علاء المشهراوي، وكالات (غزة) - أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس عن 26 أسيراً فلسطينياً، هم دفعة أولى من 104 أسرى قررت تحريرهم من سجونها كبادرة «حسن نية لتسهيل استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمواصلة السعي إلى تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وذكر التلفزيون الإسرائيلي أنه تم إجبار المفرج عنهم على التوقيع على وثيقة تعهد شخصي بعدم المشاركة في أي عمل يمس «أمن إسرائيل».
وقال عباس، خلال استقباله 11 أسيراً محرراً من أهالي الضفة الغربية المحتلة بحضور أفراد عائلاتهم وكبار المسؤولين الفلسطينيين، وآلاف المواطنين الفلسطينيين المهنئين عند ضريح سلفه الراحل ياسر عرفات في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، «نهنئ أنفسنا وأهلنا وإخوتنا الذين خرجوا من أقبية السجون (الإسرائيلية) إلى شمس الحرية، ونقول لهم ونقول لكم: إن البقية ستأتي، هؤلاء هم المقدمة وهناك إخوة آخرون سيعودون إليكم وسترونهم». وأضاف «أبعث بالتحية والتهاني لكل أهلنا وأهل الأسرى وأسرى الحرية جميعاً في السجون، ونقول لهم: لن يهدأ لنا بال إلى أن يكونوا جميعا بيننا إن شاء الله». وتابع«الآن نقول لإخوتنا: لانريد أن نطيل عليهم، فهناك مشتاقون لهم كثر ينتظرونهم، هنالك البيت، والأهل والحقل والإخوة والشارع ينتظرونهم ليكحلوا عيونهم بهم، ونقول لهم: أهلا وسهلا وإنهم قادمون وسنلتقي في القدس إن شاء الله».
وعانق عباس المحررين بحرارة. واحتشد المهنئون لاستقبال المعتقلين المفرج عنهم، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وسط احتفاء رسمي وشعبي، تعالت خلاله الزغاريد والأهازيج وصيحات التكبير.
كما استقبل آلاف الفلسطينيين بحضور لجنة استقبال شكلتها الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة «حماس»، وقياديين في حركة فتح أسيراً محرراً من أهالي قطاع غزة في معبر بيت حانون على حدود شمال القطاع، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل قبل نقلهم إلى منازلهم التي غصت باحتفاء حاشد.
وتعمدت قوات الاحتلال إذلال الأسرى المحررين أثناء نقلهم في حافلات مغلقة النوافذ من سجن «اليامون» في النقب جنوبي فلسطين المحتلة إلى سجن «عوفر» العسكري الإسرائيلي غرب رام الله وبيت حانون. وقال الأسير المحرر طاهر زيود المفرج عنه بعد قضاء 20 عاما في السجن للصحفيين في رام الله «التفتيش كان مذلاً، حيث تم تفتيشنا عراة. مورس علينا العقاب حتى آخر لحظة كنا جالسين عند سجن عوفر ثلاث ساعات ونحن ننتظر». وأضاف «أنا أشعر اليوم بنشوة النصر والفرح بعد أن من الله علينا بالحرية التي لا تقدر بثمن» وتابع «إن أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية صعبة جداً. ألم ومعاناة، وهناك 30 أسيراً فيما يسمى مستشفى الرملة عدد منهم مصابون بأمراض سرطانية هم بحاجة إلى الخروج من السجن».
وأشاد الأسير المحرر محمد عبدالمجيد صوالحة الذي قضى 23 سنة في السجن بالتضامن الشعبي مع الأسرى. وقال «لولا وقوف الأهل معنا لما استطعنا الصمود”. وبدت والدته المسنة سعيدة جداً بالإفراج عنه. وقالت «كنت خائفة من ألا يخرج من السجن ولكن الأمل في الله كان كبيرا». وأضافت أنها تريد أن تبحث له عن عروس لتزويجه. وفي بيت حانون، قالت الحاجة أم عطا (65 عاماً)، والدة الأسير المحرر عطية أبو موسى الذي قضى 21 عاما في السجون الإسرائيلية من حكم بالحبس مدى الحياة، «لم أزره في السجن منذ ثمانية أعوام. اعتقدت أني سأموت قبل أن أراه ثانية. أنا سعيدة جداً». أما سماح جندية، شقيقة الأسير المحرر نهاد جندية الذي قضى 24 عاما في السجن من حكم بالسجن لمدة 25 عاما. فقالت «لم أشعر بالسعادة في حياتي كشعوري اليوم. لقد جهزنا له شقة وسنبحث له عن عروس لتزويجه قريباً». وبدت الفرحة عارمة على وجه نهاد جندية. وقال «أنا حر أخيراً وأشكر الرئيس أبو مازن (محمود عباس) على ذلك».
في غضون ذلك، قال «نادي الأسير»، إن محاكم الاحتلال مددت اعتقال 22 أسيرا بذريعة استكمال التحقيق والإجراءات القضائية. وأوضح، في بيان له، أصدره في رام الله أن محكمة سجن «عوفر» مددت اعتقال محمد التعمري، ولؤي عادي، وصائب حماد، وأحمد خضر، ومجاهد أبو عليا، وعمار أبو عليا، ومالك عمر، وهمام عطا، وصالح طقاطقة، وعلي طقاطقة. وحكمت على كاظم كراكرة بالسجن 40 يوماً وغرامة بمبلغ 1000 شيكل إسرائيلي، وعلى خالد حجاجرة بالسجن 30 يوما وغرامة 1000 شيكل، وعلى طعمة الأسطة بالسجن 12 يوماً و1000 شيكل غرامة.
كما قررت محكمتا سجن عسقلان في النقب ومعسكر «سالم» الإسرائيلي قرب جنين شمالي الضفة الغربية تمديد اعتقال الأسرى مدحت عثامنة، وعادل التميمي، ومنتصر احريز، ويسرى جولاني، ومحمد العيش، وحسن الجواريش، وحسام عمر، وأحمد العيش، ومحمد عسلية، وموسى صوفان، وجهاد مصطفى، وأحمد سليم.
عدد اليوم
