الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المتفائلون جلوساً!

2 يناير 2011 23:39
تنتظر منتخبنا الوطني في قطر 2011 مهمة صعبة تأتي في مرحلة مهمة جداً، من مراحل بناء المنتخب، وهذه المهمة الصعبة، وفي هذا التوقيت الحرج تحتاج إلى الكثير من الواقعية والمنطقية، التي تقتضي كبح جماح الأمنيات والمبالغات وثقافة الشحن الزائد السائدة لدينا إعلامياً وجماهيرياً، كما تقتضي قبل الدعوة للتفاؤل الدعوة إلى الالتفاف والاصطفاف خلف الاستراتيجية، التي يضعها اتحاد كرة القدم للمنتخب في هذه البطولة. صعوبة المهمة تكمن في قوة المجموعة وعلو سقف طموحات الخصوم، أما حرج المرحلة فيأتي في التوقيت الصعب للبطولة، التي تتزامن مع فترة انتقالية للمنتخب الأول لم تكتمل بعد، وقد تضعنا في موقف المتشتت بين فرصة غير محسوبة في كأس آسيا، وبين هدف واضح ومخطط له، هو تصفيات أولمبياد لندن. المهمة الصعبة تحتاج إلى إدارة فنية على أعلى مستوى سيكون مفتاحها المعلومات الدقيقة عن الخصوم، والقدرة على مفاجأتهم إلى جانب القدرة على الزج بتشكيلة منسجمة وعناصر فعالة. أما المرحلة الحرجة فتحتاج إلى حنكة إدارية تحسب حساب كل شيء ولا تسمح بأي خلل على أي صعيد وتكون مستعدة لكل الظروف وجميع الاحتمالات. الإنجازات لا تأتي بكلام المحللين وأصحاب الخبرات أو بتوقعات الجماهير وأصحاب الأمنيات، ومثل هذا التحذير واجب عندما نستمع إلى نجم دولي سابق يقول إننا كثيراً ما تفوقنا على المنتخب الإيراني ونحن نعرف أننا “في الواقع” وطبقاً للسجلات والتسجيلات لم نتمكن من الفوز على منتخب إيران في أي مباراة رسمية من قبل. وفي الواقع أيضاً تفصل بيننا وبين إيران 39 مرتبة في تصنيف “الفيفا”، وتضم مجموعتنا إلى جانب إيران منتخب متأهل إلى كأس العالم 2010 ومنتخب يدخل البطولة، وهو حامل اللقب. الإنجازات تأتي بجهد وتصميم وتركيز اللاعبين، ولاعبونا ليسوا بحاجة لتفاؤل النجوم والمحللين بقدر ما يحتاجون إلى إدراك قوة خصومهم ليضاعفوا من الجهد والتركيز لتعويض الفارق في الخبرة والتاريخ والنتائج بينهم وبين فرق مجموعتهم ويكونوا في أتم الجاهزية للانقضاض وإحداث المفاجأة. لاعبونا بحاجة لأن يتذكروا بأن هناك من سبقهم أو لا يزال معهم ذهب قبل أربع سنوات مضت مندفعاً خلف “الغفلة”، التي نطلق عليها تفاؤلاً، وقابل منتخب فيتنام وليس إيران أو العراق وخرج من بطولة 2007 بعد أول مباراة ! ثم عاد وسمع قولاً عن منتخب كوريا الشمالية قبل تصفيات كأس العالم 2010 شبيهاً بالذي سمعناه من نجمنا السابق وانتهى به المطاف في ذيل المجموعة، في حين حلق المنتخب الذي استصغرناه يومها إلى جنوب أفريقيا. القول المأثور “تفاءلوا بالخير تجدوه” نردده ونطبقه في غير محله، فالتفاؤل يعني أن تعمل وتجد وتجتهد وأنت على ثقة بالنجاح، وليس بأن تجلس على كرسي دوار وتتفاءل. ولذلك، فالتفاؤل، الذي يأتي بالخير، هو تفاؤل اللاعب والمدرب وكل من يعمل مع المنتخب وليس تفاؤل كاتب أو قارئ، ولا تفاؤل المحللين وضيوف برامج ليلة رأس السنة! كأس الخليج الأخيرة كانت آخر التجارب العديدة، التي أثبتت أن الواقعية والعقلانية والامتناع عن “ممارسة طقس الاحتفال المسبق” تأتي دائماً بالنتائج الإيجابية، لأنها تتيح للأجهزة الفنية والإدارية أن توصل المطلوب للاعبين دون تشويش أو ضغوط وتفتح أمام اللاعبين مجالات أرحب للإبداع والتفوق على الذات، الذي يمكنهم من التفوق على الخصوم. ونحن لدينا منتخب لديه القدرة على الإبداع والإنجاز وما نحتاجه هو استنفاره للتمرد على الواقع وفرض واقع جديد وليس تخديره بتوقعات “المتفائلين جلوساً”. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©