تفاقمت الأزمة الدبلوماسية الحادة بين تركيا وإسرائيل بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وساطة أميركية لتطبيع علاقاتهما المتوترة بشدة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009.
وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون طلبت من نتنياهو هاتفياً أمس الأول الاعتذار لتركيا عن مقتل 9 ناشطين أتراك برصاص جنود إسرائيليين على متن السفينة التركية “مافي مرمرة” العام الماضي، لكنه رفض ذلك وقال إنه لا ينوي الاعتذار في هذا الوقت وينتظر نشر تقرير لجنة للأمم المتحدة المتحدة للتحقيق في الحادث. كما قال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه “نحن مصرون على عدم الاعتذار”. وسئل عن إمكانية أن تغير إسرائيل موقفها بعد صدور التقرير، فأجاب “لماذا نفعل هذا؟ نعلم أن التقرير يؤيد موقفنا”.
وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن نقلوا مؤخراً رسالة واضحة من الإدارة الأميركية إلى القيادة الإسرائيلية تحذر من أن تدهور العلاقات الإسرائيلية - التركية يضر بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأوضحت أن الإدارة الأميركية تسعى توطيد علاقاتها مع تركيا من أجل التعامل مع الأزمة الداخلية في سوريا خاصة وأن لكلا البلدين مصالح مشتركة تتمثل في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد السوري، وتنصيب نظام آخر أكثر اعتدالاً بغية إعادة الاستقرار إلى سورية وتفادي تفككها. كما أن جهات في الإدارة الأميركية ألمحت بصورة غير رسمية إلى أن الولايات المتحدة ستلاقي صعوبات في إقناع دول صديقة بعدم التصويت لمصلحة طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة إذا لم تتم المصالحة بين تركيا وإسرائيل.
في المقابل، تمسك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بشروطه لتحقيق تلك المصالحة. وقال لصحفيين في اسطنبول “إذا لم تقدم إسرائيل اعتذاراً وتدفع تعويضات لأهالي الضحايا وترفع الحصار عن قطاع غزة، فمن المستحيل إصلاح العلاقات بين تركيا واسرائيل”. وأضاف “من المستحيل أن نتراجع عن تصميمنا على هذه المسالة”. وذكر أن حكومته وعائلات الضحايا ستتخذ خطوات جديدة بهذا الخصوص، قائلاً من دون توضيح، “إن عملية جديدة ستبدأ” إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “إن الخطوات التي ستتخذها تركيا إذا لم تتم تلبية مطالبها واضحة وتعرفها جميع الأطراف”. وأوضح “على إسرائيل أن تختار إما فتح الطريق لتطبيع العلاقات، أو اختلاق هوة لا يمكن سدها بينها وبين الشعب التركي”.
عدد اليوم
