الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أقمشة العيد شلالات تومض بالذهب والفضة

أقمشة العيد شلالات تومض بالذهب والفضة
22 أكتوبر 2006 00:47
موزة خميس: تصوير- صفية إبراهيم: قديماً كانت المرأة في الإمارات تشتري ثوبين في السنة الواحدة، أحدهما للعيد، سواء أكان شتوياً فتفصله ثقيلاً يقي من البرد، أو صيفياً فمن القطن الشفاف· أما المقتدرات فكن يزدن على ذلك بثوب أو ثوبين· كان إقبالها مقصوراً على شراء أقمشة معروفة مثل ''بوقليم، صالحني، بوطيرة'' لأن البريسم-أي الحرير- وكذلك القطن، يدخلان ضمن نسيجها· ولا تزال المرأة إلى يومنا هذا تشتري تلك الأقمشة، قديمة النقوش، إلى جانب أثواب ''الزري''· رحلة القماش بغية الوقوف على ''حكاية ثوب العيد'' التقينا في أحد أشهر محلات بيع الأقمشة التي تتوزع فروعها في مختلف إمارات الدولة، بالسيد أحمد محمد الأميري، الذي تسلم تجارة والده المواكب لتطور تجارة الأقمشة في الإمارات، ليحدثنا عن علاقة المرأة بالقماش، خاصة في الأعياد والمناسبات فقال: تجارة القماش لها مواسم منها الأعياد والأعراس وموسم ما قبل الإجازة الصيفية، حيث تبدأ الفتيات والنساء بالوفود لشراء الأقمشة الخاصة بحفلات الخطبة والزفاف والأعياد، ولكل منها ذوقها الخاص ومتطلباتها، فالأزياء والثياب تحتاج كل منها قماشاً معيناً بحسب التصميم· يضيف: ''نحن بدأنا بيع الأقمشة منذ عام 1955 وكنا نشتري من الهند أقمشة ''اللآس'' و ''بوتيلة'' وهي أقمشة شهيرة عُرفت المرأة الإماراتية باستحسانها واستخدامها لها، وفي السبعينات بدأ الوالد بالسفر إلى أوروبا للتعاقد مع المصانع هناك وجلب بضائع وأقمشة متنوعة· كانت الأقمشة التي تباع في الإمارات تحاك في الهند، حيث كانت دول مجلس التعاون تستورد الأقمشة منها منذ أربعينات القرن الماضي، ثم مع النهضة الشاملة التي عمت البلاد، نشطت التجارة خلالها في مقابل زيادة الإقبال على اقتناء القماش بمختلف أنواعه ومصادره، وصارت تصل بضائع من القماش الفرنسي والسويسري والإيطالي، ودخلت كوريا في المنافسة على صنع الحرير والشيفون وغيرهما من أنواع القماش الراقي، حيث لا يمكن أن نفرق بين القماش الحريري الكوري والإيطالي وغيره إلا من خلال ختم يوضع في طرف القماش للتفريق بين الأصلي القادم من إيطاليا والآخر القادم من كوريا''· حكاية ثوب العيد قبل حلول العيد بشهر أو أكثر، تقبل النسوة على شراء الأقمشة الحريرية وسواها من النوعيات الراقية، ومع أن غالبيتهن يملن إلى خياطة الجلابية أو الثوب التقليدي الشهير، إلا أنه نتيجة لتطور الثوب الذي أصبح يحمل سمات تتغير تبعاً للمواسم وتصاميم الموضة، صار شكله ذا طابع كشميري وصيني ومغربي، ولا يقتصر فقط على النمط الإماراتي· الغالبية العظمى منهن تخيط الثوب أو الجلابيات لأول يوم للعيد، ويعدّ الثوب أو الكندورة تعبيراً عن تمسك المرأة بالزي الوطني -الملابس التقليدية- وتلجأ إلى اختيار النقوش والألوان المستنبطة من البيئة، كلون الصحراء والنخيل وضوء القمر والبحر وبريق اللآلئ وذهب خيوط الشمس، والبعض يلجأن إلى تطريز الثوب على نسق التراث الإسلامي المستوحى من المعمار كزخرفة النوافذ والأقواس وما إلى ذلك· ومنذ فترة ليست بالبعيدة أصبح بإمكان المرأة في الإمارات أن تحصل على ''كاتلوج'' يحمل الزي الذي ارتدته العارضة في العرض الأخير لدور الأزياء العالمية مع نسخ من القماش الأصلي والتصميم، فأصبح لدينا أقمشة من ''أنجارو'' و''فالنتينو'' و''أرماني'' وغيرها، حيث تطرح المصانع الأصلية لتلك الدور، الأقمشــــــة الباهظــة الثمن التي قد تصل قيــــــــمة المتر أو الوار منها إلى 200 أو 300 درهم· أقمشة من ذهب وفضة أشرنا إلى أن الإماراتية أحبت الأقمشة الحريرية دائماً، وكانت تسمى ''بريسم'' بدل الحرير، وتزخرف ملابسها بتطاريز من خيوط الفضة والذهب كانت تشتريها بالغرام، وتحيك من خيوطهما التي تومض بالبريق شرائط ''التلي''···وأنها تحافظ على سمات الثوب الإماراتي الذي تدخل الخيوط الذهبية والفضية اللامعة ضمن نسيجه، والذي تطور بالتالي للأجمل والأكثر أناقة بين ملابس النساء في العالم· تطلق النساء عموما تسميات على الأقمشة تبعا لنوعية النسيج وألوانه ومثال ذلك أن الأقمشة السوداء التي يتم تفصيل الشيلة التي تحجب بها المرأة والفتاة شعرها، هي سوداء في الغالب وحريرية الملمس ولذلك فإن منها ماتمت تسميته ''دجى الليل'' ومنها لشدة طراوته يسمى ''صالونة'' وكذلك أطلقت على القماش أسماء مثل ''بونيرة'' أي أبو ليرة، و ''بوتيلة'' أي القطعة الزجاجية التي يلعب بها الصبية، و ''بوقليم'' تصغيرا لقلم· كما كانت هناك أقمشة مخرمة شفافة يتم تفصيلها كثوب علوي تلبسه المرأة على الجلابية في الزيارات والأعياد يسمى ''دمعة فريد'' نسبة للفنان فريد الأطرش الذي كان يكثر البكاء في أفلامه· أما القماش ذو الخيوط الذهبية المنسدلة طبقات متتالية فيسمى ''شعر صباح'' نسبة إلى شعر الفنانة صباح· أفكار تحرّض التجار اليوم لم يعد هناك من يطلق مخيلته كثيراً فأسماء الأقمشة لاتتغير، الشيفون هو الشيفون والحرير هو الحرير، والجورجيت هو الجورجيت، لكن مجــــــال الاختيار بالنسبة للمرأة أصبح واسعاً بفضل وفرة المعروض في السوق وجماله ونوعيته، لذلك فإن قماش العيد يبدو رائعاً حين تفصل منه الأثواب· لكن ما ساهم في تطوير صناعة الأقمشة ووفرة أنواعها هو ذوق المرأة وأفكارها التي تضعها لدى التجار أو محال الخياطة، وما تقدمه للمصممات والخياطات من ملاحظات ورغبات، فينتقل إلى فكر التاجر الذي ينقله بدوره إلى أصحاب المصانع ومصممي الأزياء العالمية· وهؤلاء الذين وضعوا تصاميم القماش أو تصميم قصــــــة الثوب ونقوشـــــــة وتطاريزه، عادوا منذ حوالي ما يزيد على ربع قرن إلى الذوق الشرقي، سواء في طباعة وحياكة ونســــــيج القماش أو في وضع تصاميم الأزياء التي تعرضها تلك الدور·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©