الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زين الدين زيدان الأستاذ

زين الدين زيدان الأستاذ
22 أكتوبر 2006 01:24
؟ تأليف: إيتيين لابروني ؟ عرض وترجمة: أنور إبراهيم وضعه بيليه ضمن أفضل خمسة لاعبين في تاريخ كرة القدم ومنحه لقب ''الأستاذ''، وصفه ميشيل بلاتيني بالرائع الذي يبتكر الجديد في كل مباراة، وأطلق عليه ميشيل دينيسو مذيع قناة كنال بلوس الفرنسية الزعيم، واختاره الاتحاد الأوروبي كأفضل لاعب في النصف قرن الأخير· زين الدين زيدان هو الأستاذ والرائع والزعيم والساحر والمبدع والفنان والمايسترو، أعاد كتابة تاريخ الكرة الفرنسية ورسم بموهبتة الاستثنائية اجمل لوحات الإبداع في ملاعب الكرة واحتلت كل أعماله مكانة بارزة في متحف التاريخ الكروي مع بيليه ومارادونا وكرويف وديستفانو وبلاتيني · ترك الملاعب وعلق الحذاء على الحائط بعد مونديال المانيا 2006 ولكن إنجازاته التي سطرها خلال 16 عاماً لن تغادر ذاكرة عشاق كرة القدم لسنوات طويلة، ومع إبداعات زيدان نتوقف في أهم المحطات من خلال أحدث كتاب صدر عن قصة حياة استاذ كرة القدم · بهدفين في مرمى البرازيل ! أينشتاين كرة القدم يصنع السعادة لفرنسا لم تكن مباراة فرنسا وايطاليا في دور الثمانية لكأس العالم 98 مجرد مباراة عادية، بل انتظرها العالم كله ليس لأهمية اللقاء فقط، وإنما لأن هذه المباراة شهدت عودة ''الأستاذ'' بعد غياب اضطراري مباراتين·· وفي هذه المباراة تعرض زيزو لرقابة لصيقة من اللاعب الإيطالي جيانلوكا بيسوتو الذي لزق له كظله ولم يتركه إلا عندما استبدل باللاعب انجيلو دي ليفيو· ومن بداية المباراة كانت نوايا زيدان واضحة ولا لبس فيها، فهو يريد التألق والتعويض لإسعاد جميع الذين غضبوا منه يوم مباراة السعودية· ولكن خوف المنتخبين من بعضهما البعض وحذرهما الشديد جعل المباراة مقفولة وإن كان أجمل ما فيها الفرصتان اللتان صنعهما زيزو وأنقذهما باجليوكا حارس ايطاليا بأعجوبة·· وكان من الطبيعي أن ينتهي أمر هذه المباراة بالاحتكام الى ضربات الجزاء الترجيحية، وكانت الضربة الأولى كالعادة من نصيب زيدان فافتتح بها أهداف منتخب الديوك بينما أطاحت عارضة بارتيز بضربة الترجيح الأخيرة لإيطاليا·· ويستفسر بارتيز عما إذا كانت المباراة قد انتهت أم لا ويأتيه الرد سريعاً وفوراً بهجوم من زملائه عليه لمعانقته وتهنئته بالفوز· منتخب فرنسا يعاني وجاء يوم الأربعاء الموافق 8 يوليو 1998 في استاد دي فرانس أيضاً، حيث واجه منتخب فرنسا المنتخب الكرواتي في مباراة الدور النهائي·· وكرواتيا هي مفاجأة المونديال وسبق لها أن أخرجت الألمان بعد الفوز عليهم 3/صفر· وبالفعل عانى منتخب فرنسا الكثير في شوط المباراة الأول إذ أتعبهم وأرهقهم الكروات، وفيما بين الشوطين انفعل إيميه جاكيه المدير الفني لمنتخب الديوك على لاعبيه وقال لهم: بهذا الشكل سوف تخسرون، ولكن الله كان رحيماً بالجماهير الفرنسية التي امتلأ بها استاد دي فرانس وفاز المنتخب الفرنسي بهدف ليليان تورام·· واعترف زيزو بأنه عانى الكثير· العقبة الأخيرة ولكن من هو المنافس في المباراة النهائية؟ ياه إنه منتخب البرازيل بطل العالم 4 مرات، وهو العقبة الأخيرة ولابد من اجتيازها إن كان الديوك يريدون حقاً يصيحون بأعلى أصواتهم·· إنها التحدي الأخير لزين الدين زيدان الذي لم يكن حتى هذه المباراة قد سجل أي هدف في كأس العالم! في التقويم الميلادي سيبقى يوم 12 يوليو 98 محفوراً في وجدان كل فرنسي لأنه يوافق يوم ميلاد مباراة كرة قدم ليست كمثل كل المباريات·· إنه يوم احتفال وعيد شعبي لم يعشه الفرنسيون منذ يوم تحرير فرنسا· في هذا اليوم المشهود كاد زيزو أن يتحول الى قديس· حقاً لقد كان يوماً تاريخياً في كرة القدم، ففرنسا ستواجه البرازيل أفضل منافس ممكن·· فريق الكرة النموذجي بطل العالم حامل اللقب، راقصو السامبا، سحرة كرة القدم، وغيرها من الألقاب التي التصقت بشياطين الكرة البرازيليين· وهو أيضاً يوم تحد من نوع خاص بين البرازيلي رونالدو الحاصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب عام 1997 رزين الدين زيدان نجم المستقبل·· الأول لم يكن في حالته الطبيعية بل في حالة انعدام وزن نتيجة لتعرضه لوعكة صحية شديدة قبل ساعات قليلة من المباراة·· والثاني نجمنا الذي يملك مصير الفرنسيين بين أقدامه· رجل النهائي لو ينسى زيدان طوال عمره الجملة التي قالها له زميله وكابتن الفريق ديدييه ديشان داخل غرفة الملابس: اليوم·· والآن تحديداً عليك أن تلعب، ولكن زيدان لم يكن قد أصبح قديساً بعد وإنما فقط لاعب كرة موهوب ينتظر الناس منه الكثير والكثير، وهو مطالب بأن يلبي آمال وأحلام الملايين من الفرنسيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر كأس عالمهم الأولى·· وكان زيزو عند حسن الظن تماماً فقلب المباراة بضربتي رأس ليُقبل مرتين الديك المرسوم على فانلته· وكان زيزو هو رجل هذا النهائي وأفضل لاعب في نظر الفيفا، بل ونظر الكرة الأرضية كلها·· أما بالنسبة للفرنسيين فقد كان رجل المونديال، الزعيم، صانع اللعب، والمايسترو· ولأن الفوز بكأس العالم يبقى هو الذروة والقمة ومنتهى الأمل في مشوار أي لاعب كرة، فإن تسجيل هدفين في المباراة النهائية للبطولة ومن من؟ البرازيل، إنما هو إنجاز رائع وموثق بلغ به زيدان القمم العليا ولم يكن في الأفق ما يشير الى أنه ينوي تركها أو مغادرتها· الفرحة كانت غامرة وكاملة وامتدت الى ما بعد 12 يوليو 1998 وطالب الجميع بالوحدة الوطنية واعتبار زيدان هو الرمز والضامن لها· ولم يعد زيدان نفس الإنسان وإنما بات أشبه بنبي في وطنه وأصبح مهيأ تماماً بقيادة منتخب بلاده الى مزيد من الانتصارات، وهو ما سماه مؤلف الكتاب بـ ''أثر كأس العالم''· أينشتاين كرة القدم ورحل إيميه جاكيه ليحل محله روجيه لومير مثلما كان متوقعاً ومقرراً·· وعاد منتخب فرنسا الى العمل الجاد والتدريبات استعداداً للصعود الى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2000 التي أقيمت وقتها في هولندا وبلجيكا· وفي بداية 1999 غاب زيدان بسبب الإصابة التي امتدت وحرمته من اللعب في 4 مباريات حاسمة في التأهل لكأس الأمم الأوروبية وبعودته للملاعب عادت فرنسا لتفرض نفسها كمنتخب قوي يخشى جانبه واستطاع أن ينتزع في اللحظات الأخيرة تذكرة ذهابه لنهائيات كأس الأمم الأوروبية· وفي هذه البطولة تألق زيدان وكان صاحب فضل كبير في فوز منتخب بلاده بكأسها لدرجة جعلت صحيفة اكسبريس الألمانية تطلق عليه لقب ''أينشتاين كرة القدم''· وكانت فرنسا في مجموعة الموت التي تضم جمهورية التشيك والدانمرك وهولندا، ولكنها فازت على الدانمرك 3/صفر ثم على التشيك 2/1 وصعدت الى دور الثمانية· ولم يكن زيدان يقوم بدور صانع اللعب وموزع الكرات فقط وإنما كان يحمل على كاهله مصير الفريق، فكان صاحب فضل في فوز منتخب فرنسا على إسبانيا في دور الثمانية بهدف سجله من ضربة حرة مباشرة ثم الفوز على البرتغال في قبل النهائي بتسديده الهدف الذهبي من ضربة جزاء· وفي المباراة النهائية في روتردام، كان التحدي بين فرنسا وايطاليا التي أصبحت العدو اللدود للديوك الفرنسيةو ولكن الطلاينة رفعوا الراية مبكراً جداً واستسلموا وفازت فرنسا وتوجت بالكأس الأوروبية وكان زيزو نجماً كعادته وحتى النهاية· تحد جديد أصبح منتخب فرنسا بطلاً لكل شيء بعد الفوز بكأس الأمم الأوروبية ومن قبلها كأس العالم، ولكنه في الوقت نفسه طوى صفحة من تاريخه باعتزال اثنين من كبار نجومه ديدييه ديشان ولوران بلان، بينما استمر زيزو وأصبح الفريق يعتمد أكثر من أي وقت مضى عليه، وعلى موهبته· وكان يوم 2 سبتمبر 2000 بمثابة منعطف تاريخي حاسم في تاريخ منتخب الديوك ففي مساء هذا اليوم اقيمت مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وانجلترا باستاد دي فرانس لتكريم اثنين من فرسان المنتخب الفرنسي كابتن الفريق ديدييه ديشان وقائد الدفاع لوران بلان الذي كان يحمل لقب الرئيس· وقتها كان زيزو في التاسعة والعشرين من عمره ولم يكن قد لعب سوى 61 مباراة دولية بينما كان قد حصل على العديد من الكؤوس والألقاب الفردية ولم تكن فكرة الاعتزال تراوده على الاطلاق في هذه السن لأنه كان يرى أن أمامه تحديا جديدا مع منتخب بلاده فهو يريد أن ينتزع لقباً عالمياً جديداً بالفوز بكأس العالم للمرة الثانية على التوالي ولم يستطع زيدان أن يتخلى عن مثل هذا التحدي الجديد· ولأن حامل اللقب لا يخوض التصفيات، فقد كانت أمام منتخب فرنسا فرصة سنتين للإعداد لحملة كأس العالم 2002 في كوريا واليابان· لأول مرة كابتن وفي يوم أول سبتمبر 2001 وقع حدث يستحق التسجيل·· فرنسا تواجه شيلي في سانتياجو، هذا شيء عادي، ولكن الحدث الحقيقي كان أن أصبح زيدان ''كابتن'' للمنتخب لأول مرة بسبب غياب نجم خط الدفاع مارسيل ديزايي، فكان زيزو كابتن بالانابة· وفي شيلي استقبل منتخب فرنسا استقبال الأبطال في أول جولة يقومون بها حول العالم وبدأوها بأميركا الجنوبية ثم استراليا وكانت أشبه بمغامرة أو جولة فرنسية ترعاها بعض شركات الرعاية· وهذه الجولة قوبلت بمقاطعة البعض لها وانتقاد ولوم البعض الآخر بدءاً من نجمنا زيزو بسبب كثرة المباريات ومخاطر تعرض اللاعبين للإصابة· جرح أمة في آخر مباريات الإعداد لمونديال كوريا واليابان ،2002 أصيب نجمنا زيزو بينما كان منتخب فرنسا يلعب مباراة ودية مع كوريا الجنوبية في سول· الاصابة كانت في الفخذ، ولكنها مست وتراً عند كل مواطن في الشعب الفرنسي وكأن جرح زيزو قد أصبح جرح أمة بأكملها· كان زين الدين زيدان هو آخر لاعب فرنسي ينضم إلى صفوف المنتخب في معسكر اعداد المنتخب باليابان وسبب تأخره راجع إلى أن زوجته فيرونيك أنجبت طفله الثالث واستفاد زيزو من هذا الحدث المهم وحصل على تصريح استثنائي بالغياب بضعة أيام· والحقيقة أن زيزو كان قد وصل إلى أقصى درجات الإجهاد والتعب، فقبلها ببضعة أسابيع كان قد لعب مباراة كبيرة في جلاسجو خلال نهائي كأس دوري الأبطال الأوروبي مع ناديه ريال مدريد ضد باير ليفركوزين بطل ألمانيا·· ووقتها سجل زيزو هدفاً تاريخياً تحدثنا عنه في حلقات سابقة، فهو هدف سيبقى محفوراً في ذاكرة عشاق الكرة حتى آخر العمر· كانت كرة لعبها على الطاير بقدمه اليسرى سجل بها هدف الانقاذ والبطولة قبل نهاية المباراة مباشرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©