كرمت فرقة مسرح الشارقة الوطني مساء أمس الأول بمقرها في منطقة الشارقة القديمة الشاعر والمخرج السينمائي مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، ومدير مهرجان الخليج السينمائي، ومؤسس مسابقة أفلام من الإمارات بالمجمع الثقافي بأبوظبي.
حضر حفل التكريم محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة وأحمد الجسمي رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، ومحمد عبد الله عضو مجلس إدارة المسرح، بالإضافة إلى حشد من السينمائيين والمسرحيين والنقاد والإعلاميين الذين احتفوا بالشخصية المكرمة وأدلى بعضهم بشهادات شخصية حول الشوط المهم الذي قطعته السينما في الإمارات، والذي كان لأمرالله دور مؤثر وكبير فنقلها من ضفة الحلم والتمنيات إلى منطقة حيوية ومعاشة وملموسة بقوة، وهي نقلة ــ كما أشار معظم المتحدثين، حققت الكثير من الإنجازات للسينما الإماراتية في النطاق المحلي وفي نطاق المهرجانات العربية والدولية، سواء كان ذلك من خلال التنظيم الإداري الناجح والواعي من قبل أمرالله، أو من خلال الإسهامات الناضجة واللامعة التي ترجمتها أفلام السينمائيين الشبان في الدولة، وهي أفلام ــ كما قالوا ــ حققت للسينما الإماراتية مكانة مميزة بين الدول الأخرى الأكثر خبرة وعراقة في هذا المجال.
وكان أول المتحدثين في الحفل الفنان الدكتور محمد يوسف عضو مجلس إدارة فرقة مسرح الشارقة الوطني والذي أشار إلى أن مسعود أمرالله خطى الخطوة الأولى في المسيرة الصعبة التي انطلقت فيها السينما الإماراتية قبل عشر سنوات من الآن، والتي تحمل فيها أمرالله ــ كما أشار يوسف ــ عبء التجربة المبكرة والغامضة والمليئة بالتحديات، والتي باتت الآن تزاحم المجالات والفنون الإبداعية الأخرى في الدولة مثل المسرح والتشكيل والدراما التلفزيونية.
وتحدث بعدها كاتب السيناريو محمد حسن أحمد الذي أشار إلى السينما الإماراتية في بداياتها، حيث قال “كانت أقرب إلى النبتة الصغيرة والضعيفة التي كانت تحتاج لشريان من الماء والأمل، وتمثل هذا الشريان في مسعود أمرالله الذي بذل الكثير من وقته وجهده في سقايتها ورعايتها حتى وصلت لهذه القامة العالية”.
وتحدث بعدها الإعلامي والناقد السينمائي بشار إبراهيم الذي أشار إلى أن الساحة الثقافية والسينمائية خسرت مسعود أمرالله كشاعر مبدع وكمخرج مميز بعد أن قدم فيلما روائيا مبهرا في أواسط التسعينات بعنوان: “الرمرام” ولكن السينمائيين جميعا كسبوه كواحد من أهم المدراء لمهرجانات السينما في المنطقة.
كما تحدث علي الجابري المدير الحالي لمسابقة أفلام من الإمارات في مهرجان أبوظبي السينمائي مشيرا إلى أن تعاونه مع مسعود أمرالله يعود إلى العام 2001 وأنه استفاد كثيراً من خبرة وثقافة أمرالله السينمائية المتشعبة والكبيرة التي دفعت المخرجين الشبان إلى تطوير أدواتهم وتأكيد حضورهم وسط التجارب السينمائية في المنطقة.
أما الإعلامي محمد عبدالله فأشار إلى أن مسعود أمرالله نذر وقته وجهده للنهوض بالسينما المحلية وتبني المواهب الإبداعية الشابة التي قدمت أفلاما نعتز ونفتخر بها والتي فازت بجوائز مهمة في العديد من المهرجانات المحلية والإقليمية.
أما الفنان احمد الجسمي أكد أهمية سياسة التدرج التي اتبعها مسعود أمرالله في الاهتمام أولاً بالأفلام الروائية القصيرة ثم بالأفلام الوثائقية وأخيراً بالأفلام الروائية الطويلة التي باتت تفرض حضورها الفني والتجاري، وتمنى الجسمي أن يساهم المخرجون السينمائيون الشبان في تطوير الدراما التلفزيونية في الإمارات والدخول في حقل إبداعي مختلف يزيد من احتكاكهم ويثري خبراتهم البصرية والإخراجية.
عدد اليوم
