الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهبّان اختلاف الصفير لا يفسد للحزن قضية

الهبّان اختلاف الصفير لا يفسد للحزن قضية
17 فبراير 2008 01:10
تنتشر في إمارات الدولة فنون شعبية عديدة، منها ما هو أصيل متوارث منذ زمن قديم عن الأجداد، ومنها ما هو مكتسب نتيجة للقرب الجغرافي· ومما بات في حكم الحقائق بين الباحثين والدارسين للفنون الشعبية أن فن ''الهبان'' لا يمكن ربطه بشكل وثيق أو مباشر بالموسيقى التقليدية الإماراتية أو الخليجية، لأن استخدامه يعتبر حديثاً في الدولة والخليج العربي· جاء في كتاب ''فنون شط العرب'': لا يختص الهبّان بفن ثابت، بل يحاول الدخول إلى بعض الفنون الأصيلة· وقد قدم إلى المنطقة من أصول فارسية، ويعتمد على آلة نفخ وهي ''الهبان'' تصنع -غالباً- من جلد العجل أو الثور أو الماعز بعد أن يغسل جيداً، ويدعك بالملح· تتكون من قصبة كبيرة وتنتهي بتجويف كالقمع، لها صوت كصوت البوق ولكنه أرق منه ويميل إلى الشجن· ينفخ العازف في أحد طرفيها، ويتم التحكم بصوتها من الطرف المقابل باستخدام أصابع اليد، حيث يثبت في طرف من أطراف القربة مبسم خشبي ينفخ فيه العازف كي يملأ القربة بالهواء، في الوقت الذي يقوم فيه بالضغط عليها للتحكم في إخراج الهواء من خلال أنبوبتين تعطي إحداهما نغمة واحدة مستمرة لا تتغير، بينما تعطي الأخرى نغمات يطلقها العازف بحسب براعة صفيره وقدراته الفنية، باستخدام أصابعه وتمريرها فوق الثقوب الموجودة على جسم الأنبوبة· ومن يحضر بعض المناسبات أو مهرجانات الفنون الشعبية وغيرها، يستمتع بمتابعة الفرق الفنية لمشاهدة وسماع العازف الذي ترتفع نسبة حماسته ويشتد صفيره في قلب الهبّان مع تصفيق الحضور وتشجيعهم له وطربهم لمعزوفته وطلبهم المزيد، حيث يقوم بعض المدعويين بحركات راقصة انسجاماً مع الأصوات اللحنية التي تصدر عن الهبّان على الرغم من أنه يتسم بالحزن والشجن شأنه شأن الناي والآلات النفخية· بينما يحرص أعضاء الفرقة على الظهور بزي موحد يتسم بالأناقة، وتؤدي الفرقة فقرتها في العزف والضرب على الطبول وغيرها من فنون موسيقية، بمتعة وحيوية ملحوظة في وجوه أفرادها، لأن الموسيقى على اختلاف مشاربها وأدواتها جميلة ومؤثرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©