تضاربت الأنباء بين بغداد وأربيل حول وصول ميليشيات البيشمركة الكردية إلى محافظة ديالى للتدخل في صراع أهلي نشب في المناطق المتنازع عليها بالمحافظة وبالذات منطقتي خانقين وجلولاء اللتان تشهدان منذ أيام توتراً أمنياً. وبينما أكدت حكومة إقليم كردستان، نفت بغداد دخول أي مليشيات كردية للمنطقة.
وأكد حسين منصور آمر اللواء الثالث-مشاة التابع لقوات البيشمركة الكردية وصول لوائه إلى مدينة خانقين، وقال “إن اللواء الثالث تحرك إلى خانقين تنفيـذاً لأوامر صادرة لنا، وننتظــر الأوامر بالتحرك نحو جلولاء والسعديـة ضمن حـدود ديالى”.
وأكد أن “المدنيين الأكراد في المنطقة والعراقيين بشكل عام أصبحوا أهدافا سهلة للإرهابيين والشوفينيين”، موضحاً أن “البيشمركة قدمت إلى هذه المناطق بناء على طلب من أهلها لإنقاذهم وحمايتهم من الأعمال الإرهابية التي تمارس ضدهم”.
وتحدث منصور عن وجود مفاوضات بين القوات الأميركية وحكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية لمعالجة المشاكل التي تشهدها المنطقة، موضحاً “أنه في حال لم تفض المفاوضات إلى شيء ولم تستجب لمطالب الأهالي، فإننا سنضطر استخدام القوة”.
وكان وكيل وزارة البيشمركة، أنور حاج عثمان، أكد في تصريحات صحفية أمس أن “وزارة البيشمركة أرسلت عدداً من قوات البيشمركة إلى قضاء خانقين وفوق مرتفعات ناحية جلولاء شمال شرق بعقوبة ضمن محافظة ديالى، بهدف حماية المواطنين الأكراد هناك”.
لكن مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون إقليم كردستان العراق، نفى أن تكون حكومة الإقليم أرسلت قوات من البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها في ديالى، دون التنسيق مع الحكومة الاتحادية بهذا الشأن. وبين أن بعض الجهات التي تحدثت عن غياب التنسيق تحاول استغلال الموقف لإثارة أزمة سياسية.
يذكر أن مناطق حوض حمرين التي تضم نواحي جلولاء والسعدية وقرة تبة يقطنها العرب والأكراد والتركمان بنسب متفاوتة، وشهدت اشتباكات محدودة بين الجيش العراقي والبيشمركة في أغسطس 2008 بسبب تنازع السيادة عليها.
وتم احتواؤها بسرعة. وإثر ذلك انسحبت قوات البيشمركة من تلك المناطق، لكنها مازالت تعاني من تداعيات تلك المرحلة بين آونة وأخرى.
عدد اليوم
