الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموسوي: عقلنا في القرون الوسطي·· وأرجلنا في القرن العشرين!

الموسوي: عقلنا في القرون الوسطي·· وأرجلنا في القرن العشرين!
21 أكتوبر 2006 23:52
حوار د· محمد يونس: أكد السيد ضياء الموسوي رئيس مركز الحوار بالبحرين ضرورة ترسيخ المواطنة والولاء للوطن وتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية موضحا أن الإجماع الوطني على شرعية الحكم والدولة والنظام والثوابت الوطنية يعد الركيزة الأولى للوحدة الوطنية بالإضافة إلى ترسيخ سلطة القانون والاحتكام إلى الدستور، ومؤسسات الدولة، وطالب بالعمل على حماية النسيج الوطني من القراءة المغلوطة للتاريخ مشيرا إلى أن بعض السنة والشيعة يلعبون كرة قدم تاريخية فيما بينهم، فنحن المسلمين عقلنا في القرون الوسطى وأرجلنا في القرن العشرين · وأعرب الموسوي -الذي يترأس الحملة الانتخابية لزوجته لدخول البرلمان البحريني - عن أسفه لتغييب المرأة عن المشاركة السياسية في مجتمعاتنا العربية، موضحا أن ذلك دليل واضح على ذكورية المجتمع، رافضا أن تكون المرأة مجرد قطعة ديكور في الأثاث السياسي· وفيما يلي نص الحوار ؟ دعوت إلى صياغة الوطن على أساس منظومة القيم الإنسانية من منظار مدني بعيدا عن الانتماء الإيديولوجي·· ألا ترى أنه من الضروري تضمن القيم الدينية في هذه المنظومة خاصة وأن كثيرا منها يؤكد فكرة حب الوطن والانتماء له؟ ؟؟ اعتقد نحن بحاجة إلى ترسيخ المواطنة والولاء للوطن والدعوة إلى شرعية النظام الذي نعيش تحت ظلاله وإلى خلق المجتمع المدني وهذا لا يتنافى مع الإسلام ولا يتنافى مع القيم فبإمكاننا أن ندخل القيم الإنسانية والقيم الأخلاقية ضمن القانون بأن تكون هناك مراعاة للظروف الموجودة في كل بلد، وفق سياقها التاريخي والثقافي، ولكن هذا لا يقودنا إلا إلى إلغاء قيم الآخرين من الأديان والمذاهب الأخرى، فكل شخص باعتقاده أن يمارس ديانته بشكل شخصي ولكن في نهاية المطاف يحتكم إلى القانون والميثاق الوطني والنظام الذي يعيش تحت ظله· ؟ في ظل التحديات التي تواجه مجتمعاتنا اليوم وتضعط في اتجاه تفجير النزاعات الطائفية والعرقية، تتزايد أهمية تعزيز الوحدة الوطنية على أسس ثابتة·· فما هي ابرز دعائم هذه الوحدة الوطنية وركائزها؟ ؟؟ أهم الركيزة للوحدة الوطنية هو الإجماع الوطني على شرعية الحكم وشرعية الدولة والنظام، والثوابت الوطنية، والركيزة الثانية تتمثل في ترسيخ سلطة القانون والاحتكام إلى الدستور، ومؤسسات الدولة من برلمان أو مجلس وطني، ونقابات وغيرها من المؤسسات التي تنظم العلاقة بين والمواطن والدولة، ويدخل ضمن هذه الركائز أيضا الاحتكام إلى الخيار الوطني إذا تعرض الوطن إلى خطر ما أو أزمة معينة وليس إلى الإيديولوجية التي قد تكون قادمة من الخارج سواء أكانت هذه المرجعية سنية أو شيعية أو مسيحية · كرة القدم التاريخية ؟ ذكرت في أطروحاتك أكثر من مرة أن التاريخ هو الذي يلعب في حاضرنا··· ماذا تقصد بذلك ؟ ؟؟الإشكالية التي نعيشها هي إشكالية تاريخية، وكما يقول أحد الفلاسفة الفرنسين من يريد أن يعمل سياسيا بطريقة صحيحة يجب أن يقرأ التاريخ بشكل صحيح، ومشكلتنا أننا لا نقرأ التاريخ بشكل دقيق ، ففيه إضاءات كثيرة إسلامية وإنسانية ولأديان كثيرة، واعتقد أن الحضارة هي عبارة عن منتوج بشري مشترك ، للأسف الشديد بعض السنة والشيعة يلعبون كرة قدم تاريخية فيما بينهم، كل واحد يريد أن يسجل أهدافا في مرمى الآخر، فبعضهم يقول نحن أقوى والبعض الآخر يقول لا نحن في القصة الفلانية أقوى ولدينا أدلة أكثر، وهكذا يلعب التاريخ في حاضرنا ويمزقه وهذا يؤدي إلى خلق جدار أيديولوجي يحول دون صناعة المستقبل· إعادة قراءة التاريخ ؟ إزاء ذلك هل نحن بحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ أم إلى إعادة كتابته؟ ؟؟ الاثنان: إعادة كتابة التاريخ لأن تاريخنا مفخخ به روايات ملغمة قد تتفجر قنابل في أوساطنا وفي نسيجنا الاجتماعي: وإعادة قراءته، لأننا اعتدنا أن نقرأ قراءة تبخيسية، فلدينا أحكام مسبقة عن الآخرين دون أن نراهم أو نعاشرهم، أو نقرأ عنهم، هذه مشاكل تاريخية لعبت فيها السياسة والدكانين التاريخية، لذلك نحتاج أيضا إلى قراءة نقدية للروايات التاريخانية، أي الصالحة إلى تاريخ معين والتي يجب ألا نقتطعها من سياقها التاريخي إلى الحاضر، لذا اعتقد أن التاريخ فعلا لا يزال يلعب في حاضرنا، فنحن المسلمين عقلنا في القرون الوسطى وأرجلنا في القرن العشرين! ؟ العجيب في الأمر أننا أبدعنا في علوم شرعية منها علم الرواية وعلم الحديث وعلم الجرح والتعديل أي أننا لدينا أسس منهجية لكتابة التاريخ بشكل علمي، ألم ينعكس ذلك على كتابة التاريخ؟ ؟؟ انعكست بلا شك، في الدولة الأموية ثم العباسية إلى أن جاءت الدولة العثمانية وما شهدته من صراعات وكل ذلك خلق لنا إشكاليات كثيرة بالتالي المشكلة ليس فقط في الرواية أو التاريخ وإنما أكبر من ذلك وأكثر اتساعا· أين ابن خلدون الجديد؟ ؟؟ يضيف محدثنا أننا لا نجد من واقعنا الكثير من الإضاءات التي شهدها تاريخنا· فأين ابن خلدون الجديد وأين الفارابي الجديد وابن رشد الجديد صاحب العقل المنفتح؟ فنحن في الألفية الثالثة نزداد تراجعا·· نحن ضعاف مهوسون ببعض أخطاء الغرب، فلابد أن نعيد قراءة التاريخ قراءة إنسانية لأنها أكبر مظلة تجمع بين البشر، والله تعالى يخاطب الرسول بقوله ''وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين'' ولم يصفه تعالى رحمة للمسلمين فقط ؟ ، في حين أن بعض خطباء الجمعة يغفلون كل ذلك ويقولون: نحن أمرنا أن نقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله· بينما الله تعالى يقول '' لا إكراه في الدين'' ويقول أيضا '' أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين'' ويقول '' إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر''· ؟ تترأس مركز الحوار في البحرين·· لأي مدى يركز المركز على ترسيخ ثقافة الحوار وأدب الاختلاف·· وعفوا لا أريد نظريات أرجو أن تحدثني عن آليات وخطوات عملية يقوم بها المركز؟ ؟؟ المركز لا يزال في البداية ولكن بدأنا في عدة خطوات عملية لترسيخ ثقافة الحوار بخاصة بين النشء والشباب، فقد شجعنا شابا موسيقيا على عزف مرسية في ذكرى جلالة الملك فيصل، كما شجعنا طفلا صغيرا على رسم صورة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، كما تم إعداد مرسية عنه· ؟ نفهم من ذلك أنكم تعتمدون الفن طريقا للحوار ؟ ؟؟ نعم فللأسف نجد حديثا مطولا عن التقريب بين السنة والشيعة وهذا مهم ولكن الأهم هو ذلك التطبيع الاجتماعي الحقيقي، فعندما يدعو أحد الطرفين إلى لقاء الطرف الآخر في بيته، ويصلي معه، تنتج عن ذلك علاقة أكثر قوة، وفي الوقت نفسه لا حد ملزميا بمقدسات الآخر، وما يؤمن به· البعد عن الجدل العقيدي يضيف محدثنا: أوصى الشباب العربي والمسلم بعدم الدخول في الجدل العقيدي لأن ذلك لا ينتهي، فنحن نلتقي تحت المظلة الوطنية أو الإنسانية وعلى عشرات المشتركات، ففي الغرب ألم يكن هناك حرب بين الكاثوليك والبروتستانت وأريقت دماء كثيرة، وقد شاهدنا بعضها في ايرلندا الشمالية، الآن انتهى ذلك وحدث اتفاق على الثوابت والمشترك بين جميع الأطراف· فما المشكلة في التزاوج بين السنة والشيعة؟ وماذا يمنع إيجاد مؤسسات مشتركة تخدم الوطن، ولماذا لا نعطي فرصة للمفكرين المستنيرين لشرح هذه الأمور وإيضاحها؟ رئيس حملة زوجته ؟ ذكرت أنك رئيس الحملة الانتخابية لزوجتك·· هل هذه محاولة عملية منك لإنصاف المرأة المسلمة، وهل هي المحاولة الوحيدة أم أن هناك جهودا سوف تستمر في هذا الصدد؟ ؟؟ ابتسم محدثنا قائلا : فيما يتعلق بجزئية بترشيح زوجتي للبرلمان، فيؤسفني ألا تفوز امرأة في برلمان عربي، فهذا دليل واضح على ذكورية المجتمع وتخلف كثير من النخب العربية والإسلامية لأن المرأة أصبحت قطعة ديكور في الأثاث السياسي الموجود، ولا يليق بها ذلك· بالنسبة لزوجتي أجد أن المسألة عملية، كنت أتناقش معها وهي كانت مقتنعة جدا بأهمية الترشيح للبرلمان البحريني، تناول النقاش انه ربما لا تفوز، وهي ذكرت في تصريح لها أن نجاحها يحتاج إلى معجزة، ولكن ما يهمنا أن تصل الرسالة للمجتمع أن هناك انسجاما بينا في هذا الأمر أي بين عالم دين وزوجته في هذه المسألة وأيضا انسجاما مع الدين نفسه الذي لا يمنع من ترشحها للبرلمان· وثانيا: نعلق الجرس في رقبة الأسد وإذا حدث ذلك نبدأ التغيير وإذا لم تنجح اليوم قد تنجح بعد 4 سنوات أو ثماني أو أكثر، ولكن المهم أن نكسر التابو الذي خلق وقدس وليس من الإسلام في شيء، فلابد من إشراك المرأة في عملية التنمية بشكل حقيقي، فالمرأة تفاحة من الجنة وطريقنا إلى الحضارة· مع تأكدينا على أهمية دورها الأسرى، فلا يوجد هناك تعارض، وأنا أؤمن بالولاية العامة للمرأة أيضا وهي إشكالية فقهية· ؟ بما ذلك تولي المرأة لقضاء؟ ؟؟ ليس فقط القضاء بل أني أرى أنها يجوز للمرأة - وفق تأصيل فقهي إسلامي- أن تتولى رئاسة الدولة· عالم الدين والسياسة ؟ علاقة عالم الدين بالسياسة إشكالية تبحث عن معالجة·· البعض يرى ان السياسة تفسد عالم الدين والبعض الآخر يرى أن السياسة جزء من عالمنا يجب على عالم الدين ان يحيط به·· كيف تنظر إلى هذه الإشكالية؟ ؟؟ عالم الدين يجب أن يفهم السياسة وليس من الضرورة أن يدخل نفسه في كل دهاليز السياسة، عالم الدين جزء من المجتمع ولكن المشكلة في العالم العربي، أن عالم الدين يدخل في السياسة وفي الاقتصاد والاجتماع أي انه يفتي في كل شيء، فكيف يفتي في الموسيقى في حين أن عمره ما سمع معزوفة موسيقية، مشكلتنا في العالم العربي إدخال عالم الدين وإقحام الدين في كل صغيرة وكبيرة، نعم لعالم الدين موقف أو رأي في عالم السياسة ولكن يجب ألا تأخذه السياسة فيصير الدين سياسة والسياسة دين، فكما يقول الإمام محمد عبده أعوذ بالله من كلمة ساس وسياسة وسائس ومسوس·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©