الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شغب لندن... مجتمع بريطاني «محطم»!

17 أغسطس 2011 23:33
تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاثنين بمعالجة ما سماه "المجتمع البريطاني المحطم" في وقت توقعت فيه الشرطة في لندن أن عدد الاعتقالات على خلفية أعمال الشغب، التي اندلعت الأسبوع الماضي يمكن أن يصل إلى 3000. وفي خطاب ألقاه على شباب بدائرته الانتخابية في أوكسفورد شاير، نفى كاميرون أن تكون التوترات العرقية أو الفقر أو التخفيضات التقشفية، هي المسؤولة عن تلك الأحداث. وزعم أن هناك نحو 120 ألف عائلة في بريطانيا لا تحترم السلطة، مشيراً بشكل خاص إلى الأولاد الذين تربوا بدون قدوة يمثلها أحد الذكور في العائلة على أنهم الأكثر عرضة لـ"الغضب والسخط". وقال رئيس الوزراء المحافظ: "إن أعمال الشغب هذه لم تكن تتعلق بالعرق: ذلك أن مرتكبيها وضحاياها من البيض والسود والآسيويين. كما أنها لم تكن تتعلق بتخفيضات حكومية: فقد كانت موجهة إلى المتاجر في الشوارع، وليس إلى البرلمان"، مضيفا ً"وأعمال الشغب هذه لم تكن تتعلق بالفقر: وهو أمر يسيء إلى الملايين من الناس، الذين لن يفكروا أبداً في جعل آخرين يعانون هكذا، مهما كانت الصعوبات التي يواجهونها". "كلا"، يتابع كاميرون، "إن هذا يتعلق بأشخاص لا يكترثون للخطأ والصواب، أشخاص لديهم قانون أخلاقي منحرف، أشخاص يعانون غياباً تاماً لضبط النفس". غير أن الخطاب -الذي انتقده البعض على اعتبار أنه يرسم الخطوط العريضة لمقاربة "الدولة المربية"- لم يتضمن سياسات محددة، وإن كان كاميرون قال إنه سيتم الكشف عنها خلال الأسابيع المقبلة. وقد حذر منافسون ومحللون من تبني حلول تبسيطية للمشاكل المجتمعية المعقدة التي سلط الضوء عليها أعمال الشغب التي بدأت في لندن ثم انتشرت بسرعة عبر انجلترا. وفي هذا السياق، قال "ريان بورن"، رئيس البحوث بمركز دراسات السياسة ذي النزعة المحافظة في لندن: "لا يوجد حل سهل لهذا لأن العديد من المشاكل متجذرة"، مضيفاً "إنك لا تملك عصا سحرية إذا حركتها تزول المشاكل. ولكنك لست في حاجة للتدخل في حياة الناس الشخصية حتى تحدث فرقاً". ويقول"بورن" أيضاً: "نعتقد أن الحلول تكمن في تقوية وتعزيز وحدة العائلة عبر تغيير النظام الضريبي من أجل تحفيز الناس على أن يتزوجوا ويبقوا متزوجين"، مضيفاً "إن العديد من الأطفال يعيشون بدون قدوة يمثلها أحد الذكور داخل العائلة، الأمر الذي يؤدي إلى السلوك السيئ". كما أشار بشكل خاص إلى التعليم، قائلًا إن المدارس ينبغي أن تمنح حرية أكبر في تقرير ما تعلمه بدلاً من أن تحصر في منهاج تعليمي وطني. ولكنه دعا أيضاً إلى معالجة معدلات القراءة "الصادمة" بين أقليات في المدن، وتدفق المهاجرين ذوي مستويات منخفضة من المهارات على بريطانيا. وفي هذه الأثناء، وصف زعيم المعارضة "العمالية" إيد ميليباند أعمال شغب باعتبارها جزءاً من موجة جشع وإجرام أكبر في بريطانيا، حيث أشار إلى مصرفيين أدت ممارساتهم إلى الأزمة المالية، وأعضاء في البرلمان غشوا بخصوص نفقاتهم، وصحافيي "نيوز أوف ذا وورلد" الذين كانوا يتجسسون على هواتف المواطنين البريطانيين للحصول على قصص مثيرة. "ميليباند" انتقد كاميرون لأنه لم يقيم التحديات المطروحة بشكل مناسب ويطلب مساهمة مجموعة واسعة من الناخبين. وفي هذا السياق، قال ميليباند: "يوماً بعد يوم، يكشف رئيس الوزراء عن نفسه وعن حقيقة أنه يبحث عن حلول سطحية وضحلة، وليس الحلول الدائمة التي تحتاجها البلاد بناء على حكمة وتبصر سكاننا"، مضيفاً "إن الأحكام السريعة والبسيطة تجلب حلولًا سيئة. وبالطبع، هناك مطالبة بتحرك سريع، ولكن سياسة جديدة في كل يوم، والأساليب المتوقعة لن تحل المشكلة". هذا وقد شكلت أعمال الشغب وما بعدها عبئاً كبيراً على قوات الشرطة البريطانية، التي تواجه تخفيضات في الإنفاق يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تسريح الآلاف من الضباط. والواقع أنه حتى أعضاء في حزب كاميرون "المحافظ" دعوه إلى التراجع، ولكنه رفض مثل هذه الدعوات في خطابه يوم الاثنين حتى في وقت أصبح فيه نطاق الاضطرابات أكثر وضوحاً. إلى ذلك، قال "تيم جودوين" قائد أكبر قوة في بريطانيا، ومفوض الشرطة اللندنية بالنيابة، إن الضباط مازالوا يعملون على مدار الساعة حيث يقومون بفحص صور كاميرات المراقبة ومتابعة التحقيقات لتحديد المتورطين في أعمال الشغب التي جرت الأسبوع الماضي. ويوم الأحد قال "جودوين" لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي”: "إذا نجحنا وحالفنا الحظ في نهاية المطاف، فأتصور أننا سنحيل 3 آلاف شخص أو نحو ذلك إلى المحاكم. ولكننا لم ننته من هذا الأمر بعد لأن لدينا الكثير جداً من الصور، والكثير جداً من كاميرات المراقبة، وكان ثمة الكثير من الأشخاص المشاركين". وحتى اليوم، تم توقيف 1580 شخصاً، 330 منهم أحداث. ومن أصل هذا المجموع، تم توجيه التهم إلى 923 شخصاً، في وقت اضطرت فيه بعض المحاكم إلى عقد جلساتها في الليل أيضاً من أجل النظر في الكم الكبير من القضايا التي تنتظر البت فيها. وقال متحدث باسم شرطة لندن: "إن الرقم يتغير باستمرار في وقت نواصل فيه جمع مزيد من الأدلة. لقد قمنا خلال الأيام القليلة الأولى باعتقال نحو مئتي شخص، ولكن ومع عودة الهدوء تدريجياً بدأنا نقوم باعتقال المزيد". إيان إيفانز - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©