السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دايفيد هاملين: لا أبيع حلويات للأطفال ولكنني أقدم مشاهد غنية بالتجارب والمصاعب والانتصارات!

دايفيد هاملين: لا أبيع حلويات للأطفال ولكنني أقدم مشاهد غنية بالتجارب والمصاعب والانتصارات!
13 نوفمبر 2010 19:56
مرة جديدة، يعود دايفيد هاملين إلى موقع الحدث، فبعد أن جال العالم والقارات منتجا منفذا لحلقات «الهجرات العظمى» للحيوانات على تنوعها تحت شعار ابتدعه العاملون على البرنامج لشدة واقعيته وهو «خلق ليتحرك».. في كينيا وفي براري ماساي مارا، تحدثنا إلى هاملين المنتج الرئيسي في قناة «ناشيونال جيوجرافيك» العالمية والمنتج المنفذ لحلقات «الهجرات العظمى» التي بدأ بثها على «ناشيونال جيوجرافيك – أبوظبي» منذ أسبوع وتتابع لسبع حلقات كل ليلة أحد الساعة التاسعة ليلا بتوقيت الإمارات والثامنة مساء بتوقيت السعودية. دايفيد هاملين أراد لهجرات الحيوانات الملفتة في العالم على جمالياتها التصويرية، أكثر من لوحة زيتية ساحرة تبهرنا فنمضي وهي في بالنا، أراد أن يحث المشاهدين على التفكير أبعد من ذلك، لذا جاءت هذه الحلقات بمعلومات ووقائع وأسئلة تدفع في إعادة التفكير في ترحال هذه الحيوانات وأسبابه وظروفه ووقائعه التي سجلتها كاميرات الفريق في ظروف صعبة أحياناً وخطرة أحيانا أخرى. خلف مشهد السكون لتجمهر الحيوانات في البراري أو على الشاطئ -حيوانات البطريق في جزر الفوكلاند جنوب المحيط الأطلسي- ثمة رصد لمحاولات البقاء.. لا بل الصراع للبقاء في ترحال دائم.. أما السرطان الأحمر والفراشات المرتحلين فخلفهم أبعد من قصة صراع للبقاء.. فهناك أجيال منهم تموت وتخلق أخرى في الطريق.. لكنها تحمل في غريزتها مسار الطريق.. كيف ذلك؟ تحاول حلقات «الهجرات العظمى لترحال هذه الحيوانات الإجابة عن تساؤلات محيّرة لا بد من أن تطرح لدى مشاهدة البرنامج الذي صوّر على مدى ثلاثة سنوات في عدة قارات في العالم ليشكل أضخم إنتاج لبرنامج مماثل يرفض دايفيد الخوض في تفاصيل تكلفته وكذلك المسؤولون المرافقون لمجموعة من الصحفيين من مختلف أنحاء العالم تمت دعوتهم إلى ماساي مارا في كينيا وكانت «الاتحاد» بدعوة من قناة «ناشيونال جيوجرافيك أبوظبي». يقول دايفيد هاملين «كان لدي كلمة باتجاهين أو معنيين في بالي حين بدأت العمل على «الهجرات العظمى»، الأولى، «لفت الانتباه على نحو آسر» عبر ابتداع أمر يأخذك فعلاً في رحلة، والثانية عبارة «النوعية» التي يجب أن تأتي الأفضل من كل ما شاهدته سابقاً». هجرات تشبه اللوحة ويتابع «وبعدها، ما أردته للمشاهدين أكثر من أي شيء آخر هو تحديد مفهوم عبارة «الهجرة» من جديد، والتفكّر فيها من زاوية مختلفة.. وليس - كما أكرّر دائماً- مجرد تحركات لحيوانات جميلة تخرج بعد مشاهدتها وفي بالك «أنها تشبه اللوحة في تشكّلها»، إنما هناك حكاية في خلفية هذه المشهدية، حكاية عن الحياة والموت والإكراه والإلتزام والتضحية والنصر والخسارة. وكل هذه المشاعر هي جزء لا يتجزأ من كل هجرة تتمّ- بالنسبة لي. وهنا بوسع المشاهدين التفكير بالهجرات على أساس أنها تحمل معاني غنية وتجارب ومصاعب وانتصارات، ولم تعد هذه الهجرات لوحات بعد الآن، إنما هي تفكّر وإعادة النظر في كلمة «هجرة»». وقادنا التفكير بالهجرة إلى الحديث عن هجرات البشر على الرغم من الاختلاف التام وعدم التمكن عقليا من إلقاء صفات البشر على الحيوانات والعكس أيضاً، ولكن من المحفزات لهذا الحديث الهجرات المتواصلة للبشر بالآلاف والمئات.. والأوروبيون لديهم تجربة مع أهل الشرق النازحين بالمئات لا بل بالآلاف إلى أوروبا ومنهم إلى أميركا، ويرى دايفيد «أن هناك اختلاف، ولكن قد تدفعنا هجرات الحيوانات لإلهام معين يجعلنا نفكّر بالبشر وهي مقاربة جديرة بالاهتمام، فمراقبة هجرات الحيوانات ومعاينة مسيرتهم والتزامهم وغرقهم التام في الوصول إلى تحقيق مهمّتهم كأنها شيئ تريد القيام به.. وعليك القيام به.. وأنت ملزم به. ونحن البشر نفكر بعقلنا عن أنفسنا بأننا ملتزمون بفكرة.. ولكن- كما نعلم- قد نخرج لشرب القهوة مع أصدقاء ولا نقوم بتنفيذ هذه الفكرة إلا بعد مضي ستّة أشهر مثلاً. كما كل أحد يريد أن يؤلف كتابا عظيماً أو يصنع فيلماً عظيماً، ولكن قلّة من هم يقومون بذلك. لكن الحيوانات، خلال ترحالهم في حياتهم، ملتزمين جداً ومنساقين إلى درجة أن هذه الحيوانات تقدّم التضحيات وتندفع في الألم وتكره على فعل ذلك بأسلوب قد يلهمنا لملاحقة أهدافنا بمزيد من الاندفاع والحيوية». رحلة يائسة ويضيف «أما هؤلاء الناس الذين يرتحلون إلى أوروبا- وإن بطرق غير شرعية وسرية- فبالنسبة لي شخصياً، ثمة طريقة ربما لإعادة الأخذ بعين الاعتبار التضحية والأمل ونقاء النيّة التي تدفع بشخص للمخاطرة كما يخاطرون، وتحدي الموت كما يفعلون، في سبيل تجربة الوصول إلى أوروبا». وعمّا إذا كان الترحال يتمّ بسبب اليأس وفقدان الأمل، فيقول دايفيد: «الترحال عند الحيوانات ناشئ عن اليأس. وإنها رحلة يائسة بالتأكيد، فلماذا تغادر مكانها؟ فهذا صعب ويكلّفها بذل الكثير من الطاقة، فإنها تسير إلى المجهول، فلماذا من الممكن أن تقوم بذلك؟ ... حسناً إنها تقوم بذلك لأنها ستموت إذا بقيت في مكانها، لأن الفصول تتغيّر وليس هناك طعام كافٍ لذا فإنها تغادر لأن لا سبيل آخر لها وبسبب اليأس تحديداً إذا أردنا إلقاء صفة هي شعورية للبشر لدى وصفنا لترحال هذه الحيوانات. كما أن هناك سبباً آخر لهذا الترحال وهو غريزة البقاء عبر التناسل ونقل جيناتها لحيوانات أخرى، لأن هذه الحيوانات إذا لم تترك وتحاول البحث عن شريك فلن تحقق التناسل، وفي عودة لنظرية داروين ومن يجدها صحيحة فإن التناسل هو الذي يقودنا جميعاً». من أجل قضية نبيلة أما عن الأرباح التي يدرّها برنامج مماثل أمضى فريق العمل في إعداده وتصويره وإنتاجه نحو ثلاثة سنوات، راصداً تحركات هذه الحيوانات ودارساً لها، فيقول دايفيد هاملين «إن الأرباح التي نحققها من عروضنا أو جزءاً كبيراً منها- ولا أعرف النسبة المحدّدة بالتفصيل- تعود إلى جمعية «ناشيونال جيوجرافيك» التي هي منظمة غير ربحية. إذاً فإن مالنا يعود لها من أجل العلم والبحوث والاكتشافات. هذه الأموال تذهب منحاً وتؤمن استمرار البحوث حول العالم. وأنا أجد أن هذا الأمر رائع فعلاً وإنه أحد الأسباب التي تدفعني حين آوي إلى سريري للتفكير بأني أقوم بمشروع عظيم من أجل قضية نبيلة. وليس عليّ أن أقلق بأني أبيع شيئاً رهيباً سيئاً- فأنا لا أبيع الحلويات للأطفال، وأتأمل أنني أبيع هذه الفكرة حول رسالة «ناشيونال جيوجرافيك»، ملهماً الناس للاهتمام أكثر بكوكبنا، وهذا حقاً لأمر جميل أقوم ببيعه». وكونه كان أستاذاً في السابق، وإذا كان يعتقد بأنه يعلّم المشاهدين أيضاً بشكل ما، يقول دايفيد: «أعتقد إن أعجبنا الأمر أم لا، فإن التلفاز أستاذ وكل عرض يعلّمك شيئاً، وخصوصاً إذا كان المشاهدون أطفالاً، فإنهم سيسيرون بعد مشاهدة أي شيء على التلفاز، أي شيء أكان برنامجاً عنيفاً لا يناسب أعمارهم أو برنامجاً عن الطبيعة على قناة «ناشيونال جيوجرافيك» أو برنامجاً مخصصاً للأطفال ولتعليم الأطفال، والأمر سيّان معنا جميعاً لأننا جميعنا نتعلّم من خلال مشاهدة التلفاز، فإن التلفاز جزء مما يحدث، جزء من الأحداث. إذا ماذا أريد أن يحصل عليه الأطفال من مشاهدة هذا البرنامج؟ أولاً، أن يعلم الأطفال أن العالم الحقيقي ممتلئ بالأعاجيب وأن الطبيعة قد تلهم خيالهم. وثانياً، أن أحثّ الأطفال على أن يكونوا جيلاً أفضل منّا لجهة الاعتناء بالأرض... كوكبنا». لقطات حيّة واقعية عن تصوير حلقات «الهجرات العظمى» التي رصدت لها القناة أحدث التقنيات إلى درجة يشعر فيها المشاهد مع رؤية مشاهد تحرّك العديد من الحيوانات في هجرتها في البرّ وفي البحر،من ناحية اللقطات أو الألوان العالية الجودة، بأن ثمة شيء خيالي في اللقطات، فيقول دايفيد هاملين: «إنه ليسعدني أن اللقطات والمشاهد المصوّرة تلهم الخيال على صعيدين، الأول أنه عبور الجسر بين الواقعي والخيالي لجهة كيف تأسر عقل المشاهد، ولا مشكلة عندي في هذا الأمر لأنني أعرف أن ليس هناك أي لقطة مشغولة على الكمبيوتر كما لو أنها صور متحركة، إنما كلّها لقطات حيّة واقعية. وهنا أجد على صعيد آخر، إذا كانت هذه الصور الواقعية للطبيعة تدفع المشاهد للتفكير بروعتها وبهائها، فإنه لأمر رائع حقاً».
المصدر: كينيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©