سمية روبين: تمثيل الأدوار يُعلّم

قام براعم أكاديمية الأطفال المبدعين وهم يلبسون ملابس الإحرام بتطبيق مناسك الحج بصورة فعلية «الطواف، السعي، المبيت بمنى، وقفة عرفة و رمي الجمرات» حول نماذج مجسمات الكعبة وبئر زمزم وجبل عرفات وخيم منى، وسط هتافات عالية بالتلبية والتكبيـر من الأطفال تفاعلاً مع هذه الأيام الفضيلة، والتي توجه فيها ضيوف الرحمان إلى مكة لأداء فريضـــة الحج، عن ذلك تقول سمية روبين آندي المدير العام أكاديمية الأطفال المبدعين: لأننا نعتمد في الأكاديمية التعلم من خلال اللعب وتمثيل الأدوار مع الأطفال من 2-4 سنوات، فعندما نتحدث عن اللعب فإن أول ما يتبادر إلى الذهن على أنه ذلك العمل الذي يقوم به الإنسان بغرض التسلية وتمضية الوقت، واللعب بهذا المعنى يرتبط بالنواحي السلبية وبخاصة عندما نتحدث عن التعليم والتعلم والعملية التربوية، فإن هذا النوع من اللعب هو اللعب غير الموجه وغير الهادف، ولكن قد يكون اللعب موجهاً وهادفاً وذا قيمة تربوية عالية إذا ما استغل بطريقة صحيحة، ولهذا نحن في أكاديمية المبدعين نستثمر المناسبات الوطنية والدينية في تأصيل روح الانتماء وتنمية سلوك الأطفال وشخصياتهم. روح الانتماء تضيف ياسمين: هذا هو الهدف لمثل هذه الأنشطة والألعاب التعليمية، فهي تستخدم بغرض إنماء العقل عند الأطفال، وتذكر أن فعالية تقام للأطفال تروم تنمية العقل عند الطفل يجب أن تتوافر فيها ستة عناصر رئيسة على الأقل وهي: 1 ـ الأدوار: ففي تمثيل الأدوار يتم تحديد أدوار معينة للأطفال. 2 ـ القواعد والقوانين، حيث تسير وفق قواعد وقوانين محددة بصورة مسبقة ويجري الاتفاق عليها من قبل الأطفال والمشرفين عليهم. 3 ـ الأهداف: كل لعبة تعليمية أو تفعيل تطبيقي له هدف أو مجموعة أهداف يسعى اللاعبون ويتنافسون في تحقيقها. الطقوس: لكل لعبة نمط سلوكي متعارف عليه لا يتصل بالأهداف أو القوانين، إلا أنه لازم أوضروري لارتياح اللاعب للعب، والاستمرار فيه. 5 ـ اللغــة: لكل لعبة مصطلحاتها أوقاموسها الخاص لا يتصل بالأهداف والقوانين، ولكنها لازمة وضرورية ويجب تعلمها واستعمالها. 6 ـ القيمة أوالمعيار: لكل لعبة معايير نجاح معينة أوقيمة معينة. وبما أن تفعيل مثل هذه المناسك في الأكاديمية يتزامن مع مناسبة الحج، فإننا نعطي الأطفال بطريقة مبسطة لعب الأدوار وتمثيلها وكأنهم في مجريات الحياة الواقعية محاولين تحقيق تعميق المفاهيم الدينية في نفوسهم أهداف معينة ضمن قواعد وقوانين محددة تتناسب وهذه الفعالية وتعمل على إنماء شخصياتهم وتكوين سلوكهم. وفي ما يلي النقاط الأساسية التي ارتكزنا عليها والتي تظهر أهمية استعمال هذه الطريقة، وهي: التعليم بالعمل 1 ـ وتشرح ياسمين ذلك، وتقول: إن التدريس بطريقة تمثيل الأدوار ما هو إلا استمرار لما اعتاد الأطفال على أن يعملوه في حياتهم العادية للحصول على المعرفة، فالناس يتعلمون كيفية القيام بالأشياء عن طريق القيام بها، وهذا ما نطلق عليه اسم التعليم بالعمل Learning by Doing 2 ـ إن عدم وجود الحماس والرغبة في التعلم من أهم المشكلات التي تواجهنا في توجيه الأطفال وإضافة معلومة ما معهم، إلا إذا استخدمنا مثل هذه الأنشطة والتي تعمل على رفع درجة الحماس والرغبة عند الطفل المتعلم، خاصة إذا ما عرفنا أن الأطفال يحبون اللعب، وهم يتعلمون عن طريقه. 3 ـ إن هذه الطريقة تشجع عمليات التفكير والتحليل لدى الطفل. 4 ـ إن طريقة تمثيل الأدوار من الطرق الجيدة لتعليم الأطفال القيم الاجتماعية، كما أنها أداة فاعلة في تكوين وتشكيل النظام القيمي عند الأطفال وتكسبهم معايير السلوكات الاجتماعية المقبولة في المجتمع كالتنافس والتعاون وغيرها. 5 ـ تشجع الأطفال على الاتصال والتواصل في ما بينهم والتعلم مع بعضهم بعضاً بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والاجتماعية. 6 ـ نستطيع نحن مستخدمي هذه الطريقة، أن نتعامل مع مختلف فئات الأطفال بغض النظر عن قدراتهم، فهي طريقة جيدة للتعامل مع الفروق الفردية بين الأطفال. 7ـ نستعمل هذه الطريقة لحل المشكلات عند الأطفال وذلك وفقاً لمدرسة التحليل النفسي عند فرويد والتي انتهجتها الأكاديمية في تطبيق أنشطتها وفعالياتها.