الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من فقه الدين والدنيا

21 أكتوبر 2006 23:54
صلاة العيد وفرحته القاهرة ـ أحمد محمود: ارتبطت الأعياد في الإسلام بمواقف مشهودة وعبادات جليلة، فهناك عيدان سنويان هما عيد الفطر ويرتبط بشهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى ويرتبط بمناسك الحج المقدسة وحول استقبال واحتفال الرسول صلى الله عليه وسلم بالعيد يقول الدكتور محمد المسير -أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ''قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر'' ويشير د المسير إلى أن اظهار السرور في العيدين مندوب، وذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده، لترويح البدن وبسط النفس بما ليس محظوراً ولا شاغلاً عن الطاعة من آداب الصوم، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبوبكر رضي الله عنه فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله؟ فاقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: دعهما'' وفي بعض الروايات للحديث إنه كان مع الجاريتين دف كما في مسلم أو دفان كما في النسائي فلما رأى النبي ''صلى الله عليه وسلم'' ذلك لم ينكره على عائشة بل اضطجع وحول وجهه عنهما لأن مقامه يجل عن الاصغاء لذلك، وبعد فترة دخل الصديق، فانتهر ابنته لإقرارها الغناء في حضرة الرسول الكريم وظن أنه نائم، فقال له الرسول: دعهما يا أبا بكر وقال: ''إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا''، أي إنه يوم سرور وبهجة شرعية فلا ينكر فيه هذا القدر من اللهو المباح أما الغناء المعاصر فهو قائم على الدنس والابتذال، وهو معول هدم للقيم وتفتيت لبناء المجتمع بوسائل الرقص الفاضح والغناء الماجن، وهذا ما لا يمكن أن يقره الفعل الراشد فضلاً عن الدين الحنيف· وعن صلاة العيد وهدي النبي ''صلى الله عليه'' وسلم فيها يشير د المسير إلى أن من هدي رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' أن يشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد حتى ولو لم يؤد البعض الصلاة لعذر شرعي ويضيف د المسير: وجابر بن عبدالله رضي الله عنه يصف لنا صلاة العيد مع الرسول الكريم فيقول كما في مسلم: ''شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن، فقال: تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم، فقامت امرأة من واسطة النساء سعفاء الخدين -أي من خيارهن- فقالت: لم يا رسول الله؟ قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطهن وخواتمهن'' ويوضح د المسير: وصلاة العيد ركعتان يكبر في الأولى سبعاً سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمساً سوى تكبيرة القيام وتجوز جماعة وعلى انفراد ووقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها ويخطب الإمام بعدهما خطبتين يكبر ندبا في افتتاح الخطبة الأولى تسعاً ويكبر في افتتاح الثانية سبعاً، وليس لصلاة العيد أذان ولا إقامة وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم· وعن تكبيرات العيد وما كان يفعله رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' يقول د المسير: العيد في الإسلام يختص بالتكبير من كل المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً من ليلة العيد، إلى أن يدخل الإمام في صلاة العيد، وسواء في ذلك المساجد أو المنازل والأسواق وغيرها فالتكبير إعلان عن شكر الله عقب أداء العبادة أو قبلها ولهذا جاءت السُنة النبوية باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات المكتوبة، ويؤكد ذلك قوله تعالى: ''فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون''، وقوله: ''ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم'' ويقول ابن عباس: كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير وفي رواية أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة، كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويوضح د المسير إنه لأهمية هذا التكبير، كان من هدي رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' أن يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من آخر حتى تتردد بين جنبات الكون تكبيرات المسلمين والأفضل أن يتناول المسلم شيئاً قبل خروجه لعيد الفطر ليقطع أثر الصوم وفي الحديث المتفق عليه: ''كان صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات'' والأمر يختلف في عيد الأضحى، فلا يأكل شيئاً قبل الصلاة حتى يعود منها، ويأكل من أضحيته التي يذبحها في عيد الأضحى بعد عودته احتفالاً بهذا اليوم المشهود
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©