السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنونا بشمس العيد

22 أكتوبر 2006 00:54
؟ زهور وفراشات وقلوب تزين يديكِ ؟ نقوشها مرتبطة بالأفراح والأعياد والمناسبات السعيدة خديجة الكثيري: تصوير- حسام الباز: عرفت الحناء منذ القدم، لكن أهل منطقة الخليج والإمارات أكثر من اهتم بها وطورها كأداة من أدوات التزين الأساسية بالنسبة للمرأة، كما أصبحت إحدى سمات وعادات وتقاليد العرس، فلا تزال ليلة الحناء من أجمل ليالي البهجة والفرح بالنسبة للعروس، وهي ليلة متعارف عليها في كثير من الأقطار العربية والشرقية· لهذه الليلة في الإمارات طقوس وعادات تمارسها السيدات إلى اليوم، حيث تجتمع قريبات العروس وصديقاتها وجيرانها في هذه الليلة ليحطن بها، في حين تجلس هي على فراش مخصص، وبجانبها المحنية (امرأة تحني النسوة) وفي المقابل تُضرب الدفوف ويغنين الحاضرات أهازيج وأغاني مختلفة ويرقصن فرحاً، ومن تلك الأهازيج التي كانت تردد عن الحنة والمتحنية: ''حنا العرس يا محلا نقشته··· زين البنات الليلة فرحته'' ''حنونا من حناكن··· حنا نمشي وراكن'' حناء زمان كانت، وربما لازالت حناء العيد هي الأجمل والأكثر تميزاً، حيث يتم الإعداد لها قبل العيد بيومين أو ثلاثة، فنجد الأم وبناتها قد جهزن وعاء الحناء ليتخضبن عدة مرات حتى يظهر اللون المطلوب سواء الأحمر الفاتح أو الغامق أو العنابي أو الأسود· وكان لها في السابق أشكال بسيطة لا تزال أمهاتنا اليوم يتخضبن بها ويطلبن نقوشها بالاسم، فكانت رسمة ''القصه'' للعروس والمتزوجات من الشابات، أما الفتاة قبل الزواج فكان عليها أن تتخضب على شكل ''الغمسة'' وهي طلاء اليد كاملة كالقفاز، وكذلك الكبيرات في السن يتحنين بنقش ''الغمسة''، وهناك أشكال ومسميات أخرى تعرف بحسب شكلها· تحضير الحناء تعجن الحناء بالماء والليمون اليابس، وقد تضع بعضهن القليل من الشاي الأخضر، أو تزيد عليه قطرات من البترول أو الغاز، حتى يعطي الحناء اللون الاسود، وتوضع في وعاء ثم يستخدم عود الثقاب للتزيين وعمل النقش البسيط الذي يتطلب الجهد والوقت· وهناك أنواع للحناء ذات الجودة العالية من حيث الصبغ واللون، فقديماً عُرِفت الحناء العمانية واليمينة التي قد تستخدم لصبغ الشعر· كما كانت الأم أو الأخت الكبرى أو إحدى بنات الجيران أو محنية الفريج ''الحي'' هي من تقوم بتخضيب البنات والسيدات مقابل القليل من المال· حناء اليوم أصبح للتزين بالحناء مناسبات عديدة لا حصر لها، بل إنها مرغوبة ومطلوبة حتى في الأيام الاعتيادية، فهي زينة لليدين والقدمين، وأحياناً مناطق متفرقة من الجسم· وتحولت إلى فن قائم بحد ذاته، وصار لها مدارس لتعلم طرق الرسم والنقوش على هيئة الزهور والفراشات والقلوب والخطوط الهندسية وغيرها من الرسومات الدقيقة الجميلة والمبتكرة، بما فيها أحياناً الحروف وأبيات الشعر! وأصبحت المرأة الإماراتية تجيد رسمها وتتقن أساليب مميزة في نقشها، وكذلك النساء من الهند وعمان والسودان، وتفضّل هذه الأخيرة الحناء الأسود ولها طريقة خاصة في التحضير وطريقة الرسم· لذلك نجد أن تأثير جماليات الحناء انعكس على شاعرية الشعراء المعاصرين الذين تغزلوا وامتدحوا حناء المرأة عبر أشعار متنوعة، منها: ''يالمخضب الحناء في الكفوف··· يالسولعي محلا دعاياك'' ''زاهين لون الشعر فيه ·· متناسقن مع لون إيديه'' حناء العيد يزداد التزين بنقوش الحناء في أيام العيد، وبالتالي تزداد تصاميم النقوش وتتعدد أشكالها من النقش الهندي إلى الصيني ووصولا إلى نقش دون الأصابع، أو نقش الروايب فقط، وغيرها· وتغيرت طرق تحضيرها عن السابق، بهدف توحيد اللون من المرة الأولى لوضع الحناء· كما ابتكرت الأكياس والأقلام التي توضع فيها الحناء وتسمى ''المعصار'' لتسهيل عملية الرسم السريع· كذلك كثرت صالونات التجميل المختصة فقط بالحناء، في حين اتخذت بعض النسوة الحناء كمهنة حرة تعملن بها خارج الصالونات وبشكل خاص في المنازل· وبذلك اختلفت الأسعار التي تبدأ من 50 درهما لليدين وتتدرج حسب تدرج الحناء وحجمها وطولها من آخر الكف إلى الساعد فالكتف· فتحنية كامل اليدين 200 درهما، وكذلك بالنسبة للقدمين، في حين تختلف الأسعار في أيام الأعياد بسبب الإقبال والازدحام، لتصل إلى 300 -400 درهم، وللعروس تصل من 700 الى ألف درهم· والجدير بالذكر أن تطور وانتشار فن الرسم والنقش بالحناء، طغى على الوشم ''التاتو الغربي'' الممجوج لدينا في منطقة الخليج، لأن فن نقش الحناء جميل ومقبول في الأوساط الاجتماعية· ولم يعد يقتصر الاهتمام به على المرأة الخليجية، فقد أصبحت المرأة العربية والأوروبية تتزين وتتجمل بنقوشه في مناسبات مختلفة· (المحنية في الصور: السيدة شاطرة، هاتف: 7814523/050)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©