في مدينة بيرلينجتون الأميركية ضل هذا الحيوان طريقه، فبدلا من العيش في الغابات وتسلق أشجارها، قادته الصدفة أو المغامرة إلى مبنى سكني حيث تسلق جداره الخارجي واستقر عند الطبقة الرابعة· وأمام إلحاح السكان عليه للنزول، استمر في صعوده حتى وصل الى الطبقة السادسة· هناك كان في انتظاره عضو من جمعية مراقبة الحيوانات حيث ساعده على التخلص من ورطته ليعاد اطلاقه من جديد في الغابة التي جاء منها·
هذا الحيوان اسمه ''الراكون'' ويعرفه سكان أميركا الشمالية وكندا أكثر من غيرهم، وهو حيوان ثديي آكل للحوم، يستوطن أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة وجنوب كندا· كلمة راكون في لغة سكان أمريكا الشمالية الأصليين تعني الحيوان الذي يدلك بيديه· وللراكون وجه يشبه وجه الثعلب وجسم يشبه القط السمين وتضم هذه الفصيلة 17 نوعا تعيش في أمريكا الشمالية ونوعان في آسيا وبالتحديد جبال الصين وجبال التبت هما: البندا العملاق والبندا الأحمر، وتتميز حيوانات تلك الفصيلة بصغر الحجم ماعدا البندا العملاق·
يذكر أن الزعيم النازي هرمان نمورنغ جلب في عام 1934 مجموعة من الراكونات إلى المانيا لإثراء وتنويع حيوانات المانيا، وتدريجيا سجلت أعداد الراكون في المانيا مستويات قياسية حيث تجاوز عددها المليون ويوجدون على الأغلب في كاسل وهي منطقة ريفية ذات تلال وغابات شمال فرانكفورت·
أما في الولايات المتحدة فقد ارتبطت كلمة راكون والتي اختصرت الى كوون َُُ بحقبة سوداء من العبودية والتمييز العنصري وظهرت ككلمة احتقارية للمواطنين ذوي البشرة السوداء من عام 1830 ولاتزال هذه الكلمة تســــتخدم ولكن من قبل المتطرفين فقط·
عدد اليوم
