أكد عبد الله سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي أن الترحيب السريع، بقرار تأجيل مباراة «السوبر» أمام العين، هدفها في المقام الأول، هو المساهمة في دعم ممثل الوطن في المحفل الآسيوي، مشيراً إلى أن هذا الموقف، يعكس قوة وتلاحم العلاقات بين القلعتين «الحمراء» و«البنفسجية» بوصفهما كيانين كبيرين في كرة القدم الإماراتية بشكل عام.
وأشار النابودة في حواره مع «الاتحاد» إلى أن موقف الأهلي يعتبر ترجمة واقعية، لضرورة التمسك بحسن العلاقات بين الأندية، كما تحدث عن دعم «القلعة الحمراء» لسفير الوطن في المحفل القاري، وأن جمهور «الفرسان» سوف يقدم الدعم الكامل لـ «الزعيم» في البطولة الآسيوية، وقال «سبق وأن توجه عدد من جمهور الأهلي في مباراة الاتحاد الأخيرة، ونحن مستعدون لوضع إمكانياتنا كافة، لخدمة العين في البطولة الآسيوية، لأن وصول «البنفسج» إلى النهائي ومنافسته على اللقب شرف لكل إماراتي».
وعن معاني هذا التلاحم بين الناديين، خاصة بعد حالة التوتر التي شهدها الموسم الماضي تحديداً، وهو ما دفع البعض لتفسيرها على أنها علاقة تنافر بين عملاقين في دوري الخليج العربي، قال «العلاقة بين الأهلي والعين دائماً قوية ومتينة، ويجب على الجميع النظر للمواقف الثرية التي تجمع بين الناديين، وقبل أشهر قليلة تنازل العين بتعليمات من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، عن القضية التي كانت ضد الروماني كوزمين مدرب الأهلي الحالي، وهو موقف نبيل من سموه، ويعكس أخلاق الفرسان التي دائماً ما يتحلى بها، وسموه أب لكرة الإمارات».
وأضاف «موقف سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، كان رسالة واضحة لكل من بالساحة الرياضية، بأن كرة القدم يحدث بها مناوشات ومنافسات داخل الملعب وخارجه، لكن علاقات الأندية ببعضها البعض، يجب أن تسمو فوق هذه الأمور كلها وأن تكون الثوابت حاضرة».
وقال النابودة «نحن الآن مع العين قلباً وقالباً في المحفل القاري، ولكن محلياً، فإن المنافسة ستكون شرسة بيننا وبينه، كما هو الحال مع جميع أندية الدوري المحلي، لأن كل فريق يسعى للفوز بالألقاب، وهذا أمر مشروع، كما أنه يصب في مصلحة الارتقاء بقوة المنافسة، لكن بمجرد انتهاء صافرة الحكم، لا يوجد سوى المحبة والاحترام المتبادل بيننا جميعاً، ونتمنى أن يوفق «البنفسج» في بلوغ النهائي وأن يحقق لقباً ظل بعيداً عن أنديتنا».
تأجيل متوقع
ولفت النابودة إلى أن قرار تأجيل السوبر كان متوقعاً، وقال «توقعنا التأجيل، لكن كنا ننتظر مخاطبتنا رسمياً من اللجنة، وفور أن تلقينا تلك الرسالة، جاء الرد بالموافقة الفورية من جانبنا، دعماً لممثل الوطن في المحفل القاري، والهدف هنا وطني أولاً وأخيراً».
وأضاف «البعض يرى أن ذلك يؤثر على خطط الإعداد للموسم، ولكن هناك أولوية وطنية، وهي بلوغ العين لأبعد مرحلة في مشواره الآسيوي، كونه لا يمثل نفسه في المباراة المقبلة أمام الهلال الشقيق، بل يمثل الكرة الإماراتية والدوري الإماراتي ككل، كما أن بلوغ «البنفسج» النهائي القاري سيفيد في تقييم الدوري المحلي، ويحقق فائدة وطنية مهمة بالنسبة للأندية الإماراتية كافة بشكل عام».
ضغط المباريات
وفيما يتعلق بمعاناة الأهلي الموسم الماضي من ضغط المباريات المحلية، من دون أن توافق اللجنة على تأجيل نهائي كأس المحترفين الذي جمعه بالجزيرة، وكان سبباً في إرهاق اللاعبين، وبالتالي الخروج من الدور الأول لبطولة دوري أبطال آسيا، قال «أنا إنسان إيجابي بطبعي، ولا أحب النظر كثيراً للوراء، صحيح أن الأهلي كان يحتاج الموسم الماضي أن تتم مراعاة عدم ضغط مبارياته «المحلية» مع «الآسيوية»، وتمت اتصالات بالفعل، ولكن لم تكلل بالنجاح بين الأطراف كلها، لكن لو كان نادي الجزيرة أو أي نادٍ إماراتي آخر، يحتاج الآن للتأجيل، فلم نكن لنمانع، لأنه سيكون ممثلاً للوطن في مرحلة مهمة من المحفل القاري، لهذا لن أعود للوراء وأتحدث عن أمر وقع بالفعل وانتهى».
مسؤوليات ضخمة
وأضاف «بالنسبة لنا لا نية لدينا في تغيير الأجانب الأربعة رادوي وخمينيز وسياو وجرافيتي، أما المواطنون، فنحن لا ننظر إلا للاعب المتميز الذي يفيد المجموعة، وهو دائماً في عقلنا أن نسعى دوماً لضم من يفيد الأهلي، خصوصاً على المدى البعيد».
وعن ضم حبيب الفردان ونواف مبارك والروماني رادوي لقافلة الأهلي في مركز الوسط المهاجم، في ظل وجود خمينيز وسياو وأحمد خليل والحمادي وماجد حسن، وهو ما يعني بالضرورة جلوس بدلاء على الدكة من بينهم، قال
«المنافسة على جميع المراكز تصب في مصلحة الفريق، وهي عامل إيجابي دائماً، لأن كل لاعب يبذل مجهوداً كبيراً، حتى يدخل للتشكيلة الأساسية لـ «الفرسان»، ووجود نواف وحبيب ورادوي لا يعني غياب لاعب مثل ماجد أو خمينيز أو غيرهما، فالأجدر هو من سيلعب، وكوزمين لا يجامل أي لاعب، ولا يشعر بالحرج لو اعتمد على أجنبي فقط، أو مواطن فقط، كما أن اللاعب غير القادر على أن يفرض نفسه على تشكيلة الأهلي، فهو غير قادر على الاستمرار في الأهلي مستقبلاً، لأن كل اللاعبين لديهم رغبة كبيرة في اللعب والمنافسة على الألقاب».
وأضاف «بشكل عام جميع لاعبي الأهلي لديهم رغبة في الاستمرار في صلب المنافسة، وحصد البطولات، وأولها الحفاظ على إنجازات الموسم الماضي»، ومنذ اليوم الأخير للموسم الماضي، والكل يعرف أن علينا أن نطوي الصفحة تماماً، وأن نبدأ من جديد، فنحن الآن لسنا فريق صاحب 3 ألقاب في موسم واحد، بل فريق سيدخل للمنافسات وكأنه لم يفز ببطولة، حتى يستمر تعطش اللاعبين لمزيد من البطولات، وندرك تماماً أن حجم التحديات كبير، وأن المسؤوليات أصبحت مضاعفة، وثقتي كبيرة في لاعبي الأهلي واحترافيتهم، وقدرة الجهاز الفني والإداري والطبي على تقديم موسم متميز».
وأوضح رئيس مجلس إدارة الأهلي أنه لا يخشى مرور الفريق بمرحلة «مطبات حرجة»، كما حدث الموسم الماضي، وقال «الموسم الماضي مررنا بـ «مطبات» غير متوقعة وأزمة خصم نقاط وغيرها، ولكن كل هذه الأمور قوتنا وأصبحنا أكثر قدرة على التعاطي معها عن ذي قبل».
ضغوط كبيرة
وعن مواجهته شخصياً للضغوط في ظل تسليط الأضواء نحو الأهلي ولاعبيه بصفته البطل المتوج بثلاثية ووصيف الكأس، قال «تأكدوا تماماً أنه إذا كانت الضغوط الموسم الماضي كانت 100% ، فاليوم الضغوط 200%، لكنني واثق تماماً في الفريق واللاعبين والجهازين الفني والإداري، وهذا لا يعني ثقة مفرطة أو غرورا، ولكن لوجود معطيات كثيرة تجعلني واثقا من قدرات اللاعبين، فضلاً على استمرارية واستقرار اللاعبين والجهاز الفني، كما أن ما يعطيني الثقة الكاملة أيضاً هو المدرب كوزمين صاحب التكتيكي القوي والشخصية القوية، وهو ما يجعلني مطمئناً على الفريق هذا الموسم أفضل عنه الموسم الماضي».
ورداً على استفسار حول ربط بعض الأسماء الكبيرة في دورينا بالأهلي دائماً، خاصة أن «القلعة الحمراء» منذ توليه المسؤولية لا تضم إلا لاعبي الصف الأول، وهو ما أدى لترديد أنباء حول نية الأهلي في الحصول على خدمات الكمالي وإسماعيل مطر وغيرهما، قال «في بعض الأحيان يكون الربط بين الأهلي وبعض الأسماء مجرد اجتهاد إعلامي من قناة أو صحيفة، ليس كل اجتهاد صحيح، ولكن الأهلي لا يتحرك فقط إلا للاعبين الذين يفيدون الفريق».
وقال الأمر تخطى المحلية وأصبح اسم الأهلي يرتبط بصفقات من العيار الثقيل أوروبياً، وقبل أسابيع عدة ماضية تردد أننا نفاوض البرازيلي روبينيو وهذا الكلام غير صحيح تماماً، رغم أن الصحف الإيطالية تحدثت عنه بثقة، لكن بعض وكلاء اللاعبين يستغلون اسم الأهلي في تسويق لاعبيهم».
صفقات محلية
وفيما يتعلق بأسباب حصر الصفقات المحلية في حبيب ونواف، وما إذا كان ذلك بسبب ما تردد عن إنفاق الأهلي لمبالغ طائلة الموسم الماضي، والذي سبقه، قيل إنها بلغت 400 مليون درهم في الموسم الواحد، قال «كل فريق في العالم ينفق على صفقاته، وهنا لن أقول حجم الإنفاق على الصفقات، سواء الجديد أو السابقة، لكني مستعد لفتح دفاتر الأهلي، لكن بشرط أن يتم فتح دفاتر الأندية الأخرى كلها حتى يرى الجميع أن متوسط إنفاقنا على الصفقات لم يتجاوز السقف الطبيعي لأي نادٍ، وفق شروط السوق الرياضي وضوابط العرض والطلب».
وأضاف نحن لسنا أكثر الفرق صرفاً على الصفقات، لكن البعض لا يحب تحركاتنا ونجاحنا في ضم بعض الصفقات، ونحن نعمل وننظر لمصلحة كيان الأهلي بغض النظر عن أي أمر آخر».
وقال النابودة «في أوروبا يتم الإعلان عن صفقات وانتقالات، أما عندنا فإرضاء الناس غاية لا تدرك، فلو أعلنا المبالغ المنفقة، فقد نتعرض لهجوم، فالبعض قد يرى أننا لا نضع ميزانيات كافية، ولا نحب الصرف على صفقات، والبعض الآخر قد يعتبرها بذخاً وترفاً، لكن الأهم من الصرف في الصفقات، هو القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، ومن سيدير هذه الاستثمارات»، ومهما كان لدينا نجوم في صفوف الفريق، أكثر ما نهتم به هو الانضباط داخل الملعب وخارجه لجميع اللاعبين، وهم يعرفون ما لهم وما عليهم».
وفيما يتعلق بطموحاته من الموسم الذي قارب على الانطلاق، خاصة بعد نجاحه في قيادة «القلعة الحمراء» لإنجازات متتالية بعضها غير مسبوق، وقال «بعد كل إنجاز، يجب النظر للمستقبل، ونحن لا ننظر للأطلال أبداً حتى لا ينكسر طموحنا، ونحن ننهل هنا من فلسفة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس النادي الأهلي، لذلك فإن فكرنا واستراتيجياتنا ألا ننظر أبداً خلفنا لأي إنجاز يتحقق بعد نهاية كل موسم، وأن نفكر بطموح جديد ورغبة طواقة».
هدفنا الدوري والأدوار النهائية لـ«الأبطال»
فيما يتعلق بالتحديات والمسؤوليات التي باتت على «القلعة الحمراء»، خاصة بعد إنجازات الموسم الماضي، قال: «هدفنا الأول هو المحافظة على بطولة الدوري، بالإضافة إلى التركيز في التأهل للأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا، حيث إننا ساعون للتأكيد على قدرة (الفرسان) على السير بعيداً في الآسيوية، فضلاً عن استمرار المنافسة في دوري الخليج العربي، وهو ما يترجم تحركاتنا في سوق الانتقالات المحلية».
(دبي - الاتحاد)
بعض الإعلاميين يتصيدون
تحدث النابودة عن العلاقة بين إدارة الأهلي وبعض المحللين والإعلاميين، خاصة أنه صرح لـ «الاتحاد» في نهاية الموسم الماضي بأنه عاتب على الإعلام من تعامله مع بعض مواقف الأهلي، وفيما يتعلق باستمرار العتب بينه وبين بعض الإعلاميين، خاصة بعدما تعرض الفريق لهجوم البعض، قال «العتب على نخبة من الإعلامين وليس كلهم، وبعضهم كان يحاول تضخيم أي مشكلة مهما كانت صغيرة، وكأنهم يتصيدون الأخطاء، لكن في بعض الأحيان أرى أن الأمر يعود لنية الإعلامي نفسه في تحليله ومواقفه، وما إذا كان نقده مبنياً على أخطاء أم لمجرد الانتقاد للأهلي فقط، لكن رغم ذلك وجدت بعض الأصوات تهتم فقط بالحديث عن الصالح العام والبعض الآخر لغاية في نفس يعقوب».
(دبي - الاتحاد )
فاتورة ضرورية تدفعها الأندية الكبيرة
وصف عبد الله النابودة، عدم استفادة الأهلي من بعض لاعبيه خلال الموسم المقبل، تحديداً بسبب كثرة المشاركات الخارجية للمنتخبات بأنه فاتورة ضرورية، يجب أن تدفعها الأندية الكبيرة في مرحلة من مراحلها، وذلك بعد إصرار الأهلي على ضم لاعبي الصف الأول، وجميعهم ضمن دائرة المنتخب الوطني الأول، وهو ما قد يعني تأثر الفريق، حيث قال «بشكل عام أنا لا أنظر سوى للمستقبل، وقد لا أستفيد من لاعب ما لانشغاله مع المنتخب في فترة معينة، ولكن المستقبل يكون للأهلي، وهذا هو سبب حرصنا على ضم اللاعبين في أعمار صغيرة، ما أدى للهبوط بمتوسط أعمار اللاعبين جميعاً في الفريق، وسيظل باب الصفقات مفتوحاً لضم اللاعبين البارزين من المواطنين حتى اليوم الأخير للانتقالات».
(دبي - الاتحاد)
شهر للتقييم
عن رأيه في جاهزية لاعبي الأهلي، خاصة أن الموسم الماضي شهد تصريحات متفائلة بشأن ارتفاع سقف طموحات اللاعبين للمنافسة القوية، وهو ما أسفر عن حصد 3 ألقاب والمنافسة على الرابع، قال «لم أكن موجوداً في المعسكر الخارجي هذا الموسم، ولكن الموسم الماضي عشت مع اللاعبين، لذلك أحتاج لشهر تقريباً حتى أستطيع التأكيد على هذا الأمر، وثقتي في جميع اللاعبين كبيرة».
(دبي - الاتحاد)
الأهلي لم يغضب لعدم مراعاة ظروفه القارية
نفى النابودة ما تردد عن «زعل» إدارة الأهلي من عدم مراعاة ظروف الفريق الآسيوية خلال الموسم الماضي في الوقت الذي تمت فيه الاستجابة لمطلب العين، وقال «لم نغضب لما حدث الموسم الماضي من ضغط مبارياتنا، كما أن الأمر اختلف تماماً الآن، ونحن ننظر إلى الأمام دائماً، وحسن النية موجود دائماً من جانبنا، وبالتالي لن أحمل أطرافاً أخرى أسباب خروجنا من البطولة الآسيوية، بل لم نوفق في المباراة الأخيرة أمام السد فقط».
وتوقع النابودة أن يكون الدوري الذي قارب على الانطلاق ساخناً وقوياً منذ الجولة الأولى، وقال «قوة الدوري تنعكس على المنتخبات الوطنية، وعلى التقييم القاري، ونحن جاهزون مثل غيرنا من الأندية».
(دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
