الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء ينظفن البيوت والرجال يشترون الأضاحي والأطفال يحصلون على “الخرجية”

النساء ينظفن البيوت والرجال يشترون الأضاحي والأطفال يحصلون على “الخرجية”
13 نوفمبر 2010 19:28
في لبنان، تسود الفرحة الحقيقية في عيون الأطفال، فأول مراسم الإعداد لاستقبال العيد في لبنان تتمثل في شراء وتجهيز الملابس الجديدة لهم، لأنهم أساس فرحة العيد وبهجته. أما ربّات البيوت فيقمن بتنظيف المنزل والقيام بـ”نفضة” للمفروشات والأثاث في أسلوب يدل على الطابع الاحتفالي تمهيداً لاستقبال هذا الزائر العزيز الذي يأتي مرة في السنة ترتيب المنزل وإعداده بشكل يليق ببهجة العيد، أمر يشترك فيه كل أفراد الأسرة اللبنانية في جو من السعادة والفرح. والعائلة لا يقتصر دورها فقط هنا، بل هي تسهر حتى الصباح لإعداد كل الترتيبات بالمظاهر المناسبة والمطلوبة، عدا هذا فلا بد لربة المنزل وبعد الانتهاء من أعمال الترتيب والتنظيم، من إطلاق البخور في جميع أركان وغرف المنزل، من أجل أن يعم الخير والبركة على الأسرة، ويبعد الهموم عنها. الصلاة في المساجد في صبيحة العيد، يخرج اللبنانيون إلى المقابر لقراءة الفاتحة وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم على أرواح الأموات من الأهل والأقارب والأصدقاء، وعقب ذلك يتوجه الرجال إلى المساجد لتأدية صلاة العيد في الداخل وفي الساحات المكشوفة، يستمعون بعدها إلى خطبة إمام الجامع. وبعد أداء صلاة العيد ينطلق الرجال إلى منازلهم ومنطقة سكنهم، حيث يقومون بواجب تهنئة العيد لأهالي هذه البيوت من الجيران والأقارب، وهذه عادة توضح مدى أصالة وعراقة التقاليد المتمسكة بالجذور. عيد الأضحى المبارك يأخذ طابعاً خاصاً في لبنان كما بقية الدول العربية، ولا تختلف عاداته عن غيره، إذ أن منظومة العيد واستقباله تعطي ميزة خاصة ومميزة من ناحية شراء الملابس الجديدة للأطفال وحتى للشباب، حيث تزدحم المحلال في الشوارع طيلة أسبوع كامل قبل العيد بالأسر التي تجوبها لشراء المستلزمات الضرورية من ألبسة وأحذية وحتى المفروشات الجديدة. فالعيد يرتبط دائماً بالجديد وتزدان المحال ابتهاجاً بقدومه. كبار العائلة الجدود والآباء يرمزون لكل معاني الحكمة والوقار، وهم حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، ولهم دائماً مقامهم الذي يحترمه الكبير قبل الصغير في العائلة، فهم الركيزة التي يلتقي عندها جميع أفراد العائلة، الذين يجتمعون في منزل الجد عادة، بدءاً من التضحية، حيث يقضي الجميع معظم اليوم في البيت الكبير، وهو بيت الجد أو الوالد، والعيدية جزء لا يتجزأ من العيد، حيث يعطي الكبير الصغير ويمنح الجد العيدية لجميع أفراد العائلة، كبيراً أم صغيراً، وتتوالى الأدوار بمنح الكبار جميع صغار العائلة العيدية، والمستفيد دائماً هو اصغر أفراد العائلة سناً، والعيد في لبنان مناسبة خاصة لنسيان الهموم والتعب، فتقام فيه حفلات الزواج والأفراح، وتزدان الشوارع بالأضواء والزينة، ويعم الازدحام الأفران لصنع كعك العيد، إضافة إلى الحلويات الأخرى التي تقدم للضيوف والمهنئين. أما المساجد وبيوت الله، فتنطلق منها التواشيح الدينية والتكبيرات، وينطلق الصغار بملابسهم الجديدة إلى مدن الملاهي والألعاب لركوب المراجيح ودواليب الهواء. مساعدة المحتاجين عادات وتقاليد عيد الأضحى المبارك، لا تزال في البال، إذ يحرص جميع المسلمين، وفق الشيخ صالح محمد على تحقيق صلة الرحم والتقارب الاجتماعي والتواصل العائلي، حتى لا يشعر الفقير والمحروم بفقدان الفرحة، ويظهر ذلك في حرص الميسورين على العناية بالمحتاج، حيث يقدمون ما يستطيعون، أما أصحاب المحال الكبيرة والمؤسسات الواسعة فيوزعون بعض بضائعهم في شكل مساهمة على الفقراء والمساكين. ويقول محمد إن تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية ومنها لبنان خلال عيد الأضحى، لا تمنع أن لدى الشعوب وبعض الدول عادات وتقاليد تختص بها دون غيرها، وتبقى صلة الرحم واحدة فيها لأنها صادرة من التشريعات الدينية. ويوضح “في القرى يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، وغالباً ما يكون الرجال في كامل زينتهم من ملابس جديدة، أما في المدن فالاستعدادات متشابهة، لكن الصلاة تكون في مصلى العيد، حيث يلقي المفتي خطبة العيد، وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر نحو الحدائق والمتنزهات للابتهاج، والعبارة مبروك العيد، وكل عيد وأنتم بخير. ولا ينسى في هذا المجال انصراف بعض العائلات إلى تجهيز “كبش” العيد، وتوزيع لحومه على المحتاجين. “خرجية” العيد يقول حمد حلوم “عيد الأضحى له نكهة خاصة وطقوس وعادات جميلة في لبنان، وهي في مضمونها لا تختلف بين منطقة وأخرى، وان كانت العاصمة بيروت تحتفي به بشكل مميز، بحيث تنعكس مباهج الفرحة بهذه المناسبة الدينية المباركة. بالنسبة لي، وبعد أداء صلاة العيد في الجامع الكبير، استقبل الأولاد الذين يهنئوني بالأضحى المبارك، والصغار يطلبون مني “خرجية” العيد، حيث أوصيهم بعدم شراء المفرقعات التي تقلق الراحة وتؤذي البعض نتيجة للتهور وعدم الانتباه. ويؤكد حسين عطوي أن عيد الأضحى، يعتبر مناسبة لزيارة الأهل والأقارب، ومناسبة عزيزة على قلوب المسلمين نظراً لما يمثله من مودة وتعزيز لصلة الرحم، ففيه يجتمع الجميع، ويلتئم الشمل ونسيان الأحقاد والكراهية. ويقول محيي الدين حبلي إن عيد الأضحى يأتي في شهر ذي الحجة بعد وقوف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات، والعيد لا يعني الثياب الجديدة فقط، وإنما هو الصلة للأرحام والعطف على الأيتام والإحسان للفقراء والمحتاجين. ويؤيده أبو سعيد، ويضيف الفرحة بالعيد، فرحة للمسلمين جميعاً، لأنهم يتقربون به إلى الله بالخير والطاعة، فنجد في عيد الأضحى الكثير من أعمال البر والتقوى والإحسان، مثل ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها على المحتاجين، والمسلمين يكبّرون طيلة أيام التشريق حمداً وشكراً لله على ما رزقهم من خيرات وأنعام وبركات. ويرى عصام حمود أن في عيد الأضحى يبرز مدى الارتباط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع المتمسك بأصالته وعاداته المستمدة من الدين الإسلامي. العودة إلى الجذور يحرص اللبنانيون على العودة إلى جذورهم في هذه المناسبة، إذ يعود إلى البلاد من كان مسافراً، ويرجع إلى القرى من يعمل في العاصمة لتمضية العطلة، وكل ذلك بسبب الترابط الأسري القوي الذي يشكل عامل التلاحم وأواصر القربى والصداقة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©