السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العود سيّد الطيب خديجة الكثيري

العود سيّد الطيب خديجة الكثيري
22 أكتوبر 2006 00:47
تصوير: عمران شاهد وأنس قني العود سمة من سمات البيت والشخصية الإماراتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، ولهما مكانة خاصة حرص عليها أهل الإمارات وتمسكوا بها، لأنها تمثل أساس كرم الضيافة الخليجية التي يتوارثها المواطن الإماراتي· والعود من الطيب يتبخر به بعد أن يقطع الغصن، والجمع عيدان وأعواد· ويستعمل العود الرجال والنساء على السواء في جميع المناسبات· وللعود أدوات وأماكن لحفظه فهو من الأشياء الثمينة لذا يحفظ في حقائب خاصة، ولا يتم تعريضه للشمس أو الهواء حتى لا يفسد ويتلف· شجر معمر العود يستخلص من شجرة لا يزيد ارتفاعها عن خمسة أمتار· وتعمر شجرة العود ما بين أربعين إلى خمسين سنة· وعندما تكون شجرة العود سليمة تكون أخشابها بيضاء اللون بدون رائحة، وإذا أصابها المرض يتغير لون الخشب إلى الأسود· ويحتل العود الهندي المرتبة الأولى من حيث الجودة والرائحة العطرة وقد قل وجوده حاليا لكثرة الطلب علية وارتفاع ثمنه، ويأتي في المرتبة الثانية أو الموازية له العود الكمبودي الذي يمتاز برائحته العطرة وثقله ومتانته، ثم عود لاوس الذي يمتاز أيضا بقوة الرائحة وطول مدة بقائها في الملابس، وبعد ذلك تشتهر دول آسيوية عديدة بنوعيات جيدة من العود ولكنها أقل جودة من العود الهندي والكمبودي· أسعار ودرجات وتختلف أسعار العود بشكل عام وتتفاوت حسب درجته ونوعه· ويوزن العود بالكيلو جرام والتولة وهي وحدة وزن هندية تستعمل في وزن العطور والأشياء الثمينة· وتحرص جميع فئات المجتمع الإماراتي على اقتناء العود دون استثناء مهما كانت قدراتهم المالية· ولتمييز العود الجيد من الرديء، لا بد من وزنه وشمه مع ملاحظة درجة لمعانه، ولصعوبة فعل ذلك يتعرض الكثيرون للغش، ولا يصل الشخص الى جودة نوعية العود إلا عند حرقه للتطيب به· أما البخور فهو يعتبر من أنواع العود، وهو من ضمن الروائح العطرية، وقد اهتم به أهل الإمارات خاصة المرأة الإماراتية، فهي تجيد صنعه في المنزل، وهو أنواع ، منه ما هو محضر من بقايا أعواد العود المخلوط بالمسك أو غيره من الاطياب الجافة والسائلة· والمميز في البخور هو التداخل الغريب في تركيبته، حيث يضاف إليه العود والمسك والعنبر والزعفران وأزهار الرائحة وقطرات من العطور الفرنسية، وبعد خلطه وتجانسه يترك ليجف فيدور كرات أو يفرد كمربعات، ثم يحرق في المباخر ليعطر البيوت والأجساد· وفي كثير من الأحيان قد لا نصل في نهاية استخدامه إلى الرائحة التي نريد ودائما ما تختلف أذواق الناس حول رائحة البخور، في حين تتفق جميعها على رائحة العود الأصلي· لذلك لا يقدم البخور للضيوف ولا يحل محل العود، ويقتصر استعماله على أهل البيت الى جانب العود· المبخر والمبخرة المبخـرة هي المبخر وهو الحامل الهرمي الذي توضـع فوقـه الملابس لتتشبع بعبق روائح البخور المنبعث منه· المبخرة أنواع وأشكال· فقديما كانت تُصنع من جريد النخل بعـد ''سَحْلِه'' أي إزالة السعف عنه وتنظيفه من الشوك، وشرخه وتليينـه بالنقـع في المـاء· بعد ذلك كانت تُجدل شرائح الجريد وتُشَبَّك بشكل هندسي، ويترك بها فتحات لها فائدة في تمرير رائحـة البخور··· ويكسى المبخر بصفيحة معدنية من الداخل لحمايته من تأثير النار· كما كان المبخر قديما وفي الصناعات التقليدية يصنع من الجص والفخار وبعد ذلك أصبح يصنع من المعدن والخشب، ويدخل الجير والنحاس في صنعه، كما يصنع من السراميك· وللزينة هناك مباخر تصنع من الكريستال والحديد الخفيف، في حين تزين العديد من الأشكال والأنواع الخاصة بالمباخر بنقوش تشكيلية وزخرفية خاصة لتعطي منظرا جميلا لشكل المبخر، يزيد من الاستمتاع برائحة البخور والعود المنبعث منه· وتستورد المباخر من دول عديدة عربية وآسيوية بعد أن تعددت استخداماتها وأشكالها وأهميتها، وتوقفت صناعاتها التقليدية· وتختلف أسعار المباخر حسب قوتها وصلابتها وشكلها، وتبدأ من سعر 3 دراهم للمباخر الفخارية القديمة والصغيرة وتصل إلى الألوف عندما تضاف إلى المبخر نقوش مذهبة وزينة· وهناك مباخر خاصة للبيت، وأخرى خاصة لتبخير الضيوف، وثالثة خاصة لتبخير الملابس· ويفضل الشكل القديم المغطى بأكمله وفيه فتحات صغيرة لانبعاث الرائحة وللمحافظة على الملابس ، وحفظها من الاحتراق· كما توجد مباخر كهربائية لا تحتاج إشعال الفحم، بل تترك لتشتعل بالكهرباء· وهناك مباخر صغيرة خاصة بالسيارات تعمل على بطارية السيارة بنفس الطريقة· إن وجود المبخر في حياتنا أمر ضروري ولا يخلو بيت أو مكان إقامة وجلوس من وجود هذا الحامل الهرمي للرائحة الطيبة· خطوات عملية لعملية التبخير طقوس وخطوات لا بد من اتباعها، وذلك بوضع العود أو قطعة البخور على الفحم المشتعل في المبخر، لتحترق وتنتشر رائحة الدخان العطرة· وهناك خطوات خاصة متعارف عليها ومنشودة عند التبخر بالعود أو البخور اوعند تقديمه للضيوف أو استخدامه في البيت· ففي مجالس الضيوف نجد أن الذي يقدم العود في المبخر وفي المناسبات هو في أغلب الأحيان صباب القهوة، أو واحد من أفراد الأسرة ممن يقدمون الفوالة في المجلس، أما صاحب البيت فيندر أن يقوم بهذه المهمة· تقديم المبخر يكون بطريقتين الأولى في حالة وجود شخص كبير في السن أو شخصية مهمة، فإن المبخر يقدم له أولا· أما الطريقة الثانية فتكون بأن يبداء حامل المبخر بأول شخص من الجالسين يمنة الى نهاية الصف، ويستثنى من ذلك صغار السن· وفي أغلب الأحيان يدور المبخر على الضيوف ما بين مرتين إلى ثلاث مرات، فتظل رائحة العود عالقة بالثياب والغتر والبشوت مدة طويلة، وإذا كان المكان كبيرا فيقدم العود للجميع سواء كانوا جالسين أو واقفين· أما طريقة استخدام المبخر في البيت، فهي قاصرة على أهل البيت فقط، حيث يوضع المبخر تحت الأقدام لتبخير الثياب· كما تبخر المرأة شعرها بعد غسله، حيث يتم فرده على أحد كتفيها وتبدأ من الأسفل حتى تصل إلى أوله، وتقوم أيضا بوضع المبخر تحت شيلتها أو عباءتها، ولتزداد رائحة العود طيبا فواحا، تضع المرأة قليلا من دهن العود الخالص أو المخلط أو رشة عطر عربي أو فرنسي قبل البخور، وهناك تمتزج الرائحتان لتفـــوح رائحة عطــــرة أذكى وأطيب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©