على الثروة الحيوانية والتخلص السليم من مخلفات الذبائح، لافتاً إلى أن العيد الماضي شهد إعدام حوالي 200 رأس ذبيحة، وذلك لوجود أسباب طبية تبين من خلالها أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي. من جهة أخرى، يعرّف الطبيب البيطري رئيف أرناؤوط، بخط الإنتاج أو الذبح، والذي تتم فيه عملية الذبح والسلخ من الألف إلى الياء بطريقة آلية، حيث تبدأ العملية بدخول الشاة إلى المكان المخصص للذبح ويسمى طاولة الذبح أو طاولة النزيف، والذي يشبه الصندوق ثم يغلق تلقائياً وينحني باتجاه القبلة في الوضع الصحيح للذبح بحسب الشريعة الإسلامية، بعد ذلك تمتد إليه يدّ القصاب بالسكين مع القول: “بسم الله، الله أكبر”، ثم تخرج الذبيحة من مكانها لتنتقل إلى المرحلة اللاحقة، حيث تعلق من جسدها ويصبح الرأس في الأسفل، وذلك لتصفية الدماء من جسدها، بعدها تسير إلى الخطوة اللاحقة، وهي غسل الذبيحة، ويتولى كلّ قصاب دوراً معيناً في هذه العمليات فواحد يقوم بالذبح فقط والآخر يقوم بغسل الأيدي والثالث يغسل الأرجل وهكذا لحين انتهاء العملية كاملة. ويلفت أرناؤوط إلى أن الأجهزة تحتوي على صمامات أمان عالية، بحيث تمنع وجود الحوادث بالنسبة للقصابين أو الذبائح أو غيرها، فبمجرد عمل حركة غير مقررة من قبل الأجهزة، فإنها تفصل أوتوماتيكياً ويشمل ذلك وقت التنظيف أيضاً، كما أن تشغيل بعض الأجهزة يتم باستخدام ركبة القصاب وليس يده وذلك مراعاة للنظافة والتعقيم، موضحاً أن عملية غسل الأيدي وتعقيمها بالنسبة للقصابين تتطلب مدة دقيقة كاملة، مع استخدام منظفات ومعقمات أقوى من التي يستخدمها الأشخاص العاديون. سنة مؤكدة تعتبر الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها بدلالة حديث جابر رضي الله عنه قال: “صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- عيد الأضحى فلما انصرف أتى بكبش فذبحه، فقال: بسم الله والله أكبر اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي”. ويتم بدء ذبح الأضحية بعد أداء صلاة العيد مباشرة، ويجوز ذبحها في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع من أيام العيد ليلاً أو نهاراً، وينتهي وقت ذبحها مع غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة أي اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك. مخاطر الذبح في المنزل ينصح خليفة الرميثي، مدير إدارة الصحة العامة، بعدم الذبح في البيت، وذلك للمشكلات التي يمكن أن تنجم عنه، ففي المسلخ يتم فحص الذبيحة قبل الذبح وبعده وذلك لوجود أمراض لا تظهر إلا بعد الذبح على دم الذبيحة، وهذه الأمراض لا يعرفها الأشخاص العاديون من بينها أمراض تسبب العقم والديدان وأمراض أخرى، بالإضافة إلى أن الذبح في المنزل يسبب مشكلة بيئية صحية، فالمخلفات ترمى في المهملات وهذه تؤدي لجمع الحشرات والقطط والحيوانات الشاردة والتي تنقل بدورها العدوى للإنسان. ولكن في المسلخ، يستطرد الرميثي، يتم إعدام المخلفات في المسلخ الآلي حيث يوجد مصنع يقوم بتحويل المخلفات المعدمة إلى سماد عضوي، محفزا الناس على توكيل “الهلال الأحمر” في مهمة الذبح، حيث يوجد لديها قوائم بالعائلات الفقيرة والمعوزة وهي تقوم بتوزيعها بمعرفتها، وهو أمر جائز شرعا، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يذبح “الهلال الأحمر” هذا العيد 4 آلاف أضحية. نهاية «عجل» شجاع من بين الأحداث الطريفة التي حصلت داخل المسلخ يروي الطبيب البيطري رئيف أرناؤوط أنه في إحدى المرات دخل إلى المسلخ عجل كان يتمتع بقوة عجيبة فكلما دخل إلى منطقة الذبح قفز وهرب إلى الخارج، وقد فعل ذلك 5 مرات تقريباً ما دفع القصابين إلى الاعتقاد بأن ثمة “جني” يسكنه فخافوا أن يذبحوه، ثم انتظروا حتى هدأ وقاموا بذبحه. الشروط النفسية للذبح ينوه خليفة الرميثي، مدير إدارة الصحة العامة إلى أنه في المسلخ الآلي لا ترى الذبيحة الذبيحة الأخرى وذلك لوجود ساتر يفصل بينهما، وهذا من مواصفات المقاييس الإسلامية والعالمية الصحيحة في عملية الذبح. ولذلك فإن خطة الخمس سنوات المقبلة بصدد تحويل جميع مسالخ أبوظبي إلى آلية لأنها تطبق جميع الشروط الصحية والنفسية الصحية للذبح، بينما هنالك شروط لا يمكن تطبيقها في مسالخ الجمهور.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©