الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يتعهد بصياغة الدستور وإقامة دولة اتحادية

الرئيس اليمني يتعهد بصياغة الدستور وإقامة دولة اتحادية
26 يناير 2014 12:30
صنعاء (وكالات) - تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال حفل أقيم بمناسبة اختتام الحوار الوطني، الذي استمر عشرة أشهر، العمل بسرعة على صياغة دستور جديد وتحويل البلد، الذي تعصف به أعمال العنف إلى دولة اتحادية. وقال هادي خلال حفل بث وقائعه التليفزيون الرسمي: «سنعمل في أقرب وقت لبعث لجنة الأقاليم، التي ستشكل الدولة الاتحادية، وتشكيل لجنة صياغة الدستور». وأشاد الرئيس اليمني بنجاح الحوار الوطني الذي أسفر عن اتفاق حول ضرورة إقامة قانون أساسي جديد ودولة فيدرالية، معتبراً أنه يشكل «علامة فارقة في حياة الشعب اليمني». وأوضح في هذا السياق قائلاً: «اختتمنا بنجاح منقطع النظير الحوار الوطني، وتمكنا من التغلب على جميع الصعوبات». وتابع: «لقد استغرق الأمر عشرة أشهر بدلاً من ستة أشهر»، مؤكداً أن «كل الناس قدمت تنازلات مؤلمة، والحصيلة هي لا غالب أو مغلوب ولا ظالم أو مظلوم». وخلال مراسم الاحتفال، قدمت الوثيقة النهائية للمؤتمر إلى الرئيس اليمني، والتي ترسم طريق الفترة المقبلة من اليمن الجديدة. وقال هادي لدى تسلمه الوثيقة النهائية: «إنها مسؤولية جميع اليمنيين أن ينفذوا هذه الوثيقة، وليس الرئيس فحسب». ويأمل اليمنيون بأن ينفذ ما خرج به مؤتمر الحوار الوطني بسلاسة وسط مخاوف من التقلبات في السيناويو اليمني. وقد شارك في الحوار الذي انطلق في مارس 2013 جميع ألوان الطيف السياسي في اليمن باستثناء الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، وذلك للتفاهم على خارطة طريق تمنح البلد مؤسسات فاعلة. وتلحظ الوثيقة النهائية التي أقرها الحوار الوطني وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، إقرار دستور جديد في مهلة سنة من طريق الاستفتاء وتحول اليمن إلى دولة فيدرالية، حيث تتمتع الأقاليم بحكم ذاتي. ويتعين على لجنة الأقاليم اتخاذ قرار حول تشكيل إقليمين كبيرين في الجنوب والشمال أو ستة أقاليم، أربعة في الشمال واثنان في الجنوب، أو اعتماد اقتراحات أخرى.ويأتي قرار اعتماد اللامركزية رداً على مطالب الجنوبيين الذين كان لديهم دولة مستقلة قبل العام 1990. وسيكون للامركزية برنامج تعويضات للسكان الجنوبيين، الذين انتفضوا ضد ما يؤكدون أنه تهميش يمارسه الشمال ضدهم. ورداً على مطالبهم، أقر الحوار الوطني المساواة بين الشمال والجنوب في الوظائف الإدارية والقوات المسلحة وغيرها. ولم يخف الرئيس اليمني المصاعب، التي ستظهر في بلد تركيبته قبلية، وحيث «تبث القاعدة الرعب في صفوف المواطنين إلى درجة تأثر الاقتصاد بذلك، في حين لا يزال الفساد مستشرياً» بحسب قوله. وتدارك: «لكننا كيمنيين ليست لدينا خيارات أخرى إلا ترك معاول الهدم والبدء في ورشة إعادة الإعمار». من جهته، قال ممثل الامم المتحدة جمال بن عمر الذي انهمك في نقاشات الحوار الوطني إن على اليمنيين أن يفاخروا بنجاح عملهم. وأضاف إن الحوار لم يكن نزهة إنما مسيرة شاقة تخللتها تضحيات في إشارة إلى اغتيال اثنين من ممثلي التمرد الحوثي في شمال البلاد. وتابع ممثل الأمم المتحدة: «لكن اليمنيين قرروا عدم التراجع، وأقروا خارطة طريق محددة بتفاصيل ستؤدي إلى إقامة دولة القانون والعدالة والديمقراطية». بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شريط فيديو مخصص لحفل الختام «إنه يوم تاريخي لليمن». من جانبه قال الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني احمد عوض بن مبارك إن إشراف ومتابعة ورعاية الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي دون استثناء صنعوا البوابة، التي خرج بفضلها اليمن من أتون الصراع ومخاطر الانزلاق إلى الهاوية إلى آفاق الحوار والتوافق الرحبة. كما كان لمتابعة ودعم عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس بالغ الأثر. وأنا أذكر جيداً تفاؤله في حفل افتتاح مؤتمر الحوار حين خاطبنا قائلاً: «ستتوفقون وسيكون إخوانكم في مجلس التعاون بجانبكم». وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي: «لقد استطاع اليمنيون بإرادتهم الحرة وتصميمهم وعزمهم إعلاء مصلحة الوطن على ما عداها». واستطاعوا بذلك أن يحققوا التوافق على جملة من القضايا الوطنية المهمة والشائكة، التي تشكل أرضية ومرجعية صلبة لبناء اليمن الجديد واستكمال بناء المؤسسات الدستورية للدولة الحديثة الموحدة والقوية، التي يتطلع إليها اليمن، وفي مقدمته شبابه الواعد والطموح». وأضاف: «لابد أن نقر أن هذه التجربة المتميزة في الحوار فيها إبداع وفيها حس وطني عالٍ، وهي نموذج نجاح نأمل أن تكون محل استلهام لمناطق أخرى في الوطن العربي للسير على منوالها». وأكد أن الجامعة العربية ستبقى مع اليمن وبجانبها لدعمها ومساندتها في مواجهة جميع التحديات التي تواجهها خلال مسيرة بناء دولتها الحديثة وديمقراطيتها الوليدة. إلى ذلك، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني استمرار دول التعاون في دعم العملية السياسية باليمن. وقال الزياني إن دول مجلس التعاون تؤكد من خلال مشاركتها الكريمة والحضور الشخصي للشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت رئيس المجلس الوزاري لمجلس التعاون ووفود رفيعة المستوى من دول المجلس في الاحتفال باختتام مؤتمر الحوار الوطني اليمني، الذي أقيم أمس بصنعاء استمرار دول المجلس في دعم العملية السياسية القائمة في اليمن ومساندتها لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ووقوفها مع تطلعات الشعب اليمني المشروعة والمستحقة في تحقيق التحول المنشود والانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة. كما نوه بمستوى التمثيل الرفيع المشارك في الاحتفال من الدول الداعمة للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، معتبراً أن هذه المشاركة تجسد بجلاء الحرص المشترك على مواصلة دعم اليمن ومساعدته للوصول إلى مشارف الاستقرار المنشود والدفع باتجاه تنفيذ ما تبقي من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة مؤتمر الحوار الوطني. وأشار الزياني في كلمته أمام الحفل إلى أن دول مجلس التعاون خلال العامين الماضيين وانطلاقاً من استشعار قادتها بأهمية تعزيز أمن واستقرار اليمن بادرت إلى تقديم جميع أوجه الدعم اللازم لمساندة جهود حكومة الوفاق الوطني الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والحد من التداعيات والانعكاسات السلبية، التي فرضتها الأزمة السياسية، التي شهدتها البلاد في العام 2011 وذلك من خلال تقديم المنح والمساعدات التمويلية السخية للإسهام في تنفيذ المشاريع التنموية المدرجة في قائمة أولويات الحكومة وتعزيز التنسيق بين الحكومة ودول المجلس عبر بعثة مجلس التعاون في اليمن للتسريع بإنجاز تخصيص ما تبقى من التعهدات المقدمة خلال مؤتمر الرياض للمانحين المنعقد في الرابع من شهر سبتمبر لعام 2012. وقال: «أولت دول المجلس في الوقت نفسه اهتماماً كبيراً لمواصلة القيام بواجبها في رعاية مسار العملية السياسية القائمة في اليمن والعمل مع جميع الأطراف الراعية لمجموعة الدول العشر والاتحاد الأوروبي لتعزيز روح التوافق الوطني بين جميع المكونات السياسية والمجتمعية وتقريب المواقف والرؤى ودعم جهود القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي الهادفة إلى دفع مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي في اليمن إلى أهدافها السامية والنبيلة». ونقل معالي الأمين العام إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحاضرين ومن خلالهم إلى جميع أبناء الشعب اليمني التهاني والتبريكات من قادة وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالإنجاز النوعي والتاريخي المتمثل في نجاح مؤتمر الحوار الوطني وإقرار وثيقته الوطنية، والذي تحقق بفضل من الله ثم بحرص ومثابرة جميع المكونات السياسية والاجتماعية استشعاراً من الجميع لمسؤوليتهم الوطنية. وأعرب عن تطلعه في أن تتضافر جميع الجهود والإرادات لتنفيذ المخرجات التي تم التوصل إليها وبناء اليمن الجديد تحقيقاً لتطلعات شعبه الكريم. وقال: «في الـ 18 من شهر مارس من العام الماضي تشرفت بمشاركتي في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني وتدشين أعمال الجلسة العامة الأولى وتأكيد دعم ومساندة دول مجلس التعاون للإرادة السياسية والشعبية اليمنية الهادفة إلى إعادة صياغة حاضر ومستقبل اليمن من خلال بلورة رؤية وطنية موحدة وتوافقيه تعبر عنها مخرجات الحوار الوطني وتتفق مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». وأضاف: «على الرغم من جسامة التحديات والصعوبات، التي كنا نستشف ومنذ وقت مبكر أنها ستواجه مسار الحوار الوطني فإننا في دول مجلس التعاون راهنا منذ البداية، ولا نزال على قدرة الشعب اليمني العزيز وحكمته في تغليب لغة العقل والتمسك بالحل السياسي السلمي للخروج من الأزمة حفاظاً على مصالح اليمن وشعبة الكريم». وأشار إلى أن التوافق الوطني بين جميع المكونات السياسية والمجتمعية الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني على إقرار وثيقة الحوار الوطني مثل خطوة نوعية ومتقدمة نأمل بعون الله أن تترجم إلى واقع ملموس يؤدي إلى التغيير والإصلاح المنشود، ويهيئ الظروف لاستكمال خطوات لاحقة لا تقل أهمية عن هذه الخطوة، ومن بينها صياغة دستور جديد وإجراء الانتخابات. وأعرب الزياني عن تمنياته أن يمثل النجاح الذي تكللت به أعمال مؤتمر الحوار حافزاً وطنياً وإنسانياً لجميع القوى والمكونات السياسية اليمنية للمضي قدماً في تنفيذ ما تضمنته وثيقة الحوار الوطني، وأن يستلهم الجميع مصلحة الشعب اليمني وحقه في تحقيق تطلعاته المشروعة في بناء اليمن الجديد المستقر والمزدهر.ودعا الجميع إلى العمل على تفويت الفرصة على كل المتربصين باليمن الذين لا يريدون له الخير والتقدم والنماء. وأشاد بكل من ساهم ويساهم في دعم اليمن ومساعدته على الخروج من محنته سياسياً واقتصادياً وأمنياً، معرباً عن شكره للدول المانحة والأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن الدولي والأمين العام وممثله في اليمن جمال بن عمر وسفراء مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني. ودعا إلى مواصلة جهود الجميع للوقوف مع الشعب اليمني لاستكمال ما تم إنجازه على طريق تحقيق آماله وتطلعاته في يمن آمن ومستقر ومزدهر. الكويت: أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن «مجلس التعاون» صنعاء (وكالات) - أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح امس، أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون، مشددا على حرصها على الوقوف مع الشعب اليمني في كل المراحل والظروف والأوقات. جاء ذلك في تصريح أدلى به الشيخ صباح الخالد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) فور وصوله إلى العاصمة اليمنية صنعاء للمشاركة في حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن. وقال الشيخ صباح الخالد «يسرني أن أنقل أمنيات وتهاني قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للرئيس عبدربه منصور هادي وللشعب اليمني بمناسبة نجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل ونحن سعداء في مجلس التعاون بهذه النتيجة التي تمت وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». وأضاف أن الشعب اليمني اثبت للعالم أجمع حرصه على مستقبله وحرصه على تحقيق الاستقرار والنماء والازدهار، مؤكدا أن دول مجلس التعاون حريصة على دعم اليمن في الجانبين السياسي والاقتصادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©