واشنطن - لندن- وكالات الأنباء: مع تصاعد الجدل حول الاستراتيجية الأميركية في العراق، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أنه سيجري ''كل تغيير ضروري'' في التكتيكات رداً على تصاعد العنف في العراق ، معترفا بأن السعي إلى فرض الاستقرار في بغداد لم يجر كما هو مخطط وذلك في وقت أجرى فيه لقاء بدائرة تلفزيونية مغلقة مع نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد وكبار مسؤولي البيت الابيض والمسؤولين العسكريين في العراق· فيما كشفت فيه صحيفة ''الجارديان'' البريطانية أن لندن وواشنطن تدرسان ثمانية خيارات لتجاوز المأزق العراقي في ظل تأييد بريطاني لبحث هذا الامر مع سوريا وإيران·
واقر بوش في خطابه الإذاعي الاسبوعي بأن الهجمات تصاعدت بصورة كبيرة في الاسبوعين الاوليين من شهر رمضان، وبأن الاسابيع القليلة الماضية كانت صعبة على الجنود الاميركيين في العراق والشعب العراقي· وشدد على أن الحملة التى يشنها ''الارهابيون'' في العراق لخفض معنويات الرأي العام الاميركي لن تنال من عزيمته على المضي قدما لاكمال المهمة في العراق· وأشار بالاسم إلى قناة ''الجزيرة'' الفضائية القطرية في قوله أن الهجمات العسكرية للارهابيين تترافق مع حملة دعائية عدائية·
وأصر بوش على انه منفتح دائماً على إجراء تعديلات على التكتيكات ،ولكنه أدان دعوة الديمقراطيين تصحيح المسار بوصف ذلك أسلوباً يؤيد التشكيك من أجل إلحـــــــاق الهزمية·
واقتبس الرئيس الاميركي من الجنرال وليام كولدويل قوله إن الحملة الامنية المستمرة منذ شهرين على العنف في بغداد من خلال التعزيزات الكبيرة للقوات الأميركية لم تلب التوقعات بشكل عام· واضاف بوش ان الجيش الاميركي يعيد دوماً تقييم اسلوب إدارته للحرب·
ومن جانبها، قللت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من اهمية المشاروات التى يعقدها بوش مع الجنرالات الاميركيين بشأن الوضع في العراق· وقالت رايس خلال زيارتها لموسكو إن هذا الاجتماع لا يؤشر إلى اعادة تقويم الاستراتيجية العسكرية الاميركية في العراق·
وذكرت صحيفة ''الجارديان'' أن هناك 8 خيارات تدرسها واشنطن ولندن،وقالت إن من بين هذه الخيارات انسحاب قوات التحالف وانتهاء بتعزيز القوات العسكرية مروراً باشراك سوريا وإيران في ايجاد حل والرغبة في استبدال رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي ·
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في وزارة الخارجية البريطانية قوله إن الانسحاب الفوري للقوات الاميركية والبريطانية يبدو مستبعداً· وأشارت الصحيفة إلى امكان سحب القوات البريطانية فقط، والتى يبلغ عددها نحو 7 آلاف جندي يتمركزون في الجنوب ذي الغالبية الشيعية·
ورجحت الصحيفة اعتماد الانسحاب التدريجي وخصوصا أنه النهج الحالى الذي تتبعه واشنطن ولندن، ولكنه يظل رهنا بوضع القوات العراقية ، وقالت الصحيفة إن لندن وواشنطن لن تكشفا عن البرنامج الزمني لانسحاب تدريجي لمنع المتمردين من تكثيف اعمال العنف· ولكنها ذكرت أيضاً ان الاميركيين قد يرسلون تعزيزات على المدى القصير في محاولة للتصدي لموجة العنف الراهنة لحفظ ماء وجه بوش الذي كرر أنه لن ينسحب من العراق على وقع هزيمة· والخياران الاخيران يقضيان بتعيين ''رجل قوي'' يستطيع ارساء النظام مجددا او بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات وهو الاقتراح الذي اكد الرئيس الاميركي معارضته له·
عدد اليوم
