الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطوف

قطوف
22 أكتوبر 2006 00:52
إعداد ـ وفـاء العلي شاعر وقصيدة الغلام القتيل حمل أمر قتله بيده واختار طريقة موته طرفة بن العبد··· عندما يكون الشعر موقفاً القصيدة التي بين أيدينا اليوم هي معلقة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد· وهي قصيدة تختلف في مناخها عن المعلقات الأخرى وقصائد الشعر الجاهلي بشكل عام· فالشاعر في قصيدته يطرق موضوعات جديدة تتعلق بسر الحياة والموت، وموقف الإنسان من الوجود، ونوازع النفس البشرية وحالاتها وتناقضاتها المختلفة· وقد فضّل بعض النقاد معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني والموقف الوجودي· هذا عن المعلقة، أما عن الشاعر فهو عمرو بن العبد من بني بكر بن وائل، و''طرفة'' لقب غلب عليه· ولد حوالي سنة 543 في البحرين من أبوين شريفين وينتمي لأسرة عرفت بكثرة شعرائها من جهة الأب والأم· فجدّه وأبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهم شعراء· قتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م، أي أنه عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم ''الغلام القتيل''· كان في صباه عاكفا على حياة اللهو، وقد مات أبوه وهو صغير فأبى أعمامه أن يقسموا ماله وظلموه· فلجأ إلى الإغارة والغزو والصعلكة، ولما اشتدّت عليه وطأة التمرد عاد إلى قبيلته وراح يرعى إبل أخيه ''معبد'' الذي يعاتبه في بعض أبيات معلقته، إلا أن الإبل سرقت منه· توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح)، فقربه عمرو بن هند منه· بيد أن طرفة كان معجباً بنفسه فمشى بين يديّ الملك عمرو بن هند مشيةً لم تعجب الملك، فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه، فخشي منها المتلمس وحذر طرفة فلم يكترث· وكتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وبينما هما في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، صادفا شيخاً نبه المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة· فلما فتحها وجد فيها: ''باسمك اللهم، من عمرو بن هند إلى المكعبر، إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً''· فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، وطلب من طرفة أن يفعل مثله، بيد أن طرفة أبى وسار بالرسالة حتى قدم على المكعبر الذي أوعز إليه بالهرب لما كان بينهما من نسب، فأبى طرفة، وأرسل المكعبر إلى الملك أن يرسل غيره لينفذ هذا الأمر· فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، سأل طرفة أن يختار ميتة يهواها، فطلب أن يسقيه الخمر ويفصده، ففعل به ذلك· وبهذه الميتة البشعة فقد طرفة حياته ثمناً لموقفه، وحُرِمْنا نحن من موهبة ثرَّة وخيال مبدع· فلم يترك لنا سوى ديوان أشهر ما فيه ''المعلّقة'' التي نقتطف هنا بعضها: لِخَوْلَةَ أَطْــــــــــــــــــــــــــــــــــــلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْــــــــمِ فِي ظـــَاهِرِ اليَدِ وُقُوْفَاً بِهَــــــــا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُــــــــــــمْ يَقُوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَــــــــــــــــــــــــــلَّدِ إِذَا القَــوْمُ قَالُــــــــوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِي عُنِيْتُ فَلَـــــمْ أَكْسَــــــــــلْ وَلَــــــــــــــــــمْ أَتَبَلَّـدِ أَلاَ أَيُّهــــــــــــذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَـى وَأَنْ أَشــــــــــْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَسْــــــــطِيْعُ دَفْــــــــــــعَ مَنِيَّتِي فَدَعْنِي أُبَادِرُهَــــــــــــا بِمَــــــــا مَلَكَتْ يَـدِي أَرَى قَبْــــــــــــرَ نَحَّامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـــــــــــــــــــهِ كَقَــــــــــــبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطــــــــــــــَالَةِ مُفْسِدِ نَرَى جُثْوَتَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهــــــــــــــــــــِمَـا صَفَائِحُ صــــــُمٌّ مِنْ صَفِيْــــــــــــــــحٍ مُنَضَّـدِ أَرَى العَيْشَ كَنْـــــــــزاً نَاقِصــــــــاً كُلَّ لَيْلَةٍ وَمَا تَنْقُصِ الأيَّـــــــــــــــــــامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَـــــــــــــــــأَ الفَتَـى لَكَالطِّـــــــــوَلِ المُرْخَى وثِنْيَـــــــــــــاهُ بِاليَـدِ مَتَى مَا يَشـــــــــَأْ يَوْماً يَقُــــــــــدْهُ لِحَتْفِــــــهِ وَمَنْ يَكُ فِي حَـــــــــــــــــــــــــــبْلِ المَنِيَّةِ يَنْقَـدِ فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّيَ مَالِكَــــــــــــــــــــــاً مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي ويَبْـــــــــــــــــــــــــعُـدِ وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشــــــــــــــَدُّ مَضَاضَةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُســـــــــــــــَامِ المُهَنَّدِ أَنَا الرَّجُلُ الضَّـــــــــــــرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَه خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَـــــــــــــــــــــــوَقِّـدِ إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّــــــــــــــلاحَ وجَدْتَنِي مَنِيْعاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـــــــــــــــــــــــــــــــــهِ يَـدِي فَإِنْ مُتُّ فَانْعِيْنِي بِمَا أَنَا أَهْلُــــــــــــــــــــــــهُ وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنـــــــــــــــــَةَ مَعْبَدِ ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّــــــــــــــــهُ كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْـــــــــــــــهَدِي فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَــــــــــالِ لَضَرَّنِي عَدَاوَةُ ذِي الأَصْحَـــــــــــــــــــابِ والمُتَوَحِّدِ وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَـــــــــــــــــالَ جَرَاءَتِي عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِــــــــــدِي لَعَمْرُكَ مَا أَمْـــــــــــــــــــــــــــــــــرِي عَلَيَّ بُغُمَّةٍ نَهـَارِي ولا لَيْلِي عَلَيَّ بِســـــــــــــــــــــــــــَرْمَدِ أَرَى المَوْتَ أَعْدَادَ الُّنفُــــــــــوْسِ ولا أَرَى بَعِيداً غَدًا مَا أَقْرَبَ اليَــــــــــــــــوْمَ مَنْ غَدِ سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِــــــــــــــــــلاً ويَأْتِيْكَ بِالأَخْبَــــــــــــــــــــــــــارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبَـــــــــــــــــــــــارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ بَتَاتاً وَلَمْ تَضــــــــــــــــــْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ الأوائل الوحيدة التي نزل أمر زواجها في القرآن زينب بنت جحش··· أول من صنع لها نعش من المسلمين لم تكن السيدة الفاضلة زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها، أوَّل أزواج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لحوقاً به بعد وفاته فحسب، بل هي أيضاً أول من صنع لها النعش من المسلمين ودفنت بالبقيع· وهي المرأة الأولى والوحيدة التي نزل أمر زواجها في القرآن حيث تزوجها الرسول بعد أن طلقها زيد بن حارثة، وفيها نزلت آية الحجاب· وهي أيضاً من أوائل اللواتي أسرعن إلى الدخول في الإسلام، وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عشر حديثاً· السيدة زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها، امرأة من علية نساء قريش، وسيدة من سيدات نساء الدنيا في الورع والتقوى والجود والتصدق· وكانت أواهة، حليمة، تصوم النهار وتقوم الليل، وكانت سخية اليد تصل الرحم وتحسن إلى الفقراء، ولكثرة عطائها سميت أم المساكين، ومفزع الأيتام، وملجأ الأرامل· أما نسبها فهي زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن مرة بن كثير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة، وتكنى بأم الحكم· ولدت في مكة المكرمة ونشأت في بيت شرف ونسب وحسب، ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، أخوالها حمزة بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب، وخالتها صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنهم جميعاً· ولها أخوان هما: عبد الله بن جحش الأسدي صاحب أول راية عقدت في الإسلام، وعبد بن جحش الأعمى، وهو أحد السابقين الأولين ومن المهاجرين إلى المدينة· وفي حياة السيدة زينب رضي الله عنها الكثير من المواقف المتميزة، لكن أهمها على الإطلاق أنها الزوجة الوحيدة من زوجات النبي التي نزل أمر زواج الرسول صلى الله عليه وسلم منها في القرآن· وكانت هي نفسها تفخر بذلك على نســـــاء النبي فتقول لهن: ''زوَّجكنَّ أهلوكنَّ وزوَّجني الله من السماء''· وكانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: إن جدي وجدك واحد - تعني عبد المطلب - وإني أنكحنيك الله عز وجل من السماء، وإن السفير جبريل عليه السلام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©