الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميليشيا «الشباب»... عقبة أمام إغاثة الصومال

ميليشيا «الشباب»... عقبة أمام إغاثة الصومال
17 أغسطس 2011 23:32
في الوقت الذي وصل القحط والمجاعة في الصومال إلى أسوأ مستوياته خلال الشهور الأخيرة، تستولي ميليشيا "شباب المجاهدين" على محاصيل السكان وماشيتهم وتفرض عليهم ضرائب، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لهم... كان هذا ما جاء في تقرير نشرته منظمة "هيومان رايتس ووتش" يوم الاثنين الماضي. جاء في ذلك التقرير أيضاً أن الميليشيا المذكورة قد منعت منظمات الإغاثة الدولية من الوصول إلى المناطق التي يعاني سكانها من القحط والجفاف لأنهم"كفار" في نظرها، وطلبت من السكان البائسين الاعتماد على الله بدلاً من الاعتماد على المنظمات المذكورة، بل ووصل الأمر إلى حد أنها منعت السكان من الفرار من مناطق طلباً للنجاة. وقال أحد اللاجئين من منطقة "ساكوه" الواقعة تحت سيطرة "حركة الشباب" للباحثين التابعين للمجموعة الحقوقية المذكورة في مقابلة أجريت معه في شهر أبريل الماضي في أحد معسكرات اللاجئين في دولة كينيا المجاورة:"اعتقد أنهم يريدون من الناس أن يموتوا". وجاء في التقرير المشار إليه "أن تأثير الحظر الكامل الذي تفرضه ميليشيا الشباب على وصول المساعدات الغذائية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها كان مدمراً بالنسبة للتجمعات السكانية المتأثرة". وقال لاجئ آخر من منطقة "أفمادو" في شمال الصومال أول حرفين من اسمه"د. س" مشيراً إلى تلك الميليشيا:"هؤلاء الناس لا يقبلون أي نوع من المساعدات الإنسانية، ويقولون إن تلك المساعدات تأتي من الكفار، ونحن لا نريد أي شيء منهم". وقال لاجئ آخر من منطقة "باي" الحرفان الأوليان من اسمه "ت. ف" أجريت مقابلة معه في معسكر للاجئين في كينيا "إنهم يطلبون من الناس أن يعتمدوا على الله بدلًا من الاعتماد على وكالات الإغاثة". وقال هذا اللاجئ أيضاً إنه فر من المنطقة التي كان يسكن فيها بعد أن نفقت ثروته من الماشية التي كانت تتكون من 40 عنزة و20 رأساً من الماشية. وسبب عدم رغبة اللاجئين الصوماليين في إعطاء اسمهم كاملًا والاكتفاء بالحرفيين الأولين ترجع لأسباب أمنية. وكانت ميليشيا "شباب المجاهدين"، التي تسيطر على الجزء الجنوبي من الصومال، قد أعلنت الشهر الماضي أنها سترفع الحظر، الذي كانت قد فرضته في السابق على دخول منظمات الإغاثة الدولية إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها للسماح بوصول الطعام ومواد المساعدات الأخرى إلى السكان الذين يعانون من المجاعة والقحط، ولكنها تراجعت عن ذلك فيما بعد. وجاء في التقرير المذكور أن "ميليشيا شباب المجاهدين، قد انتهكت قانون الإغاثة الدولية من خلال منع المساعدات الغذائية من الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها. ووصل عدد منظمات الإغاثة الإنسانية التي منعتها 20 منظمة تتهم الميليشيا بأنها تنطلق في عملها من دوافع دينية وأيديولوجية". ويقدم التقرير صورة مروعة عن سكان يعانون من الجوع الشديد الناتج عن أسوأ قحط يضرب المناطق التي يعيشون فيها خلال عقود، والواقعين بين رحى الجماعات المسلحة التي تقاتل بعضها بعضاً من أجل السيطرة على المناطق. وجاء في التقرير أيضاً أن منظمة "شباب المجاهدين"، ليست هي وحدها التي ارتكبت انتهاكات، بل إن حكومة الصومال المؤقتة الضعيفة والميليشيات المتحالفة مع الحكومة ومع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، قد تورطت هي الأخرى في ارتكاب انتهاكات وحالات إساءة معاملة خطيرة تشمل القتل وتجنيد الأطفال للقتال، والاعتقالات غير القانونية، والهجمات بدون تمييز. ويذكر هنا أن الحكومة الصومالية، قد شنت هجمات على الميليشيا المذكورة لتوسيع نطاق المناطق التي تسيطر عليها. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن خمس مناطق في الصومال تتعرض للمجاعة، وتنبأت بأن الأزمة يمكن أن تزداد سوءاً خلال الشهور القادمة. وقامت المنظمة الأممية، ووكالات إغاثة دولية، ومنظمة "هيومان رايتس ووتش"، قد طلبت جميعها أن تقوم ميليشيا "شباب المجاهدين" بالسماح لمنظمات الإغاثة للوصول إلى المناطق المتضررة، وخصوصاً تلك الواقعة في الجنوب، وهي الأكثر تأثراً من غيرها بالمجاعة. والشيء الذي فاقم من حدة المجاعة، هو أن ميليشيا "شباب المجاهدين"، قد فرضت ضرائب على السكان في الجنوب من خلال مطالبتهم بدفع الزكاة، وهو التبرع الشرعي المفروض على كل مسلم. وقال اللاجئ الصومالي"د.س"، الذي سبقت الإشارة إليه في بداية المقال "إذا ما كنت تملك عنزات فإنهم يأتون ويأخذون العنزات، وإذا ما كنت تزرع قمحاً مثلاً فإنهم يأتون لأخذه عند الحصاد". ومما فاقم من محنة العائلات، التي تعيش في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الشباب أنها حرمت تلك العائلات من عمل النساء بسبب التفسير المتشدد الذي تعتمده لآيات القرآن. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قد أجرت مقابلات مع اللاجئين الصوماليين في المعسكرات الكينية في شهر أبريل الماضي كما أجرت مقابلات مع ممثلي منظمات الإغاثة الدولية والمسؤولين الصوماليين والكينيين والمسؤولين الأمميين في شهري مايو ويونيو. وجاء في تقرير "هيومان رايتس ووتش" أيضاً أنه في بعض الحالات تم اعتراض المساعدات الغذائية، التي كانت تريد تقديمها لسكان العاصمة مقديشو المحتاجين من قبل جنود الحكومة الصومالية المؤقتة. كما سلط التقرير الضوء على معاناة المدنيين في العاصمة من القتال الذي اندلع مؤخراً في مقديشو بين قوات الحكومة المؤقتة ومسلحي ميليشيا "شباب المجاهدين" الذين يتهمهم هؤلاء السكان بأنهم كانوا يستخدمونهم كدروع بشرية وأن الهجمات المضادة التي كانت تشنها قوات الحكومة المؤقتة كانت تتم من دون تمييز بين المدنيين (الدروع البشرية) ومقاتلي الحركة. روبين ديكسون جوهانسبرج - جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©