الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة الأوكرانية.. فرصة لتعزيز تحالفات «الناتو»

الأزمة الأوكرانية.. فرصة لتعزيز تحالفات «الناتو»
3 سبتمبر 2014 23:01
في كثير من الأحيان، يشعر زعماء العالم والدبلوماسيون والخبراء بالقلق حول مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وما إذا كانت نهاية مهمته في أفغانستان ستكون أيضاً نهاية لأهميتها. ولكن بينما يلتقي ستون زعيماً، ومن بينهم الرئيس الأميركي «باراك أوباما»، في كارديف، ويلز، بالمملكة المتحدة هذا الأسبوع لحضور قمة «الناتو»، فإن هذه الحالة من عدم اليقين تبدو سابقة لأوانها. فرجال السياسة والدبلوماسيون ليس لديهم نقص في الأزمات العالمية التي تزدحم على جدول أعمالهم، وهي كثيرة بحيث إن سحب القوات من أفغانستان، الذي كان يوماً ما يشكل أولوية، قد تراجع إلى أسفل قائمة القضايا الأكثر إلحاحاً. وبدلا من ذلك، فإن حلف «الناتو» الذي يضم 28 دولة في عضويته، أصبح مطالباً حالياً بمواجهة توغل روسيا مجدداً في أوكرانيا، وهو تذكير صادم بأن التهديدات التي تحيق بالسيادة في أوروبا لم تعد بالضرورة شيئاً من الماضي. وبينما يتعين على القادة البحث عن وسائل جديدة لمعاقبة روسيا، فإنه سيكون أمامهم أيضاً إعادة نشر قواتهم، والتعهد بتقديم المزيد من الأموال المخصصة للإنفاق العسكري وتجديد الالتزام بالدفاع الجماعي. يقول «هيذر كونلي»، مدير برنامج أوروبا بمركز أبحاث الدراسات الاستراتيجية والسياسية بواشنطن، «بطريقة أو بأخرى، يجب أن يتوجه أعضاء الناتو بالشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد كان الحلف في الواقع يبحث عن هدفه. . . وكان لديه أزمة هوية كبيرة إلى حد ما. والآن، فإنه ليس فقط لديه هدف مرة أخرى، بل لقد تم إنعاشه كذلك». وقد أضاف «أوباما» مهمة أخرى إلى أجندته. فالرئيس يقول إنه سيحاول جمع الزعماء لوضع استراتيجية لهزيمة مسلحي «داعش» الذين يتقدمون بسرعة. واعترف مسؤولون أن الرئيس يواجه تحديات كبيرة في حشد حلفائه الذين أنهكتهم الحرب للانضمام إلى الاستجابة العسكرية، لا سيما تلك التي تعبر الحدود من العراق إلى سوريا. لكن الرئيس، الذي أعلن بأسلوب غير بارع قائلاً «ليس لدينا استراتيجية» لهزيمة المتطرفين، يقع تحت ضغوط لكي يظهر أنه يقود العالم نحو إيجاد هذه الاستراتيجية. وقد حدد مسؤولون غربيون توقعات متواضعة لتحقيق تقدم خلال قمة «الناتو»، سواء فيما يتعلق بأوكرانيا أو «داعش». أما العقاب المتوقع بالنسبة لما وصفته أوكرانيا بغزو روسي، فهو فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية. وقد ناقش مسؤولو الاتحاد الأوروبي هذه القضية في نهاية الأسبوع، لكنهم أجلوا اتخاذ قرار بشأن أي عقوبات جديدة. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن أهداف «أوباما» الرئيسية بالنسبة للتعاون بشأن «داعش» لم تكن تتضمن بالضرورة الدول الأعضاء بحلف «الناتو». ولم تكن قائمة المخاوف من الممكن توقعها قبل عامين، عند انعقاد قمة «الناتو» السابقة في شيكاغو، حيث كانت المناقشات تهيمن عليها قضية سحب القوات من أفغانستان. وقبل ذلك بعام، استغل وزير الدفاع الأميركي آنذاك «روبرت جيتس» خطابه الأخير في منصبه لوصف منظمة حلف شمال الأطلسي بأنها على شفا أن تصبح «عديمة القيمة بالنسبة للعمل العسكري الجماعي». وشكا مسؤولون أميركيون باستمرار من تقصير الدول الأخرى في الوفاء بأهدافها التمويلية. ووافق أعضاء «الناتو» على إنفاق 2 بالمائة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي لبلادهم على الدفاع، غير أن أربع دول فقط هي إستونيا واليونان وبريطانيا والولايات المتحدة هي فقط التي أوفت بالتزاماتها. لكن مسؤولي البيت الأبيض يقولون الآن إنهم يشعرون بتحول. فمن المتوقع أن يوقع أعضاء «الناتو» على تعهد، خلال اجتماع «كارديف»، للموافقة على زيادة الإنفاق لدعم اتفاقية الدفاع الجماعي. وكانت تفاصيل هذا التعهد لا تزال قيد المناقشة في نهاية الأسبوع الماضي، لكن البيت الأبيض أشار إلى زخم في الجهود المبذولة، حيث بدت الدول الأعضاء وكأنها ترى التهديدات التي تواجهها على نحو أكثر صرامة. ومن جانبه، يرى «تشارلز كوبشان»، مدير الشؤون الأوروبية بمجلس الأمن القومي الأميركي، أنه في ضوء التدخل الروسي في أوكرانيا، فإن «تعهدات الدفاع الخاصة بالناتو أصبحت أكثر وضوحاً اليوم، وأكثر إلحاحاً مما كانت عليه في أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة». وأضاف «إننا متفائلون بشكل معقول أننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء الثماني والعشرين». ومن جانبه، فإن الرئيس «أوباما» سيمضي معظم رحلته في التأكيد مجدداً على الالتزام بالدفاع الجماعي لمصلحة الدول المجاورة لروسيا، والتي تشعر بالقلق. وبدأ الرئيس رحلته التي تستغرق ثلاثة أيام بالتوقف في مدينة تالين، بإستونيا، حيث التقى بقادة هذه الدولة وكذلك قادة كل من لاتفيا وليتوانيا. وقد شهدت إستونيا تناوب القوات الأميركية التابعة لحلف شمال الأطلسي على أراضيها منذ قيام روسيا هذا العام بضم شبه جزيرة القرم التي كانت جزءاً من أوكرانيا. كما أنها ملزمة باستقبال تدفق مستمر من قوات «الناتو» في إطار خطة عمل تضمن جاهزية جديدة سيتم الإعلان عنها هذا الأسبوع. وتهدف هذه الخطة إلى اختصار الوقت اللازم لقوات «الناتو» للرد على عدوان تتعرض له دول المواجهة، بحسب ما ذكر مسؤولون في الحلف. وتشمل هذه الخطة زيادة قوات الشرطة الجوية وغيرها من العلامات الواضحة على حماية التحالف. وتنطوي هذه الخطوة على بعض المخاطر بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، الذي امتنع عن وضع قواعد دائمة في شرق ووسط أوروبا، في لفتة مجاملة تجاه روسيا. ويقول مسؤولون إن الخطة الجديدة لا تشكل خرقاً تقنياً لهذا الاتفاق، لكنها فقط قد تكون اختلافاً دلالياً، كما يرى أحد الدبلوماسيين الغربيين الذي رفض الكشف عن هويته، خاصة أنه يناقش الخطط قبل الإعلان الرسمي عنها. وأضاف الدبلوماسي أن الكلمة المناسبة لوصف وجود «الناتو» هي «المثابرة» وليست «الاستمرار». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©