يبرز الاختلاف بين الثقافات في شهر رمضان بالنسبة لقسم كبير من الهولنديين لكن روح الدعابة والبراجماتية التي تميز كلا الجانبين في هولندا تجعل الجو السائد خلال هذا الشهر تتميز باليسر والسلاسة· فتحت عناوين السلام ودعم العلاقات بين المؤمنين بعقائد دينية مختلفة بدأ الشهر بفعاليات عامة تم الربط بين أكبرها في امستردام وروتردام بشبكة فيديو· وحضر عمدة امستردام يوب كوهين ووزير الاصلاح الحكومي اتسو نيكولاي فعاليات العاصمة فيما حضرت وزيرة التعليم ماريا فان دن فعاليات روتردام· وتتملك الحيرة، عبد الله الزاكي وهو من أصل مغربي تعيش في مدينة ليدن ذات المناظر الخلابة، حيث ينسى الهولنديون، كل عام، أن المسلمين يصومون نهار رمضان· ففي مطلع الشهر يقابلونه بالتحية المعتادة عندما يدخل مكتبه حيث يعمل، وبالسؤال: ''هل لك في فنجان من القهوة؟''· وتأتي إجابة الزاكي التي يضطر لتكرارها خلال الاستراحات المعتادة طوال اليوم ''آسف إنه رمضان''· وبحلول منتصف الشهر يكون الهولنديون قد اعتادوا عليه ومن ثم يكفون عن عرض أي شيء عليه·
الرياضة والصوم
وللرياضيين من الرجال والنساء مشكلة خاصة حيث لا تعير الجداول الرياضية الاوروبية التفاتا لاحتياجات المسلمين في رمضان· ويقول فوبيه دي هان المدير الفني للفريق الهولندي لكرة القدم تحت 23 سنة إن المشكلة تبرز خلال التدريب حيث يدركها مع لاعبيه المهاجم على الخطابي وحارس المرمى خالد سنوه· وقد طلب الفريق نصيحة إخصائي تغذية وألغى تدريبات بعد الظهر بالنسبة للاعبين المسلمين·
ويرى قسم كبير من المسلمين استثناء إعفاء المسلم من الصوم في أيام المباريات·· ويقول والد اللاعب إسماعيل أيساتي وهو إمام مسجد أنه يأخذ بالرأي القائل أن الصوم ليس مطلوبا في أيام المباريات· ويقر دي هان بأنه استبعد لاعبين من اللعب في الفريق لهذا السبب· أما مدرب الملاكمة هاين ماندميكر الذي يدرب حسنو كوكاباس وهو من أصل تركي فيلاحظ مشكلة من نوع آخر ويقول موضحا ذلك ''إن معظم الصائمين يزيد وزنهم في رمضان لانهم يصومون أثناء النهار ثم يأكلون كميات أكبر من المعتاد عن الغروب ''وهذه تمثل مشكلة للاعب الملاكمة من الوزن الخفيف·
حوارات إسلامية غربية
وقد رتبت منظمة ''احتفالات رمضان'' سلسلة من المحاضرات تناولت موضوعات مثل ''اليهود والمغاربة في هولندا '' فضلا عن سلسلة كاملة تحت عنوان ''الاسلام والمسيحية''· وتقول كريسي اردينج التي ساعدت في تنظيم بعض المناقشات في امستردام أن تلك المناقشات اسهمت في تخفيف التوتر في العاصمة الهولندية والذي كان قد ارتفع بشدة بعد قتل المخرج ثيو فان جوخ في نوفمبر 2004 وتضيف ''الهدف كان الحوار والاقتراب من بعضنا البعض أكثر من إحضار إناس يعرضون آراء متعارضة، مضيفة أن المناقشات جرت في جو ودي بحضور قطاع واسع من مختلف أطياف المجتمع في امستردام·
عدد اليوم
