أسماء الله الحسنى

الخبير القاهرة - أحمد مراد: الله تعالى لا يخفى عليه في الملك والملكوت شيء إلا ويكون علمه تعالى محيطا به فهو عليم واذا اضيف الى العلم الخفايا الباطنة فهو بذلك خبير ويقول د محمد داود -استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس-: ورد هذا الاسم في القرآن الكريم اكثر من مرة منها قوله تعالى: ''وهو اللطيف الخبير'' وقوله ايضا: ''والله بما تعملون خبير'' والخبير هو العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته وهو المراد بقوله تعالى: ''فاسأل به خبيرا'' يُقال فلان خبير بهذا الامر وله به خبرة وهو اخبر به من فلان اي اعلم والخبير في صفة المخلوقين تستعمل في العلم الذي يتوصل اليه الانسان بالامتحان والله منزه عن ذلك فالخبير -عز وجل- هو العالم بدقائق الاشياء على ما هي عليه، وهو الذي لا تعزب عنه الاخبار الباطنة ولا يخفى عليه في الملك والملكوت شيء إلا ويكون علمه تعالى محيطا به فهو العليم ولكن العلم اذا اضيف الى الخفايا الباطنة سُمي خبرة وسُمي صاحبه خبيرا، ومن لطفه بعباده ورحمته بهم أن اخبرهم انه خبير بأعمالهم اي عليم ببواطنها وبالنيات ومن الناس من لهم اعمال ظاهرها جميل وباطنها قبيح كالمنافقين والمرائين فاخبرهم الله ان من اخص صفات الالوهية العلم بالنوايا والخبرة ببواطن الأمور ويضيف د داود: وهو سبحانه وتعالى خبير بخواص الذرة وإمكان تحطيمها وتفجيرها وما يتمخض عن ذلك من قوى مدمرة أو نافعة، وهو خبير بذلك قبل ان يخلق السماوات والارض وهو خبير بالوقت الذي قدر ان يمنح البشر فيه العلم بذلك فلما جاء الوقت المحدد هدى البشر الى هذا السر الذي ظل مطويا طوال هذه الاجيال ليترتب على كشفه ما قضى الله ازلا ان يترتب عليه في آخر الزمان، وكم في الطبيعة من اسرار لا يزال البشر يجهلونها ولكن الله تعالى خبير بها محيط بدقائقها وسيجليها لوقتها يوم تقضي الحكمة الالهية بتجليتها ليمكن الانسان من السيطرة على قوى الطبيعة ويسخر له ما يشاء تسخيره من اسرار الوجود ويضرب د داود مثلا لصفة الله الخبير فيقول: يقف آلاف المصلين في كل وقت فينظر سبحانه وتعالى الى قلوبهم كأنهم قلب رجل واحد، ولا يخفى عليه ما يجول في كل قلب وما يهجس به كل خاطر، وما توسوس به كل نفس فيجازي كل مصل على قدر اخلاصه وقربه واقباله على ربه وخشوعه فصلوات المصلين تكاد تكون متماثلة في مظهرها الخارجي اما في روحها فهي مختلفة اشد الاختلاف ولا يقدر هذا الاختلاف إلا الله العليم الخبير عز وجل·