الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتفال القطريين بليلة «القرنقعوه» يشوبه التغيير

احتفال القطريين بليلة «القرنقعوه» يشوبه التغيير
18 أغسطس 2011 22:08
بات الفرق واضحاً بين طرق إحياء ليلة «القرنقعوه»، التي يحتفل بها القطريون منتصف شهر رمضان، في الماضي والحاضر حيث كان يتم توزيع حلوى ومكسرات متواضعة في الماضي، وبالرغم من الحياة البسيطة في تلك الفترة إلا أن ليلة القرنقعوه كانت ممتعة يطوف فيها الأطفال في الشوارع طلبا للحلوى، أما الآن فأصبح الأمر مبالغا فيه بحيث يأخذ الآباء والأمهات أبناءهم للأسواق، ويحتفلون بهذا اليوم خارج البيوت، ما دفع البعض للتحذير من خطورة تشويه العادات التراثية. تحتفل العائلات القطرية في منتصف رمضان من كل عام بليلة «القرنقعوه»، حيث يخرج الأطفال مرددين أناشيد وأغاني أثناء التجول في الأحياء والأسواق، ليقوم الناس والجيران بفتح الأبواب لهم، ووضع الحلوى والمكسرات في الأكياس التي يحملونها. عادة متوارثة في هذا العام كانت الاحتفالية بالليلة التراثية فريدة من نوعها، من حيث جهزت المؤسسات الرسمية، وإقامة مهرجانات، وتوزيعات جديدة غير التي اعتاد عليها الناس، حيث طغى الترف على الفعاليات الفلكلورية، لدرجة أن البعض انتقد إدخال هذه العناصر، معتبرين أنها تفسد العادة المتوارثة، بينما أشاد آخرون بالاهتمام الرسمي والشعبي هذا العام برعاية وإطلاق احتفالات تجذب الأطفال وتجعل الكبار يشتركون معهم في الفرحة، فضلاً عن إحياء هذا الفلكلور الشعبي وحمايته من الاندثار، بعدما تراجعت نسبة اهتمام الناس به في السنوات الأخيرة. ومن الأمور التي نغصت على المحتفلين ارتفاع الأسعار هذا العام، بالنسبة لأزياء الأطفال «الدقلة» وهي لباس يشبه العباءة، والثوب المطرز أو المزركش، بالإضافة إلى أسعار الحلويات والمكسرات التي توزع في هذه الليلة على الأطفال. في هذا الإطار، يؤكد محمد القحطاني، مسؤول في لجنة التراث، ضرورة إحياء ليلة «القرنقعوه» في كل عام في ظل بدء اندثارها من قبل بعض المجتمعات والعائلات الخليجية. ?ويذكر أن أجواء ليلة «القرنقعوه» اختلفت كثيرا عما هو في السابق، حيث كان الأطفال يجوبون الشوارع والأحياء السكنية وهم يرددون أناشيد وأغاني مخصصة لهذه الليلة والدخول إلى المنازل للحصول على الحلوى والمكسرات، التي تتم تعبئتها لهم في الأكياس التي يحملونها غير مبالين في حالة الطقس أن كان ممطرا أو حارا، أما الآن فإن التجول في الشوارع والدخول إلى المنازل أصبح مندثرا تماما، ويتم الاحتفال وإحياء ليلة «القرنقعوه» بين الأهل بتبادل الزيارات. ويوضح القحطاني أنه يوجد اهتمام كبير من قبل المراكز الشبابية لإحياء هذه الليلة وتعريفها بشكل دقيق ومفصل للأطفال والشباب، وترديد بعض الأغاني والأناشيد التراثية، منوهاً إلى الاهتمام في هذه الليلة والتعريف عنها بشكل مفصل خاصة أنها تراث خليجي قديم، ويتجدد في كل عام ولا يمكن نسيانه. بخصوص ارتفاع الأسعار والتغييرات على احتفالية «القرنقعوه»، يقول القحطاني «لم نكن نعلم أن أسعار أزياء الأطفال ارتفعت إلى هذه الدرجة، وسط غياب الرقابة، وتفشي الغلاء لدرجة أن زي الطفل الواحد تجاوز الـ200 ريال، ولا نلوم المحال إذا تمادى الناس في الترف، وأصبحوا يفصلون الملابس التي يصل سعرها إلى آلاف الريالات ويقيمون احتفالات وليال تغير بساطة وشعبية هذا اليوم، ليتحول الأمر لاستعراضات ورياء». ?ويضيف أن «أسعار حلوى ومكسرات القرنقعوه مرتفعة كثيرا، خصوصا أن أصحاب المحال أصبحوا يستغلون ليلة «القرنقعوه» لزيادة أرباحهم بسبب توافد عدد كبير من العائلات إليهم». تشجيع التراث وينوه القحطاني إلى أن ليلة «القرنقعوه» من الليالي التي يجب الاهتمام والاحتفال بها، وبإحيائها في كل عام، كما ينبغي أن يتم تشجيع العائلات الخليجية من قبل الجهات التراثية للقيام بذلك كي لا تندثر، خاصة في ظل اندثار عدد من العادات التراثية في السنوات العشر الماضية، لكنها عادت مرة أخرى، ويعود الفضل إلى العائلات القطرية التي أصرت على إبقاء هذه الليلة التراثية والغالية على قلوب كافة شعوب الخليج. ?ويؤكد أن سبب اندثار ليلة القرنقعوه خلال العشر سنوات الماضية هو عدم وجود نهضة تراثية حيث شهـدت الدولة ركودا تراثيا خلالها ما أدى إلى تراجع الكثير من العائلات القطرية عن إحياء ليلة القرنقعوه في شهر رمضان. من جهة أخرى، تقول أم عبدالله، وهي راوية شعبية ومهتمة بالأنشطة التراثية، إن «اهتمام أهل قطر بليلة القرنقعوه قديم جدا، وهذا الأمر ليس في قطر بل في كل دول الخليج حيث تختلف الأغاني وطرق الاحتفال من بلد لآخر، ولكن بدرجات بسيطة». وتضيف «الفرق واضح بين ليلة «القرنقعوه» في الماضي والحاضر حيث كان يتم توزيع حلوى ومكسرات متواضعة في الماضي وبالرغم من الحياة البسيطة في تلك الفترة إلا أن ليلة القرنقعوه كانت أجواؤها ممتعة، أما الآن فأصبح الأمر مبالغا فيه بحيث يأخذ الآباء والأمهات أبناءهم للأسواق، ويحتفلون بهذا اليوم خارج البيوت، ويتم إطلاق فعاليات ومسابقات، كان من المفترض ألا يتم إدخالها على الموروث».
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©