الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش» والقرى السُنية.. مخاوف من الانتقام

3 سبتمبر 2014 22:55
بعد يوم على قيامها بكسر الحصار الذي كان يضربه مقاتلو «داعش» على مدينة «آميرلي» الشيعية، شقت المليشيات الموالية للحكومة والقوات العراقية طريقها يوم الاثنين الماضي إلى داخل القرى المجاورة التي يتهمونها بالمساعدة على فرض الحصار الذي دام أشهراً. غير أن وصول المجموعات المسلحة التي يهيمن عليها الشيعة إلى البلدات السُنية المجاورة، أثار مخاوف بشأن إمكانية تعرض السُنة لأعمال قتل انتقامية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أعمال العنف الطائفية أخذت تتزايد منذ أن سيطر مقاتلو «داعش» على مناطق في شمال العراق في يونيو الماضي، مستهدفين الشيعة والأقليات، ومتسببين في عودة مليشيات البلاد الشيعية العنيفة إلى الحياة. وكان التنظيم الجهادي السُني قد حاصر آميرلي، وهي قرية زراعية شيعية فقيرة، ومنع وصول الطعام والماء والكهرباء عنها لشهرين. ويوم الأحد، تأتى كسر الحصار بعد أن خاضت القوات العسكرية وشبه العسكرية العراقية المختلفة معارك مع المقاتلين انتهت بدخولها البلدة، بمساعدة من الضربات الجوية التي نفذتها طائرات أميركية على أهداف «داعش» في المنطقة. وشهد يوم الاثنين، تواصلاً في القتال، ودخلت القوات العراقية والشيعية وقوات البشمركة الكردية إلى بلدة سليمان بيك السنية وقرى سُنية أخرى. ويقول «نعيم العبودي»، المتحدث باسم «عصائب أهل الحق»، وهي ميليشيا شيعية مدرَّبة في إيران قاتلت في الماضي القوات الأميركية، ولعبت دوراً مهماً في بعض من أسوأ الصراعات الطائفية التي عرفها العراق: «لقد تم تحرير سليمان بيك وقرى أخرى بشكل كامل». ومساء الاثنين الماضي، كانت المليشيا، إلى جانب القوات العراقية، تبسط سيطرتها على البلدة وطريق استراتيجي مهم يربطها بآمرلي، كما يقول العبودي. غير أن معظم سكان بلدة سليمان بيك كانوا قد فروا عندما وصلت القوات العراقية، كما يقول سكان من المنطقة ومقاتلو المليشيات. أما أولئك الذين بقوا، فقد كانوا سعداء بالتخلص من «داعش» وتكتيكاتها، كما يقول «شلال عبدول»، وهو سُني ورئيس المجلس المحلي في مدينة «طوز خورماتو» المجاورة. ولكن التوتر محتدم وواضح في وقت ينتاب فيه القلق سكان المنطقة، خاصة السُنة الذين رحبوا بوجود «داعش» في البداية بسبب معارضتها للحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، حيث يخشون أن يتم اتهامهم الآن بالتعاون مع المقاتلين. ويقول «عبدول» في هذا الصدد: «إن السكان جد قلقين»، مضيفاً «إنهم يتصلون بنا ليطلبوا منا أن نشرح أنهم ليسوا عملاء خونة وأنهم أُرغموا على البقاء». وفي الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة أنها تمكنت من إيصال 45 طن مترياً من المساعدات الإنسانية إلى آميرلي، حيث كان الآلاف من الشيعة من أقلية التركمان العراقية عالقين. وبثت شبكات التلفزيون العراقية صور مدنيين ومقاتلين مبتهجين ومحتفلين بينما كانت شاحنات المساعدات وزوار بارزون يدخلون المنطقة. كما قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 1400 عراقي قُتلوا في أعمال عنف عبر البلاد في شهر أغسطس الماضي. رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي سافر يوم الاثنين الماضي بوساطة طائرة هيلوكبتر إلى آميرلي، حيث خطب في حشد من السكان المحليين. وإلى جانبه كان يقف وزير النقل في حكومة المالكي، هادي العامري الذي يرأس ميليشيا شيعية قوية. وقال المالكي إن ما جرى في آميرلي «كربلاء ثانية» - موقع المعركة التي وقعت في القرن السابع بين جيوش المسلمين والتي باتت ترمز إلى الانقسام بين السُنة والشيعة. وقال المالكي: «إن كل العراق سيصبح مقبرة للداعشيين». وفي الأثناء، اتهمت منظمة العفو الدولية التي يوجد مقرها في العاصمة البريطانية لندن تنظيم «داعش» يوم الثلاثاء الماضي بممارسة تطهير عرقي في مناطق شمال العراق التي تخضع لسيطرة التنظيم. وفي تقرير يتألف من 26 صفحة بعنوان «تطهير عرقي على نطاق تاريخي»، قالت المنظمة إن «الجهاديين» يقومون باستهداف المجموعات المسلمة غير العربية وغير السُنية بشكل ممنهج منذ أن قاموا باجتياح شمال العراق هذا الصيف. وأضافت «العفو الدولية» أن «داعش» خطف وقتل وطرد أعداد من الأشخاص من الأقليات ضمن سياسة تطهير عرقي متعمَّدة من الممكن أن ترقى إلى جرائم حرب. ووثقت المنظمة الحقوقية ثلاثة حوادث رئيسية في شهر أغسطس الماضي، قام فيها «الجهاديون» بإطلاق النار وقتل أعداد من الرجال والأولاد الذين ينتمون إلى الأقلية الإيزيدية العراقية، وذلك بعد أن قاموا بعزل الضحايا عن بقية القرويين ونقلوهم إلى مناطق بعيدة من أجل إعدامهم. وقال التقرير محذراً، إن المجموعات التي قد تتعرض لهجوم «داعش» «تواجه خطر أن تُمحى من الخريطة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©