الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استفتاءات «متعصبة» !

13 نوفمبر 2010 19:55
لا تزال الاستفتاءات في عالمنا العربي، تركن إلى عدم الحيادية والمعلومات المغلوطة التي تستهدف أحياناً تضليل الرأي العام والجنوح به نحو الوجهة الخطأ. فالعالم العربي يتعامل مع الاستفتاءات من منطلق الأهواء الشخصية والمصالح الخاصة، فكثيراً ما تلجأ جهة ما إلى “الإستسهال” والخروج بنتائج سريعة وغير دقيقة، بأسلوب سطحي يخلو من المصداقية ولا يمت إلى الحقيقة بصلة. من هنا نجد الكثير من الناس يشككون في أي استفتاء تجريه جهات عربية، في حين يصدقون أي استفتاء صادر عن جهة أجنبية، رغم أن بعض الاستفتاءات التي تأتينا من الخارج نراها تخص قضايا مهمة في مجتمعنا، بل تخص أسرار وخفايا الشارع والمواطن العربي، ومع ذلك نتعامل معها تحت شعار “عقدة الخواجة” ونحترمها ونصدقها، وهذا نتيجة عدم الثقة في بعض الاستفتاءات العربية على المستوى الرياضي أو الثقافي أو الإقتصادي أو الاجتماعي. ولايختلف الأمر بالنسبة للاستفتاءات الفنية التي تصدر أحكاماً ونتائج على أعمال درامية وسينمائية وغنائية، فنجد المشاهد العربي يعيش حالة من التخبط ويشعر أحياناً بالغباء، نتيجة اكتشافه أنه غير قادر على إصدار حكم منصف تجاه عمل فني شاهده أو سمع به، فنرى مثلاً إجماع المشاهدين على جودة مسلسل أو فيلم سينمائي، ونفاجأ باستفتاء تجريه مطبوعة صحفية أو قناة فضائية يهدم هذه الجودة فوق رؤوس المشاهدين، الذين يكتشفون أن الاستفتاء وصف هذا العمل بالتفاهة والسطحية، وعدم صلاحيته للعرض، الأمر الذي يصيب المشاهد بصدمة عقلية وبصرية، لدرجة أن البعض يعتقد أن هذا الاستفتاء قد أصدر أحكامه على عمل آخر غير الذي شاهدوه.. مما يضع المشاهد في حيرة، ونراه جالساً وقد استعصى عليه الفهم.. خاصة وأن الاستفتاء قد قلب موازين أحكامه، ووضع أعمالاً هابطة في القمة، وهبط بالأعمال الجيدة إلى القاع. كل هذا يجري نتيجة عدم الحيادية في استفتاءات العالم العربي، والتي دوماً ما تحمل بين ثناياها أحقاداً شخصية، وأهدافاً غير نبيلة، الأمر الذي يؤدي إلى إصدار أحكام ظالمة لأعمال درامية وسينمائية وغنائية، لصالح فنانين لا يستحقون الفوز في هذه السباقات السنوية. وكثيراً ما نرى استفتاءات خالية من المصداقية والنزاهة، نتيجة التعصب الذي سيطر على عقول الكثيرين، فنرى استفتاءات سورية تضع عملاً درامياً سورياً على قائمة أفضل الأعمال العربية لهذا العام، من جهة أخرى يخرج علينا استفتاءاً مصرياً ينحاز لأحد الأعمال المصرية ويضعها على رأس الاستفتاء، في حين تخرج علينا جهة خليجية وتضع عملاً خليجياً على القمة، وهكذا، حتى تحولت الاستفاءات في عالمنا العربي إلى “مولد وصاحبه غايب” في جريمة يتم ارتكابها في حق الإبداع، لتحقيق انتصار وهمي، وهذا يأتي بنتائج عكسية ضد نتاجنا الفني، مما يؤدي إلى تراجع صناعة الدراما، بعد أن اقتنع الجميع بأنهم الأفضل، من خلال استفتاءات موجهة وخادعة تقفز فوق أسوار المنطق، وتتجاوز خطوط الاحترام، وتطعن قلب المصداقية، وتنتهك عذرية المنافسة الشريفة! سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©